هل تساعد القصص الغامرة الأطفال على فهم الحياة والخسارة؟

أتذكر تلك اللحظة عندما سألتني ابنتي الصغيرة عن معنى الفراق لأول مرة. كانت عيناها البريئتان تبحثان عن إجابة بسيطة لسؤال معقد. والآن، وأنا أقرأ عن تجربة ‘بلور’ في مهرجان البندقية السينمائي، وهذا ما جعلني أفكر… يا إلهي، هل يمكن لهذه التقنيات المذهلة أن تكون المفتاح الذي يساعد أطفالنا على فهم مشاعر معقدة كالحزن والذاكرة؟ الفكرة بحد ذاتها ثورية!

ما هي قصة ‘بلور’ ولماذا تهم العائلة العربية؟

في جزيرة لازاريتو الصغيرة خلال مهرجان البندقية السينمائي 2025، ظهر عمل فني غامر اسمه ‘بلور’ يجمع بين المسرح الحي والواقع الافتراضي. هذا العمل من إخراج كريج كوينتيرو وفيبي غرينبرغ يستكشف مواضيع عميقة مثل الحزن والذاكرة وأخلاقيات العلم.

لكن ما أذهلني حقاً كأب هو أنهم لم يستخدموا التقنية للترفيه السطحي، بل كأداة جبارة للغوص في أعماق المشاعر الإنسانية! تخيلوا الإمكانيات! تخيل لو استطعنا استخدام مثل هذه التجارب لمساعدة أطفالنا على فهم مشاعر الخسارة بطريقة تناسب أعمارهم!

التقارير تشير إلى أن ‘بلور’ كان العمل الأكثر طلباً في القسم الغامر بالمهرجان، مما يظهر شغف الناس باستكشاف هذه المواضيع من خلال تجارب مبتكرة.

كيف تساعد القصص الغامرة في معالجة المشاعر الصعبة لدى الأطفال؟

أب وابنته يقرآن كتابًا معًا في ضوء دافئ، مما يرمز إلى قوة القصص.

البحوث العلمية تؤكد ما نشعر به بديهياً: سرد القصص يمكن أن يكون أداة قوية لمعالجة المشاعر الصعبة مثل الحزن. الدراسات تظهر أن سرد القصص يسمح للأفراد بالتعبير عن مشاعرهم ومعالجة تجاربهم بطريقة علاجية.

في حالة ‘بلور’، يستخدم المبدعون الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي لخلق عالم خيالي حيث توجد حيوانات منقرضة وهجائن بشرية-حيوانية. صدقوني، الأمر أعمق بكثير من مجرد خيال علمي! إنها استعارة عبقرية تفتح أعيننا على طرق جديدة تماماً للتعامل مع مشاعر الفقدان والذاكرة.

كأولياء أمور، يمكننا أن نتعلم من هذا النهج: أحيانًا تكون أفضل طريقة لشرح المشاعر المعقدة للأطفال هي من خلال القصص والخيال، وليس التفسيرات المباشرة.

ما هي الدروس التربوية في عصر التقنية الغامرة؟

طفلة صغيرة ترتدي سماعة رأس للواقع الافتراضي وتنظر بدهشة، مما يوضح استخدام التكنولوجيا في التعليم.

في عالم حيث أصبحت الشاشات جزءاً من حياتنا اليومية، كيف يمكننا استخدام التقنية الغامرة لصالح تنمية أطفالنا العاطفية؟

أولاً: الاختيار الواعي. ليست كل المحتويات الغامرة متساوية. نبحث عن تجارب تثري الخيال وتعمق الفهم الإنساني، مثل ‘بلور’ التي تطرح أسئلة وجودية بطريقة فنية.

ثانياً: المشاركة والحوار. وبعد التجربة، تبدأ المغامرة الحقيقية! اجلسوا مع أطفالكم، اسألوهم: “ماذا شعرت؟ ما الذي أدهشك؟”. هذا الحوار هو الذي يحول اللعب إلى درس حياة لا يُنسى.

ثالثاً: التوازن. كما أن الحكايات التقليدية حول النار لها مكانها، فإن القصص الغامرة لها مكانها أيضاً. المفتاح هو إيجاد التوازن المناسب لعائلتك.

ما هي الأنشطة العائلية المستوحاة من ‘بلور’؟

لا نحتاج إلى الذهاب إلى البندقية لاستكشاف هذه الأفكار! هنا بعض الأنشطة البسيطة التي يمكننا تجربتها في المنزل:

1. رسم الذكريات: نطلب من الأطفال رسم ذكرى عزيزة ثم نتحدث عن لماذا هذه الذكرى مهمة وكيف تشعرنا.

2. صنع قصص تفاعلية: باستخدام أدوات بسيطة مثل الهواتف الذكية، نصنع قصصاً قصيرة نستكشف فيها مشاعر مختلفة.

3. التمثيل الغامر: نختار قصة عائلية ونقوم بتمثيلها مع إضافة عناصر خيالية لاستكشاف مشاعر مختلفة.

هذه الأنشطة لا تتطلب تقنية متطورة، ولكنها تساعد في بناء نفس المهارات العاطفية والفكرية التي تستكشفها أعمال مثل ‘بلور’.

كيف نبني مستقبلاً بتقنية ذات قلب إنساني؟

يد طفل تلمس يد روبوت بلطف، مما يرمز إلى مستقبل التعايش بين الإنسان والتكنولوجيا.

أعمال مثل ‘بلور’ تذكرنا أن التقنية في أفضل حالاتها ليست للهروب من الواقع، ولكن لفهمه بشكل أعمق. كأولياء أمور، لدينا فرصة فريدة لتوجيه أطفالنا نحو استخدام التقنية كأداة للنمو الإنساني وليس فقط الترفيه.

عندما نرى ابنتنا تتفاعل مع قصة مؤثرة أو تسأل عن مشاعر معقدة، نتذكر أن هذه هي اللحظات التي تبني شخصيتها وتعمق فهمها للعالم. التقنية الغامرة، عندما تستخدم بحكمة، يمكن أن تكون شريكاً في هذه الرحلة التربوية الرائعة.

في النهاية، لا يهم إن كانت الأداة هي الواقع الافتراضي المتطور أو حكايات جدتي البسيطة، فالهدف يظل واحداً وساطعاً كالشمس: مساعدة أطفالنا على أن يصبحوا بشراً متعاطفين، مفكرين، وقادرين على مواجهة تعقيدات الحياة بقلب شجاع وعقل فضولي.

المصدر: ‘Blur’ Gets My Vote At Venice Immersive، Forbes، 2025/09/06 20:56:42

أحدث المقالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top