
أتذكر عندما سألتني ابنتي الصغيرة: ‘بابا، كيف تعمل هذه الأجهزة الذكية؟’ من هنا بدأ فضولي معها أن أكتشف ما خلف الشاشات… والآن، مع تقرير جوجل الجديد عن استهلاك طاقة جيميني، أصبح هذا الاستكشاف أكثر إلحاحًا. هل فكرت يومًا في التأثير البيئي لطلبات الذكاء الاصطناعي التي نطلبها بين الفينة والأخرى؟
ما الذي كشفته جوجل حقًا؟

في أغسطس 2025، أصدرت جوجل أرقامًا مدهشة: طلب واحد على جيميني يستهلك طاقة تعادل مشاهدة التلفاز لأقل من تسع ثوانٍ! نعم، هذه حقيقة مذهلة — 0.24 واط-ساعة من الطاقة، مع انبعاثات 0.03 غرام من ثاني أكسيد الكربون، واستهلاك حوالي خمس قطرات من الماء. الراهن، الأرقام تُظهر أن كفاءة جيميني تحسّنت بشكل استثنائي — بانخفاض 33 مرة في استهلاك الطاقة و44 مرة في الانبعاثات الكربونية بين مايو 2024 ومايو 2025. هذا ليس مجرد تقرير تقني، بل دليل على أن الابتكار يمكن أن يجعل التكنولوجيا أخفّ أثرًا على كوكبنا.
ماذا يعني هذا لعائلتنا؟

كمواطن عادي يهتم بمستقبل أطفاله، أرى في هذه الأرقام شيئًا جميلًا جدًا: طلب واحد على جيميني يكاد يساوي تشغيل الميكروويف لثانية واحدة فقط! هذا يذكّرنا بأن بعض استخداماتنا التكنولوجية أصغر تأثيرًا مما نتصور مقارنة بأنشطة يومية بسيطة.
في لحظات مشابهة مع ابنتي الصغيرة، أدرك أن التوازن ليس بالأرقام وحدها. فبينما تتحسن كفاءة كل طلب، يزداد استخدام الذكاء الاصطناعي عالميًا. هنا يأتي دورنا كعائلة — كيف نستخدم هذه الأدوات بذكاء دون أن تُثقل كاهل أرضنا؟
ما نصائح ترشيد استهلاك الطاقة في الذكاء الاصطناعي للعائلات؟

1. استخدم الذكاء الاصطناعي بحكمة: بدلاً من إرسال عشرات الطلبات المتفرقة، اجمع أفكارك في طلب واحد متكامل. مثلما نبحث مع ابنتي عن أقصر طريق للمدرسة لتجنب الإسراف، هذه الطريقة توفّر طاقة كهربائية بشكل ملموس!
2. شجع الفضول الطبيعي: دع أطفالك يطرحون أسئلة عميقة تستحق البحث، مثل استكشاف كيف تُصنع الآيس كريم، بدلًا من مجرد سؤال سطحي عن طقس اليوم.
3. وازن بين العالم الرقمي والطبيعي: لا شيء يعوّض عن اللعب تحت أشجار الساحة أو قراءة قصة من كتاب ورقي. الذكاء الاصطناعي أداة رائعة، لكنه لا يُغني عن تلك اللحظات التي تبني ذكريات حقيقية مع العائلة.
ما مستقبل استهلاك الطاقة في الذكاء الاصطناعي؟

من واقع متابعتي اليومية للأرقام، أرى في تقارير جوجل رسالة مُلهمة: التكنولوجيا يمكن أن تتطور مع الحفاظ على مواردنا. هذا يشبه تمامًا البحث عن طرق لتعزيز متعة يومنا مع الحد من التأثير على كوكبنا. كعائلات، نستطيع أن نكون جزءًا من هذا التغيير — بالاختيار الواعي والأدوات التي تعتمد على الطاقة النظيفة.
ما دعوة التفكير والعمل التي نوجهها إليك؟

المسؤولية هنا مشتركة. بينما تواصل الشركات تحسين كفاءة أنظمتها، نحن الآباء نمتلك أقوى أدوات التغيير: التوعية اليومية في بيوتنا. فالتوازن ليس عنوانًا لمعادلة رياضية، بل عنوان لحياة مشتركة نبنائها مع أطفالنا بوعي.
كما أوضح تقرير حديث على BGR، فالفهم العميق للاستهلاك الطاقي هو بوابتكم نحو استخدام أكثر ذكاءً. هكذا، في المرة القادمة التي تطلب فيها مساعدة من جيميني، تذكّر: كل طلب صغير هو جزء من رحلة أكبر نحو غدٍ أفضل لأطفالنا.
