أتذكر قطعة الشوكولاتة التي شاركتها الغالية الصغيرة مع صديقتها – تلك الابتسامة التي تعلّمها منها لا تُقدّر بثمن. لاحظتُ أن هذه الروح نفسها تزدهر في أماكن مدهشة… اليوم مثلاً، بينما أقرأ عن شركة Synechron التي منحت موظفيها أسهماً بعد تحقيق مليار دولار، عادت إلى ذهني تلك اللحظة. هل قيم المشاركة والشفافية في الشركات الناجحة هي ذاتها التي نزرعها في أطفالنا؟
قصة نجاح تثير التساؤل
وصلت شركة Synechron الاستشارية في مجال الذكاء الاصطناعي إلى إيرادات سنوية بلغت مليار دولار – وهو إنجاز مذهل حقاً! ولكن ما هو أكثر إثارة للإعجاب هو كيفية احتفالهم بهذا الإنجاز: من خلال منح كل واحد من الـ 16,000 موظف حول العالم منحة أسهم بقيمة 1000 دولار. نعم، لقد سمعتم بشكل صحيح – كل موظف أصبح شريكاً في النجاح!
ما أدهشني أكثر هو أن الشركة بنوا هذا النجاح بجهودهم أنفسهم، تماماً كالعيلة اللي تدير بيتها من دون استدانة. مُؤسّسو الشركة يؤمنون بأن الجميع يجب أن يشاركوا في نجاح الشركة، وهي فلسفة تذكرنا بكيفية تعاملنا مع أطفالنا في المنزل.
ماذا تعلمنا من المشاركة في العمل؟
وفقاً للأبحاث من NCEO، كما تظهر دراسة مركز الخليج للبحوث، فإن الشركات التي تتبنى ملكية الموظفين لديها فرصة أقل للإفلاس أو الإغلاق بنسبة النصف مقارنة بالشركات الأخرى. لكن دعونا نتحدث عن ما هو أهم من الأرقام – الثقافة!
هذه الشركة تعقد اجتماعات منتظمة مع جميع الموظفين لتعزيز الشفافية والشمولية. ألا يذكرنا هذا حين نتشاركون أطراف الحديث كعائلة حول مائدة العشاء حيث نشارك أخبار يومنا ونتحدث عن تحدياتنا وانتصاراتنا؟ إنها نفس القيم التي نحاول غرسها في أطفالنا: المشاركة، الصدق، والعمل الجماعي. أليس من الجميل لو نطبّق هذا المبدأ البسيط في بيوتنا؟
كيف نزرع ثقافة المشاركة في العائلة؟
تخيلوا معي: طفلة صغيرة تتعلم أن مشاركة ألعابها مع الآخرين لا يعني فقدانها، بل يعني مضاعفة الفرح! هذه هي نفس الفلسفة التي تتبعها Synechron – المشاركة في الملكية لا تضعف الشركة، بل تقويها.
من أبحاث هارفارد، نتعلم أن توزيع الملكية على نطاق واسع يمكن أن يحقق تأثيراً إيجابياً كبيراً. كيف يمكننا أن نخلق ثقافة ‘المشاركة في النجاح’ داخل عائلاتنا؟
لماذا لا نجعل أطفالنا شركاء في القرارات العائلية الصغيرة؟ دعوهم يشاركوا في تخطيط رحلة عطلة نهاية الأسبوع، أو اختيار وجبة العشاء. هذه الطريقة الصغيرة لـ’منح الأسهم’ العائلية تعلمهم المسؤولية والقيمة الحقيقية للمشاركة.
الشفافية: هدية لا تُقدّر بثمن
الشفافية التي تتبناها Synechron في اجتماعاتها المنتظمة تذكرني بأهمية التواصل المفتوح مع أطفالنا. عندما نشاركهم تحدياتنا (بطريقة مناسبة لعمرهم بالطبع) ونستمع لآرائهم، نعلمهم أن صوتهم مهم.
الغالية الصغيرة تبدأ في فهم القرارات اليومية الآن، وأحياناً أسألها: ‘ما رأيك في كيفية تنظيم وقتنا للعب اليوم؟‘ ردودها البريئة غالباً ما تكون مليئة بالحكمة التي تفوق عمرها! هذا النوع من ‘الاجتماعات العائلية’ الصغيرة يبني الثقة ويعلمهم أن آراءهم لها قيمة.
مستقبل الأجيال: جيل من الشركاء
وفقاً لـ أبحاث عالمية، الشركات التي تتبنى ملكية الموظفين تحقق أداءً أفضل بنسبة 35% من غيرها. لكن ما هو الأداء الأهم من ذلك؟ أداء أطفالنا في الحياة!
عندما نعلم أطفالنا قيم المشاركة والشفافية والمسؤولية الجماعية، نحن لا نعدهم لمستقبل العمل فقط، بل نعدهم للحياة. نعدهم ليكونوا شركاء فعالين في عائلاتهم، مجتمعاتهم، والعالم ككل.
لماذا لا نجرب ‘نظام المكافآت العائلية’ حيث يحصل كل فرد على ‘أسهم’ عائلية للمساهمات الإيجابية؟ قد تكون هذه الأسهم مجرد نقاط تتحول إلى نشاط عائلي مميز، لكنها تعلم القيم الأهم: أن النجاح الحقيقي هو النجاح الذي نشاركه مع الآخرين.
خاتمة: نجاح نبنيه معاً
قصة Synechron تذكرنا أن أعظم الإنجازات هي تلك التي نشاركها مع الآخرين. سواء كان ذلك مليار دولار من الإيرادات أو أول رسم لطفل صغير – القيمة الحقيقية تكمن في المشاركة.
دعونا نحلم مع أطفالنا بمستقبل حيث النجاح ليس مسابقة فردية، بل رحلة جماعية. حيث يكون كل فرد شريكاً في البناء، وشريكاً في الاحتفال. لأن في النهاية، أجمل لحظات الحياة هي تلك التي نعيشها معاً، ونحتفل بها معاً.
اليوم خصّصتُ 10 دقائق لاختيار وجبة العشاء معها… هل جربتم تحويل قرارات يومية صغيرة إلى هدية؟
Source: AI consulting firm hits $1 billion, makes employees part owners, Fortune, 2025/09/08 11:47:18Latest Posts