في يوم غائم كهذا، لا شيء يضاهي مشاهدة شرارة الإبداع في عيني طفلة. وهي تمسك بأقلام التلوين، تخترع عوالم كاملة على ورقة بيضاء، كل شخصية وكل لون يحكي قصة فريدة من خيالها الخصب. وهنا سؤال دقّ على قلبي: شو تأثير أخبار الذكاء الاصطناعي مثل القضية اللي حصلت مع كلود على خيال أطفالنا؟ لأننا فجأة نواجه موقفًا محيّرًا: يقال إن برنامج الذكاء الاصطناعي ده تعلّم من كتب كتيرة، وده يشمل بعض القصص اللي بنقرأها لأولادنا قبل النوم، لكن من غير ما يستأذن المؤلفين! فكيف نشرح لأطفالنا الفرق بين التعلّم الحقيقي والإبداع الأصيل والنسخة من غير حسيب ولا رقيب؟<\/p>
ما القصة وراء قضية حقوق النشر ضد الذكاء الاصطناعي؟<\/h4>
عندما سمعت الخبر لأول مرة، رحت أفكّر فيه بشكل بسيط زي ما أفكّر مع ابنتي في أي موقف معقد. تخيل أن ابنتك بنتي كبرت شويّة وحبت تبني قلعة من المكعبات، فاستخدمت مكعبات ألعاب صديقاتها من غير ما تطلب الإذن. القلعة تكون حلوة قوي، بس يا ترى هل نسمح لها تعمل كده؟ هالموقف تحديدًا اللي شفناه مع أولادي، يوضح القضية تمامًا! المؤلفون يدّعوا إن قصصهم الإبداعية، اللي كتبوها بساعات من التفكير والتعب، تستخدم زى “مكعبات” لتدريب الذكاء الاصطناعي كلويد.<\/p>
طبعًا الشركات التكنولوجية تتبرّر بأن ده “استخدام عادل” زي ما الطالب يقرا كتب كتير عشان يبني معرفته. بس هنا المشكلة تظهر: بعض الدراسات أثبتت إن النماذج ديه ممكن تستعيد أجزاء من النصوص أصلية كلمة بكلمة، زي ما حصل في الدعوى اللي رفعتها جريدة نيويورك تايمز على شركة OpenAI. يعني الموضوع مش مجرد “تعلّم”، لا، ده أقرب لـ”حفظ وترديد” من غير فهم! وده يفتح جرح أخلاقي كبير جدًا، خاصة لما نفكر في قيم الجهد البشري بدل ما نركز على التكنولوجيا بس.<\/p>
هل الذكاء الاصطناعي يلهم أم يقلد أطفالنا المبدعين؟<\/h4>
والله يا إلهي، شو أحلى لحظات الإبداع مع الأطفال! لما تكون ابنتي الصغيرة بترسم شجرة بأوراق بنفسجية أو تحكي قصة عن قطة طايرة، بتكون كلها اقتباس من كل اللي شافته وسمعته. من رسوماتها المفضلة، والقصص اللي بنقراها مع بعض، وحتى شكل السحاب في السماء. بس النتيجة؟ دايماً بتكون من صنع خيالها الخاص، وده اللي يجعل الإبداع البشري شيء مميز قوي.<\/p>
اللي صار هنا هو نسخة كبرى من الموقف اللي شفناه مع ابنتي لما كانت تبني القلعة. قضية كلود بتطرح سؤال كبير: هل الذكاء الاصطناعي قادر يحسّ بالشفقة أو الفرح اللي يدفع الكاتب يكتب رواية؟ هل يقدّر الشرارة الصغيرة اللي تيجي فجأة ليلًا وتحول الفكرة لقصة حقيقية؟ ده السؤال اللي قيمته تريليون دولار، ومش بس على الورق!<\/p>
المهم هنا إننا نربّي أولادنا عشان يفهموا إن كل عمل إبداعي له “قلب”. القصة مش كلمات بس على الورق؛ دي جزء من روح الكاتب. والأغنية مش نوتات موسيقية فحسب؛ دي تعابير عن مشاعر الإنسان الحقيقي. وده بيخلّيهم يقدّرون الجهد البشري اللي ورا أي فن، ويتعلمون قيمة البناء على الإبداع بدل ما يقتبسوا من غير ما يحترموا المصادر.<\/p>
كيف نتحدث مع أطفالنا عن هذا العالم الجديد المثير؟<\/h4>
بدل ما نخاف من الذكاء الاصطناعي، ليه ما نستغل الفرصة دي نفتح حديث مهم مع الأطفال؟ الفكرة مش نمنع التكنولوجيا، لا، الفكرة نعلمهم كيف يبدعون من القلب ويتذكرون أن الفن النابض يصنعه إنسان. هالأفكار البسيطة ممكن تخلّي المحادثة حيوية:<\/p>
أوّلًا، نفرح بإبداع أولادنا كده يحسّون إنهم مميزين!<\/strong> لما يقدّموا لك رسمة أو قصة، قولهم: “يا سيّدي، شو عملتي! ما شفتهاش قبل كده في حياتي”. التشجيع ده بيكون لبنة في ثقتهم إنهم صانعين لأعمال فريدة.<\/p>
ثانيًا، نشير لجهد المبدعين بسلاسة.<\/strong> زي ما بتفتح الكتاب، قل: “هاتوا نشوف مين اللي كتب القصة ورسم الصور الجميلة دي؟”. ده يخلي الفن يظهر قدامهم إنه شغف إنسان، مش مجرد محتوى على الشاشة.<\/p>
ثالثًا، نستكشف مع أولادنا مغامرات إبداعية.<\/strong> لو استخدمتوا أداة ذكاء اصطناعي لتوليد فكرة مضحكة زي: “ماذا لو تعلّمت البطاريق الغناء بالعربي؟”، اغلقوا الجهاز بعدها وكمّلوا القصة بخيالكم وحدكم. كده التكنولوجيا تبقى بوابة للإبداع، مش نهاية الرحلة.<\/p>
كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على مستقبل إبداع الأطفال؟<\/h4>
المعارك القانونية دي مش نهاية العالم، خلينا نكون صريحين! دي بالعكس بداية صعبة لعصر جديد، زي ما بيمرّ الطفل بأوجاع النمو عشان يكبر قوي. دورنا كآباء مش إننا نحمي الأطفال من المستقبل، لا، مش مهم إننا نعدّهم يفهموا الفرق بين إبداع يمسّ القلب ونسخة من غير روح. نريدهم يقدّروا رواية كتبها إنسان من وحي تجاربه، وفي نفس الوقت يستعملوا الأدوات الحديثة بذكاء.<\/p>
المستقبل مش اختيار بين الإنسان والآلة، لا، مش بين الإبداع البشري والتكنولوجيا. المستقبل هو إننا نخلق انسجامًا بينهم. والأداة الأقوى اللي حتحمي أولادنا هتفضل خيالهم وقلوبهم وضمائرهم. مع هالأساس، رح يكونوا مستعدين يكتبو فصولهم الخاصة في تاريخ الإنسانية، مهما كانت الأدوات اللي قدامهم. ودي فرحة قلبي كلها يا أصدقاء!<\/p>Source: Claude Now Joins OpenAI In Getting Sued For Copyright Infringement, Forbes, 2023/08/30 14:13:38