في بعض الأحيان، وأنا أسير في الحديقة، أشعر بدفء شمس أواخر الصيف وأرى الغيوم المتناثرة في السماء، لا يسعني إلا أن أفكر: كيف يمكننا الحفاظ على هذا الجمال لأطفالنا؟ يبدو وكأنه سؤال ضخم، أليس كذلك؟ لكن ما يثير حماسي حقًّا هو أن بعض الإجابات المذهلة تأتي من أماكن غير متوقعة على الإطلاق. في هذه اللحظات، اكتشفت أن التكنولوجيا تُحدث فرقًا في أصغر التفاصيل، وأخيرًا قرأت عن كيفية قيام الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة بإحداث موجة هائلة من الابتكار المستدام، وهذا ليس مجرد حديث تقني، بل هو قصة أمل حقيقية لمستقبل أطفالنا!
كيف يحمي الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة كوكبنا في الحقول والمدن؟
هل تصدقون أن التكنولوجيا تعمل بصمت لمساعدتنا في زراعة طعامنا وتزويد منازلنا بالطاقة بكفاءة أكبر من أي وقت مضى؟ إنه أمر مذهل! خذوا على سبيل المثال \”التوائم الرقمية\” في الزراعة. تخيلوا معي أن كل مزرعة كبيرة لديها نسخة طبق الأصل رقمية، مثل لعبة فيديو فائقة التفاصيل، تسمح للمزارعين باختبار كل شيء افتراضيًا قبل تطبيقه في الواقع. يمكنهم معرفة الكمية المثالية من الماء، وأفضل وقت للحصاد، كل ذلك دون إهدار قطرة ماء واحدة أو حبة بذور. إنه ليس خيالًا علميًا، ف\الدراسات تشير إلى أن 40% من المزارع الكبيرة ستستخدم هذه التقنية بحلول نهاية عام 2023\. وهذه الأرقام تستحق تفاؤلنا.
في مدننا، وللحفاظ على الاستدامة، يعمل الذكاء الاصطناعي كشرطي مرور فائق الذكاء لشبكات الكهرباء لدينا. إنه يوجه الطاقة إلى حيث تشتد الحاجة إليها، ويقلل من الهدر، بل ويساعد في دمج مصادر الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية والرياح بسلاسة. إنه مثل وجود مساعد شخصي للكوكب بأكمله، يتأكد من أننا نستخدم مواردنا الثمينة بأفضل طريقة ممكنة. عندما أرى الأضواء في منزلي، أفكر الآن في هذا البطل الخفي الذي يعمل بجد خلف الكواليس. إنه أمر يبعث على التفاؤل حقًّا!
كيف نضمن الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي من أجل التنمية المستدامة؟
لكن مع كل هذه القوة المذهلة، يأتي سؤال كبير: كيف نضمن استخدامها للخير؟ هذا هو الجزء الذي يثير اهتمامي كأب. لا يتعلق الأمر فقط بما يمكن أن تفعله التكنولوجيا للوصول إلى الاستدامة، بل يتعلق بالسبب الذي يدفعنا لاستخدامها. تشير الأبحاث إلى مفاهيم رائعة مثل \”الذكاء الاصطناعي المسؤول من أجل التنمية المستدامة\” و\”الذكاء البيئي الأخلاقي\”. هذه ليست مجرد مصطلحات تقنية، بل هي تذكير بأن القيم الإنسانية يجب أن تكون في صميم كل ابتكار.
يشبه الأمر تمامًا تعليم أطفالنا كيفية استخدام أداة جديدة. يمكن استخدام المطرقة للبناء أو للتدمير. ودورنا كآباء هو أن نغرس فيهم الحكمة والتعاطف لاختيار البناء دائمًا. نحن في خضم ثورة تقنية، ومسؤوليتنا هي توجيهها بقلوبنا. يجب أن نتحدث مع أطفالنا عن هذه التقنيات ليس فقط كأدوات رائعة، ولكن كفرص لخدمة الآخرين وإعمار الأرض كما علمنا ديننا. الحوار مع أطفالنا حول هذا مفتاح التغيير، وخطوة مهمة \لبناء مستقبل لا يكون فيه الابتكار ذكيًا فحسب، بل حكيمًا أيضًا\.
