
هل لاحظتم يومًا كيف يتبع الأطفال بعضهم البعض في ألعابهم كقطيعٍ صغير؟ يبدو أن هذا ما يحدث في عالم الاستثمار التقني اليوم! جورج أريسون، رئيس تطبيق “جريندر”، يصف حماسة المستثمرين نحو الذكاء الاصطناعي بـ”سلوك القطيع”: “حيثما تذهب الخراف الثلاثة، يتبع الجميع”. بينما تتسارع الاستثمارات لتتجاوز 100 مليار دولار في 2024، لنكتشف معاً كيف تؤثر هذه الموجة على أطفالنا. ونساعدهم على تجاوز الفقاعة بذكاء.
من فقاعة الدوت كوم إلى فقاعة الذكاء الاصطناعي: هل نكرر الأخطاء ذاتها؟

قبل ربع قرن، انفجرت فقاعة الدوت كوم حين تضخمت أحلام التقنية أكثر من قيمتها الحقيقية. اليوم، تحذّر الدراسات من تشابه مقلق: 7 شركات كبرى (مثل ميتا ونفيديا) تشكل ثلث قيمة مؤشر S&P 500 مدفوعة بالحماس للذكاء الاصطناعي – وهي تركيز أعلى من ذروة الدوت كوم! يذكرنا جورج أريسون بأن الفقاعة تتشكل في “جانب التطبيقات”، حيث تُقلّد الأفكار بدلاً من ابتكارها. أخطر ما في الأمر؟ قد تُحجب الشركات الناشئة الواعدة وسط ضجيج القطيع المالي!
تخيلوا معي: أطفالنا سيعيشون في عالم تُحدده هذه الموجة. هل نريدهم أن يكونوا مُقلّدين يتبعون القطيع، أم مُبتكرين يبنون حلولاً حقيقية؟ الحل يبدأ من غرس مهارة التمييز منذ الصغر: “لماذا تعتقد أن هذه الفكرة أفضل؟”، “هل تحل مشكلة حقيقية أم تتبع الموضة؟”. لعبة مسلية: اطلبوا من أطفالكم تصنيف ألعابهم إلى “إبداعية” و”مقلدة” أثناء الترتيب – مفاجآت رائعة تنتظركم! وهذه الممارسة تحميهم من الانزلاق مع قطيع الخراف في فقاعة الذكاء الاصطناعي.
بين الضجيج والابتكار: كيف نربّي جيلاً يبني لا يقلّد؟

يصف أريسون الفقاعة بأنها “جزء حتمي من ريادة الأعمال”، حيث تفشل بعض الشركات بينما تنجح أخرى بشكل باهر. السؤال الأهم: كيف نُهيئ أطفالنا لهذا العالم المتقلب دون خوف؟ الإجابة في ثلاث كلمات: التجربة، النقد، المرونة. شجّعوهم على:
- تجربة أدوات الذكاء الاصطناعي التعليمية كشريك للإبداع (مثل تصميم قصص تفاعلية)
- تعلّم طرح الأسئلة النقدية: “مَن يستفيد من هذا التطبيق؟”، “ما البديل الأبسط؟”
- التحلي بالمرونة عند الفشل – كما تقول البحوث: “الشركات الناجحة هي من تتعلم من السقوط”
وهكذا يتجنب أطفالنا أخطار فقاعة الذكاء الاصطناعي.
قصة عابرة: طفلة عمرها 7 سنوات صمّمت لعبة ورقية عن رواد الفضاء باستخدام صور من أداة ذكاء اصطناعي. سألتها: “لماذا اخترت الفضاء؟” فأجابت: “لأنه مكان لا يتبع فيه أحد أحداً، كل يكتشف وحده!”. أجمل درس عن الاستكشاف بعيداً عن القطيع!
هل الفقاعة تنفجر… والمستقبل لأصحاب الرؤية؟

يختتم أريسون حديثه بتفاؤل: “بعض الشركات ستنجح بشكل كبير”. وهنا جوهر التربية في عصر الفقاعات التقنية: تعليم أطفالنا التميز في الأفقال أفكار لا التمادي في التمويل. كيف؟
- شجعوا الشغف الحقيقي: إذا أحب الطفل الروبوتات، لنستكشف معه تطبيقاتها في الطب أو البيئة لا في الموضة فقط
- عزّزوا القيم فوق التقنية: الأخلاقيات، التعاطف، العمل الجماعي – دروع ضد تقلبات السوق
- استخدموا التقنية كجسر لا كنهاية: بعد تعلم برمجة لعبة، لنجعلهم يلعبونها مع أصدقائهم بالحقيقية لقياس تأثيرها
تذكروا: أعظم الابتكارات وُلدت خارج القطيع. وهذا هو المخرج من الموجة الاستثمارية المفرطة. ربما سيصبح طفلكم هو من يقود الخراف الثلاثة نحو مراع جديدة، بدلاً من اتباعها!
المصدر: يقول رئيس تطبيق Grindr: تتشكل فقاعة استثمارية حول الذكاء الاصطناعي, Business Insider، 2025/08/31 09:55:01
