
تخيل أن تفقد قطعة فنية عزيزة على قلبك، ثم تأتي التكنولوجيا لتعيد بناءها بطريقة جديدة. هذا بالضبط ما يحدث مع فيلم أورسون ويلز الكلاسيكي ‘ذا ماغنيفيسنت أمبرسونز’، حيث تخطط شركة ناشئة مدعومة من أمازون لإعادة إنشاء 43 دقيقة مفقودة باستخدام الذكاء الاصطناعي. كمربيْن، هذا يجعلنا نتساءل: أين يقع التوازن بين التقدم التكنولوجي والنزاهة الإبداعية؟
كيف تؤثر قصة الفيلم الضائع على الإرث الفني؟
في عام 1942، قدم أورسون ويلز تحفته السينمائية ‘ذا ماغنيفيسنت أمبرسونز’، لكن الاستوديو قام بقص 43 دقيقة من الفيلم وأحرق جميع البكرات المتبقية. الآن، بعد أكثر من 80 عاماً، تريد شركة Showrunner استخدام الذكاء الاصطناعي لإعادة بناء هذه الدقائق المفقودة. لكن عائلة ويلز تعتبر هذا ‘مخيباً للآمال’ ومحاولة ‘للتسويق’ بدلاً من احترام الرؤية الإبداعية الأصلية.
كآباء، هذا يذكرنا بمدى أهمية الحفاظ على الإبداع الأصلي لأطفالنا. مثلما نحمي رسومات أطفالنا الأولى ونتابع تطورهم الفني، يجب أن نحترم الإرث الإبداعي للفنانين.
ما هو التوازن بين التكنولوجيا والإبداع البشري؟
تظهر الأبحاث أن الذكاء الاصطناعي يمكنه تحسين جودة الأفلام القديمة من حيث الدقة والألوان والصوت، لكنه قد يغير المعنى التاريخي والأصالة الفنية للعمل الأصلي. التحدي الحقيقي هو إيجاد توازن بين التقدم التقني والحفاظ على النزاهة الإبداعية والتاريخية.
هذا يجعلنا نفكر في كيفية تعليم أطفالنا استخدام التكنولوجيا كأداة لتعزيز إبداعهم، وليس لاستبداله. مثلما نعلمهم استخدام الفرشاة والألوان، يمكننا تعليمهم استخدام الأدوات الرقمية بطريقة تثري خيالهم.
ما هي دروس الأبوة في عصر الذكاء الاصطناعي؟
قصة فيلم ويلز تذكرنا بأهمية تشجيع الإبداع الأصلي لدى أطفالنا. بدلاً من الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي لإنشاء المحتوى، يمكننا تشجيعهم على:
- الرسم والكتابة بأيديهم أولاً
- استخدام التكنولوجيا كأداة لتحسين إبداعهم وليس استبداله
- فهم قيمة العمل اليدوي والإبداع الشخصي
ما رأيكم بتجربة نشاط عائلي بسيط؟ شاهدوا فيلماً كلاسيكياً معاً وتحدثوا عن القصص وراء صنعه، ثم اطلبوا من أطفالكم إنشاء نسختهم الخاصة باستخدام أدوات بسيطة!
كيف سيبدو مستقبل الإبداع مع التكنولوجيا؟
بينما تتطور التكنولوجيا، من المهم أن نتذكر أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه أبداً استبدال الغريزة الإبداعية الموجودة في العقل البشري. كما قالت عائلة ويلز، محاولة إكمال فيلمه باستخدام الذكاء الاصطناعي ستكون ‘تمريناً ميكانيكياً بحتاً’ بدون ‘التفكير المبتكر الفريد أو القوة الإبداعية مثل ويلز’.
وهنا يأتي دورنا كمربين، فمهمتنا هي تنمية هذه القوة الإبداعية الفريدة في أطفالنا، وتعليمهم كيفية استخدام التكنولوجيا بحكمة، مع الحفاظ على أصالتهم وإبداعهم الشخصي.
كيف نحافظ على الإنسانية في عصر الآلات؟
في النهاية، تتركنا قصة فيلم ويلز مع حقيقة مهمة: التكنولوجيا هي مجرد أداة، لكن الإبداع الحقيقي يأتي من القلب البشري. بينما نستعد لمستقبل مليء بالذكاء الاصطناعي، دعونا لا ننسى أن نعلم أطفالنا قيمة الإبداع الأصلي، والأصالة الفنية، والاحترام للتراث الإبداعي.
ربما السؤال الأهم ليس ‘هل يمكننا إعادة بناء الأفلام المفقودة؟’، بل ‘كيف نحافظ على الإبداع الإنساني في عصر التكنولوجيا؟’. هذا هو الدرس الذي نريد أن نعلمه لأطفالنا – أن التكنولوجيا يجب أن تخدم الإنسانية، وليس العكس.
المصدر: Amazon Startup Announces Plans to “Finish” Orson Welles’ Lost Film With 43 Minutes of AI-Generated Footage، Futurism، 6 سبتمبر 2025