ما أهمية التعاون العالمي في تحقيق الاستدامة عبر الذكاء الاصطناعي؟
أحد أكثر الأشياء إلهامًا في هذه القصة هو أنها ليست جهدًا فرديًا. لتحقيق أقصى استفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي، \يتطلب الأمر تعاونًا هائلاً\ بين الحكومات والصناعات والمجتمع المدني لتحقيق الاستدامة. وخير مثال على ذلك هو \”اتحاد Open Power AI\”، الذي يجمع بين معهد أبحاث الطاقة الكهربائية (EPRI) ومايكروسوفت لتوفير أدوات ذكاء اصطناعي موحدة لشركات الطاقة.
هذا يذكرني عندما أبني شيئًا من المكعبات مع ابنتي. يمكن لكل منا أن يبني برجًا صغيرًا بمفرده، ولكن عندما نعمل معًا، نضحك معًا بينما نبني قلعتنا الرملية! هذا بالضبط ما يحدث على نطاق عالمي. الخبراء من جميع أنحاء العالم يتحدون، ويشاركون معارفهم، ويبنون شيئًا أكبر بكثير مما يمكن لأي شخص تحقيقه بمفرده. إنه احتفال رائع بالروح الإنسانية، ويُظهر لأطفالنا أن أعظم إنجازاتنا تأتي عندما نعمل كفريق واحد.
ماذا واجهنا من تحديات في دعم الاستدامة بالذكاء الاصطناعي؟
رغم كل هذا التقدم، واجهتني تساؤلات حول تحديات الذكاء الاصطناعي في دعم الاستدامة البيئية. من السهل الانجراف في الحماس، ومن المهم أن نتذكر أن الذكاء الاصطناعي ليس \”حلًّا سحريًّا\” لجميع مشاكلنا. فبينما يساعدنا على حل تحديات بيئية معقدة، فإنه يستهلك أيضًا كمية كبيرة من الطاقة. إنها مفارقة حقيقية: الأداة التي نستخدمها لتعزيز الاستدامة لها بصمتها البيئية الخاصة.
وهذا يقودنا إلى درس حيوي آخر لأطفالنا: التوازن. تمامًا كما نعلمهم الموازنة بين وقت الشاشة واللعب في الهواء الطلق، يجب أن نتعامل مع هذه التقنيات القوية بحكمة. الأمر لا يتعلق بالاختيار بين التكنولوجيا والطبيعة، بل بإيجاد طرق لجعل التكنولوجيا تعمل في انسجام مع الطبيعة. إنه يدفعنا إلى الابتكار بشكل أكبر، ليس فقط في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي، ولكن في كيفية بناء وتشغيل الذكاء الاصطناعي نفسه بطريقة أكثر استدامة. إنها دعوة للتفكير النقدي والمسؤولية، وهي مهارات لا تُقدَّر بثمن نأمل أن يتقنها أطفالنا.
كيف نبني مستقبلًا مستدامًا مشرقًا لأطفالنا اليوم؟
إذن، ما الذي يعنيه كل هذا بالنسبة لنا كعائلات؟ إنه يعني أن المستقبل ليس شيئًا يحدث لنا فحسب، بل هو شيء نشارك في صنعه بنشاط. هذه الابتكارات المذهلة ليست مجرد عناوين أخبار، إنها بذور لمستقبل أكثر صحة واستدامة لأطفالنا. إنها تمنحنا سببًا للشعور بتفاؤل لا يُصدَّق!
في كل مرة نتحدث فيها عن كيفية مساعدة التكنولوجيا للمزارعين، أو كيف تجعل مدننا أكثر ذكاءً، فإننا نزرع بذور الفضول والمسؤولية في قلوب أطفالنا. نحن نُظهر لهم أن الإبداع البشري، عندما يقترن بالرغبة في فعل الخير، يمكن أن يحقق أشياء رائعة. المستقبل مشرق، وهو ليس بعيد المنال. إنه يُبنى الآن، في المختبرات والحقول ومراكز البيانات حول العالم، مدعومًا ببعض من ألمع العقول وقلب جماعي يهتف من أجل كوكبنا. وهذا، يا أصدقائي، هو سبب للاحتفال بحماس كبير!
المصدر: How AI And Big Data Are Pushing The Next Wave Of Sustainable Innovation, Forbes, 2023/08/30 15:00:00
