هل لاحظتم كيف يتواصل أبناؤنا المراهقون (جيل Z)؟ رسائل صوتية سريعة، محادثات مختصرة، وتفضيل واضح للهواتف على أجهزة الكومبيوتر. هذا ليس مجرد أسلوب تواصل عابر – إنه ثورة قادمة تغير شكل بيئات العمل كما نعرفها!
رحلة تطور أدوات العمل: كيف وصلنا إلى عصر جيل Z في العمل؟
تخيلوا لو عدنا بالزمن إلى أواخر القرن التاسع عشر، عندما دخل الهاتف إلى المكاتب لأول مرة. كان الأمر أشبه بالسحر! ثم جاءت أجهزة الكومبيوتر في الثمانينيات، تليها الإنترنت والشبكات اللاسلكية مع مطلع الألفية. وهذا المسار العظيم من التطور يقودنا مباشرة إلى جيل Z في العمل – الجيل الأول الذي ولد في عالم رقمي بالكامل.
بحلول عام 2030، سيشكل جيل Z 30% من القوى العاملة حسب إحصائيات مكتب العمل الأمريكي. وهذا ليس رقماً عادياً – إنه مؤشر على تغيير جذري في طريقة عملنا وتواصلنا.
كيف يتواصل جيل Z؟ وكيف يؤثر هذا على بيئة العمل؟
كأب، أرى العديد من المراهقين يحبون إرسال رسائل صوتية لأصدقائهم بدلاً من الكتابة. تبدو هذه عادة بريئة، لكنها تعكس نمطاً أكبر: جيل Z في العمل يفضل التواصل غير اللفظي القائم على الهواتف المحمولة. الرسائل الصوتية، المحادثات المختصرة، والتواصل غير المتزامن حيث يردون في الوقت الذي يناسبهم.
دراسة مثيرة للاهتمام من موقع Babbel للغويات أظهرت أن أبناء جيل Z يعانون من قلق البريد الإلكتروني ولديهم عشرات الرسائل غير المفتوحة! هل تتخيلون ذلك؟ جيل كامل يفضل الرسائل السريعة على البريد الرسمي.
ما الذي يحتاجه أصحاب العمل الآن؟

مع دخول جيل Z سوق العمل، تتغير متطلبات أدوات الاتصال الموحدة (UC). لم تعد المنصات التقليدية كافية. هل سألتم أنفسكم ما هي التطبيقات التي يبحثون عنها في هواتفهم؟
- تطبيقات صديقة للهواتف تعمل بسلاسة على الأجهزة المحمولة
- دعم للرسائل غير المتزامنة وتخزين الوسائط
- أدوات ذكاء اصطناعي مثل المساعدات الذكية وأدوات إنشاء ذكية
- أدوات تناسب طريقة عملهم
الجميل في الأمر أن هذه التغييرات لا تفيد جيل Z في العمل فقط، بل تحسن تجربة العمل للجميع!
دروس لنا كآباء: كيف نعد أبناءنا للمستقبل؟
كم أب، أتساءل: كيف يمكننا تربية أبناء قادرين على الازدهار في هذا العالم المتغير؟
الأمر لا يتعلق بتعليمهم البرمجة فقط، بل بتنمية مهارات أساسية مثل:
- المرونة والتكيف: القدرة على التعلم المستمر والتكيف مع الأدوات الجديدة
- التواصل الفعال: فهم متى نستخدم الرسائل السريعة ومتى نفضل المحادثات العميقة
- الذكاء العاطفي: القدرة على العمل مع أجيال مختلفة بأساليب تواصل متنوعة
في الواقع، نحن كعائلات نشهد هذه التغييرات يومياً. عندما يختار طفلك أن يرسل لك رسالة صوتية حتى لو كنت في نفس المنزل، فهذا يعكس رغبة في التوازن بين الخصوصية والاتصال. وهذا بالضبط ما نراه في بيئة العمل: جيل Z يبحث عن أدوات تمنحه المرونة دون قطع روابط الاتصال.
في الطريق إلى الحديقة أو أثناء اللعب مع الأصدقاء، اسألوا أبناءكم عن طريق الصدفة: ‘متي تفضلون إرسال رسالة صوتية بدلاً من الكتابة؟’. شاركوا في النقاش عن الفروق وما يشعرون بأنه أكثر راحة.
الذكاء الاصطناعي في التعليم: لماذا يجب أن نهتم؟
من المثير أن نرى كيف تدمج منصات مثل ‘أول غراڤي’ الذكاء الاصطناعي لدعم العاملين في الخطوط الأمامية. تخيلوا طفلكم في المستقبل يعمل في بيئة حيث المساعد الذكي “زملاء صبورين وخبراء في متناول اليد” كما تصفها المنصة.
هذا ليس خيالاً علمياً – إنه واقع يبنى الآن.
أعترف أن هذا يثير قلقي أحيانًا… لكن تذكرت أن جيلنا كان يخشى الكمبيوتر في بداياته!
وكآباء، لدينا فرصة ذهبية لتعريف أطفالنا بهذه الأدوات بطريقة مسلية ومفيدة.
جربوا مع أطفالكم استخدام مساعد ذكي للإجابة على أسئلتهم العلمية، أو لمساعدتهم في كتابة قصة إبداعية. المفتاح هو التوازن – استخدام التكنولوجيا لتعزيز الإبداع، لا لاستبداله.
كيف سيجعل جيل Z في العمل عالم العمل أكثر مرونة وإنسانية؟
أحب التفكير في كيف يمكن لهذه التغييرات أن تجعل عالم العمل أكثر إنسانية. جيل Z يفضل العمل الحر – أكثر من ثلثهم يريدون العمل كمستقلين. هذا يعني المزيد من المرونة، والتحكم في الوقت، وإمكانية الجمع بين الحياة والعمل بطرق أكثر توازناً.
كم أب، هذا يمنحني الأمل لمستقبل أطفالي. عالم حيث يمكنهم بناء بيئات عمل تخدم الأسرة والمجتمع معًا.
فكرة أخيرة: في المرة القادمة التي ترون فيها ابنكم يرسل رسالة صوتية سريعة، تذكروا أنكم تشاهدون ليس مجرد عادة تواصل، بل لمحة عن مستقبل العمل!
في المرة القادمة التي تسمعون فيها صوت رسالة صوتية من أبنائكم… أي عالم ستصورون لهم حينها؟
Source: Gen Z communication reshapes UC buying decisions, Techtarget, 2025/09/03 14:00:00
