هل تساءلت يومًا كيف يرى الذكاء الاصطناعي العالم من حولنا؟ مؤخرًا، ظهرت مجموعة من الصور التي أنشأها الذكاء الاصطناعي تحاول تصوير ‘الشخص النمطي’ من كل ولاية أمريكية، في ظل انتشار الصور النمطية في الذكاء الاصطناعي. من الفتاة الشقراء في كاليفورنيا إلى الثنائي في هاواي بالملابس التقليدية، هذه الصور تثير أسئلة عميقة حول كيف تتعلم الآلات منا، وكيف نعلم أطفالنا التعامل مع هذا العالم المتغير.
ماذا رأى الذكاء الاصطناعي؟
باستخدام أداة Midjourney، طُلب من الذكاء الاصطناعي إنشاء صور لشخصين بالغين – رجل وامرأة – يمثلان كل ولاية أمريكية. النتائج؟ مزيج من الدقة المضحكة والصور النمطية الواضحة. فمثلاً، ظهر سكان ألاسكا متلففين ضد البرد، بينما بدا الزوجان من فلوريدا مستعدين للعب الكرة في الحي. لكن العديد من الولايات الأخرى ظهرت بسمات عامة دون تمييز واضح.
هذا يذكرني بذلك الوقت عندما جلست ابنتي على الأرض والريشة الصغيرة بين أصابعها، تحاول رسم ‘طبيب’ و’ممرضة’ – فرسمت الطبيب رجلًا والممرضة امرأة من غير تفكير. لحظتها، نظرت لوحة الرسم المتواضعة وتساءلت: من أين تأتي هذه الأفكار في عقول الصغار؟
وهل تخيلت يومًا أن ابنتك ستسأل: ‘ليه الآلات بتحب تقول إن الفقر لونه أسود؟’ تلك اللحظة جعلتني أفكر بجدية: في عالم يرى أطفالنا فيه ذكاء اصطناعيًا يوميًا، لم يعد ممكنًا أن نتغاضى عن تأثير هذه الصور على نظرتهم.
كيف يتعلم الذكاء الاصطناعي منا؟
لما قرأت الدراسات من Bloomberg، عرفت إن نماذج الذكاء الاصطناعي مثل Stable Diffusion تتلقى بياناتها من مجموعات ضخمة من الصور على الإنترنت. هذه المجموعات تحتوي مليارات الصور المجمعة آليًا دون تدقيق بشري، فالنتيجة؟ تكرار وتعزيز التحيّز ده في الذكاء الاصطناعي بيحكم علينا كلنا من غير ما نحس.
لما تمعّنت في تقرير Nature، شعرت إن الظاهرة أكبر مما نتخيل. الدراسات تظهر أن هذه النماذج تعيد إنتاج الصور النمطية الجنسية بكل غرابة – فتُصوّر السكرتيرات والممرضات نساءً دائمًا، بينما المديرين والأطباء رجالًا. يعني، الآلة بتتذكر أخطاءنا وتعيدها بمسمى ‘ذكاء’!
ماذا يعني هذا لأطفالنا؟
في حارتنا الصغيرة، مثلما نرى التنوّع في الألوان والأصوات كل يوم، أفهم إن الأطفال يواجهون نفس الفارق. بحث من جامعة واشنطن يكشف إن الذكاء الاصطناعي يرسم ‘الفقراء’ دائمًا ببشرة داكنة، حتى لو طلبت صورة لشخص أبيض فقير. يد الريشة الرقمية بتخوننا في التفاصيل اللي نحسبها تافهة.
هذا التحيز ليس مجرد خطأ تقني – إنه انعكاس للبذور اللي زرعناها في البيانات، ونحن ما درينا. وكأب أحب البحث عن الحلول بدل القلق، أول ما فكرت: كيف نحمي أطفالنا من مرآة مشوّهة؟
كيف نربي جيلًا منفتح العقل؟
الخبر الجميل إننا لسنا عاجزين! دي طرق بسيطة جربتها في بيتي ونفعت:
1. حولوا الصورة لموضوع حديث: لما تشوفوا صورة نمطية، اسألوا: ‘إنت فاكر إن الناس في حارتنا كلها تشبه بعض؟ ليه الذكاء الاصطناعي قال كده؟’
2. عوّدوا أولادكم على السؤال: شجّعوا إبنك يسأل ‘مين اللي عمل ده؟’ و’ليه اختار كده؟’ سواء للآلة أو للإنسان. دي بذرة التفكير النقدي.
3. اوسعوا آفاقهم بقصص ملموسة: زيّارتنا الأسبوعية للحديقة مع الجيران علّمنا أكثر من أي كتاب. لمسنا بصداقات مختلفة، وسمعنا قصصًا جديدة – ده اللي بيفتح العقول بدل الخوارزميات.
هل الذكاء الاصطناعي يعكس صورنا النمطية؟
في النهاية، الذكاء الاصطناعي مرآة تعكس تحيزاتنا. الصور النمطية في الذكاء الاصطناعي دي مش سطرأة تقنية، دي أصوات مجتمعنا اللي بتتردد في الأجهزة. لكن ليه نخاف من المرآة؟ بدل كده، خلينا نستخدمها لإصلاح الصورة!
تذكّر: كل سؤال من طفلك عن هذه الصور هو بذرة لعقل ناقد يغيّر المستقبل. لما تدور معاه في الحديقة، وتحكيله: ‘شوف الصورة دي… أنت رأيك إيه؟’ – دا وقتها بتبني جسرًا من الإدراك لو ما بناؤه أحد قبل.
لنبدأ مع أطفالنا الحوار الصغير ده اليوم، لأن المستقبل اللي نبنيه مش بتقنيات خالية من الناس، لكن فيه أطفالنا يمسكون الأدوات ويقولوا: ‘لا، العالم أجمل من كده’.
Source: Here’s What AI Thinks The Most Stereotypical Person From Every U.S. State Looks Like (50 Pictures), Pleated Jeans, 2025/09/06 12:03:15
Latest Posts