العائد على الاستثمار في الذكاء الاصطناعي: هل نركز على الشيء الخطأ؟

هل تساءلت يوماً لماذا تنفق الشركات مليارات على الذكاء الاصطناعي بينما 95% منها لا ترى تأثيراً ملموساً على أرباحها؟ هذا يذكرني تماماً عندما نركز على سعر اللعبة التعليمية التي نشتريها لأطفالنا بدلاً من قيمتها الحقيقية في تنمية مهاراتهم وإبداعهم!

هل التركيز على الأرقام ينسينا الإنسان؟

تذكرت هذا الأسبوع عندما حاولت ابنتي الصغيرة تعلم ركوب الدراجة لأول مرة. بدلاً من عد عدد المرات التي سقطت فيها، ركزنا على تشجيعها وبناء ثقتها بنفسها. هذا بالضبط ما تقوله كريستين ستولر في تقرير فورتشن: قادة الموارد البشرية يعتقدون أن السؤال عن عائد الاستثناء المادي للذكاء الاصطناعي هو سؤال خاطئ!

وفقاً لتقرير معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، 95% من الشركات لا ترى تأثيراً ملموساً على أرباحها رغم الإنفاق الهائل على مبادرات الذكاء الاصطناعي. لكن هل هذا يعني أن الاستثمار خاطئ؟ بالطبع لا! الأمر يشبه تماماً الاستثمار في تعليم أطفالنا – النتائج ما بتطلع بين ليلة ونهار، لكنها تبني مستقبلاً قوياً.

ماذا يجب أن نركز عليه بدل العائد المادي؟

تقول تيولا هانسون، رئيسة قسم الأشخاص في لينكدإن: السؤال الحقيقي الذي يجب على القادة طرحه هو هل هم مستعدون لتحدي الوضع الراهن وتمكين موظفيهم للقيام بذلك؟ هذا يذكرني بذلك الشعور الجميل عندما نرى ابنتنا تكتشف شيئاً جديداً بنفسها – الثقة والإمكانيات التي نمنحها لها أهم بكثير من أي نتيجة فورية. في العمل، الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون أداة لتمكين الموظفين، وليس مجرد وسيلة لخفض التكاليف.

الدراسات تظهر أن 85% من أرباب العمل الذين يستخدمون الأتمتة والذكاء الاصطناعي يشيرون إلى توفير الوقت وزيادة الكفاءة. لكن هذه ليست النقطة الأساسية! النجاح الحقيقي يكمن في كيف يجعل هذا الموظفين أكثر إبداعاً وسعادة في عملهم. تمكين الموظفين هو جوهر الذكاء الاصطناعي الناجح.

كيف نبني الثقة في رحلة الذكاء الاصطناعي؟

في لينكدإن، أنشأوا مجلساً لتمكين الذكاء الاصطناعي يركز على بناء الثقة في رحلة الذكاء الاصطناعي. والنتيجة؟ أكثر من ثلاثة أرباع الموظفين واثقون الآن في استخدام الذكاء الاصطناعي داخل أدوارهم.

هذا يشبه تماماً عندما نعلم أطفالنا استخدام التكنولوجيا بحكمة – لا نمنعهم، بل نعلمهم كيفية استخدامها بشكل مسؤول وآمن. في العمل، يجب أن نركز على تدريب الموظفين على استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل فعال وأخلاقي.

الوقت للعمل هو الآن! كما تقول فورتشن، يجب على قادة الموارد البشرية تحديد مبادئ الذكاء الاصطناعي، وصياغة سياسات الاستخدام، وتدريب الموظفين على مهارات محددة – هذه هي اللحظة الحاسمة!

نصائح عملية للتركيز على ما يهم حقاً

1. ابني ثقافة الثقة: كما نبني الثقة مع أطفالنا عندما نمنحهم مساحة للاستكشاف، امنح موظفيك الثقة لتجربة أدوات الذكاء الاصطناعي والتعلم من الأخطاء.

2. ركز على التمكين لا الاستبدال: الذكاء الاصطناعي ليس عن استبدال البشر، بل عن تمكينهم لأداء أعمال أكثر إبداعاً وقيمة.

3. قياس النتائج غير الملموسة: بدلاً من التركيز فقط على الأرباح، قس أشياء مثل رضا الموظفين، الإبداع، والكفاءة في حل المشكلات.

4. استثمر في التدريب المستمر: كما نستثمر في تعليم أطفالنا، استثمر في تطوير مهارات موظفيك للتعامل مع التكنولوجيا الجديدة.

5. كن صبوراً: التغيير الحقيقي يأخذ وقتاً. النتائج الكبيرة لا تأتي بين ليلة ونهار، لكن الاستثمار في تمكين الإنسان سيحقق عوائد أكبر على المدى الطويل. بناء الثقة يحتاج صبراً وحكمة.

هل الذكاء الاصطناعي رحلة أم وجهة؟

في النهاية، استخدام الذكاء الاصطناعي يشبه تربية الأطفال – الأمر ليس عن الوصول لنتيجة فورية، بل عن الرحلة الجميلة للتعلم والنمو معاً. عندما نركز على تمكين الإنسان وبناء الثقة، فإن العوائد المادية ستأتي بشكل طبيعي كنتيجة ثانوية للنجاح الحقيقي.

كما نقول في عائلتنا: ‘الأشياء الأكثر قيمة في الحياة لا يمكن قياسها بالمال’. ربما حان الوقت لأن تطبق الشركات هذه الحكمة البسيطة على استثماراتها في الذكاء الاصطناعي!

ما رأيك؟ هل توافق أن التركيز على تمكين الموظفين أهم من قياس العائد المادي المباشر؟ شاركنا أفكارك!

المصدر: HR leaders say AI ROI is a red herring. Here’s what firms should focus on instead, Fortune, 2025/09/08 11:31:56

أحدث المقالات