
تخيّل أن طفلك يعاني من سعال حاد، تكتب أعراضه باندفاع في برنامج ذكاء اصطناعي طبي.. ثم تفوتك زرًّا فتظهر كلمة ‘سعال’ كـ’س اخال’! المفاجأة؟ النظام يقترح ألا داعي للطبيب! هذه القصة ليست خيالية، بل اكتشاف صادم من دراسة حديثة لجامعة MIT تكشف كيف تُغيّر أصغر الأخطاء مسار صحتنا.
ما أثر الأخطاء الإملائية على دقة الذكاء الاصطناعي الطبي؟

钻研 العلماء MIT أكثر من 1000 شكوى طبية ونماذج استشارات من منصات استشارات صحية محلية. عند إدخال أخطاء بسيطة مثل:
- مسافات زائدة بين الكلمات
- كلمات مكتوبة كلها حروف صغيرة
- أخطاء إملائية مثل ‘صدري يؤلهمني’ بدلاً من ‘يؤلمني’
أصابتني الدهشة من النتائج: نسبة الأخطاء في تشخيصات الذكاء الاصطناعي زادت 7-9%، خاصة في تشخيص أمراض النساء حيث نقص البيانات أكبر! السبب؟ أنظمة الذكاء تتعلم من لغة طبية رسمية فتتعثر مع العامية أو العبارات العاطفية التي نستخدمها يومياً.
جاءتني فكرة هذا الصباح أثناء مساعدة ابنتي في واجب المدرسة فتخيّلت: لو كتبت ‘أذني تؤلم نني’ كما حدث معي مسبقاً.. أليست ستتجاهل النظم هذه الشكوى تماماً؟
لماذا هذه الأخطاء ناقوس خطر يستحق وقفتنا؟

الدراسة كشفت أن التحيزات المجتمعية تتسلل إلى الأنظمة الطبية! فبعض النماذج تميل للاعتقاد أن ‘النساء يتحملن الألم’ أكثر من الرجال، مما قد يؤخر التشخيص الدقيق.
هنا نتذكر ما نزرعه في أطفالنا يومياً: ‘الاستشارة الذكية تبدأ بفهم الحدود’. التكنولوجيا المفيدة كمرشدٍ حكيم: يرشد بحذر ويعترف بحدوده. عند استخدامها لصحة العائلة، نحرص على:
- صياغة الاستعلامات بدقة كما نختار الأدوية بعناية
- التشاور مع مختص عند ارتيابنا
- تعليم الأبناء أن هذه الأدوات مساعِدة لا حَكَمة قطعية
كيف نصقل حسّنا النقدي مع الذكاء الاصطناعي؟

الهدف ليس تجنب التكنولوجيا، بل اكتشاف طرائق ذكية لاستخدامها. هذه لعبة بسيطة جربتها مع ابنتي بعد رسمنا وردة في الحديقة:
لعبة ‘كلمة واحدة تغير الرحلة’:
- اطلب من طفلك وصف وجع أذن بكلمتين مختلفتين (مثلاً: ‘أذني تصرخ’ vs ‘ألم في الأذن اليسرى’)
- أدخل العبارتين في مساعد ذكي
- ناقشوا سوياً كيف تختلف التوصيات!
أليست هذه مسؤوليتنا تجاه أجيالنا؟ أن نجعل كل لحظة تعلماً ناعماً. هنا نزرع أن الصياغة الواضحة سندٌ قوي، وأن التكنولوجيا كنهر هادئ – نستفيد من فيضه بوعي دون أن نترك دفّته.
ماذا نفعل لبناء مستقبل طبي أكثر أماناً؟

يرى باحثو MIT أن الحلّ يكمن في:
- تدريب الأنظمة على اللغة اليومية كما نعلّم أطفالنا الكلام
- تحسين الحساسية تجاه الاختلافات في الصحة النسائية
- دمج مراجعة بشرية فعّالة كخيط أمان
هذا ليس تحدياً فردياً بل مسؤولية جماعية نتحملها سوياً. لنبدأ بعادة بسيطة: مراجعة كتابتنا قبل إرسال أي استشارة، وذكر أطفالنا أن ‘الكلمة الدقيقة كبذرة تنمو لوثوقية’، وأن خلف كل توصية.. قلبٌ بشري يبذل قصارى جهده ليفهم ويعالج بأمان.
التكنولوجيا الرشيدة كمرشدٍ حكيم: تُوجّه بصمتٍ رصين، تعترف بحدود معرفته، ويفتح أبواب التعلم مع كل تفاعل.
