
يا إلهي! عالم التكنولوجيا يتسارع بشكل جنوني، أليس كذلك؟ أحياناً أشعر أنني ألهث خلفه! ومع كل خبر جديد عن انتقال العباقرة بين الشركات الكبرى، لا يسعني إلا أن أتساءل: كيف سيؤثر كل هذا على عالم أطفالنا الصغار؟ فلنأخذ قصة انتقال باحثي الذكاء الاصطناعي من آبل إلى ميتا كمثال… إنها ليست مجرد منافسة شركات، بل معركة على مستقبل التكنولوجيا التي سترافق جيل أطفالنا.
ماذا يحدث خلف الكواليس؟
وفقاً لتقارير بلومبرغ، فقد شهدت آبل هجرة جماعية لخبراء الذكاء الاصطناعي، حيث انتقل روومينغ بانغ – المدير السابق لفريق نماذج آبل الأساسية – إلى مجموعة الذكاء الخارق في ميتا. ولم يكن بانغ وحده، بل تبعه عشرات الباحثين بما فيهم جيان تشانغ، الباحث الرئيسي في مجال الروبوتات.
المثير أن ميتا قدمت عروضاً مالية خيالية، حيث وصلت حزمة التعويضات لبانغ إلى أكثر من 200 مليون دولار! لكن السؤال الأهم: لماذا يهرب العباقرة من آبل؟ يبدو أن الثقافة التنظيمية البيروقراطية في آبل والتركيز على التسويق على حساب البحث العلمي كانا السبب الرئيسي.
كيف يؤثر هذا على سيري والأدوات التي يستخدمها أطفالنا؟
تخيلوا أن طفلكم يسأل سيري سؤالاً بسيطاً عن النجوم، لكن الإجابة تأتي متأخرة أو غير دقيقة. هذا بالضبط ما تواجهه آبل الآن – تأخر في تطوير ذكاء اصطناعي يمكنه منافسة جوجل أو ميتا.
التقارير تشير إلى أن آبل تفكر حتى في الاعتماد على تقنيات خارجية مثل جيميني من جوجل لتحسين سيري. لكن هل نريد لأطفالنا أن يستخدموا أدوات تعتمد على تقنيات الآخرين؟ أم نفضل أدوات مبنية على أبحاث أصلية؟
هنا تأتي نقطة تفكير مهمة: عندما تتنافس الشركات على الكفاءات، ينتج عن ذلك ابتكارات أسرع. لكن هل هذه الابتكارات دائماً في مصلحة أطفالنا؟ أم أنها تهدف بشكل أساسي إلى جذب انتباهنا نحن المستخدمين؟
إذن، وسط كل هذه الدراما التقنية، كيف نستفيد نحن كعائلات؟

هذا هو السؤال الأهم! بصراحة، هذا الصراع بين العمالقة جعلني أفكر بعمق. كأب، لا يهمني من يفوز، بل كيف يمكننا تحويل هذا السباق المحموم إلى فرصة ذهبية لأطفالنا. وهذه بعض الأفكار التي خطرت لي:
أولاً: التوازن بين الاستخدام والإبداع. بدلاً من أن يكون أطفالنا مجرد مستخدمين للتكنولوجيا، لماذا لا نشجعهم على فهم كيفية عملها؟ حتى لو كان بسيطاً مثل برمجة روبوت صغير.
ثانياً: تعليمهم التكيف مع التغير. سوق العمل المستقبلي سيشهد تحولات أكبر من هذه. تعليم الأطفال المرونة والقدرة على التعلم المستمر هو أفضل استثمار في مستقبل أطفالنا.
ثالثاً: التركيز على القيم الإنسانية. مهما تطورت التكنولوجيا، تبقى المهارات مثل التعاطف والتعاون والإبداع هي الأهم. هذه الصفات لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محلها.
أنشطة عائلية بسيطة لتعزيز الفهم التكنولوجي

جربوا هذه الأفكار البسيطة مع أطفالكم:
لعبة “كيف يعمل؟”: اختر أداة تقنية في المنزل واسألوا معاً: كيف تعتقد أنها تعمل؟ ثم ابحثوا عن الإجابة معاً. حتى لو كانت الإجابة مبسطة، المهم هو تنمية فضول الاكتشاف.
تحدي البرمجة البسيط: مواقع مثل Scratch تقدم برمجة مرئية مناسبة للأطفال. جربوا معاً إنشاء قصة تفاعلية صغيرة باستخدام أساسيات الذكاء الاصطناعي.
مناقشة الأخبار التقنية: شاركوا أطفالكم في مناقشة أخبار بسيطة عن التكنولوجيا – مثل انتقال الباحثين بين الشركات – واسألوهم: ما رأيكم في هذا؟ ماذا يعلم هذا لمستقبل أطفالنا؟
كيف نضمن مستقبلاً أكثر إشراقاً لأطفالنا في عصر الذكاء الاصطناعي؟

رغم أن منافسة الشركات على الكفاءات قد تبدو مثيرة للقلق، إلا أنها في النهاية تدفع عجلة الابتكار. من خلال متابعتي لهذه الأمور، يتكون لدي شعور قوي بأن هذه التطورات ستقودنا في النهاية إلى أدوات أكثر ذكاءً ومتعة لأطفالنا.
المهم أن نبقى نحن – الأولياء – جزءاً من هذه الرحلة. ليس كمهندسين أو مبرمجين، بل كمرشدين يساعدون أطفالهم على استخدام هذه التقنيات بحكمة وتوازن.
في النهاية، التكنولوجيا هي مجرد أداة. والأهم هو كيف نستخدمها لبناء علاقات أعمق، وتنمية فضول أطفالنا، وإعدادهم لمستقبل مليء بالإمكانيات.
وهذه هي فكرتي الأخيرة لكم: في المرة القادمة التي يتحدث فيها طفلكم مع مساعد رقمي، انظروا إليهم واسألوهم بفضول حقيقي: يا ترى، كيف يفهمك؟ إجاباتهم لن تكون مجرد خيال، بل هي الشرارة الأولى لمستقبلهم المبدع!
المصدر: Meta stole another top AI researcher from Apple, making it’s smart Siri issue even worse، Phonearena، 2025/09/03
