عندما قرأت خبر تخفيض PwC لعدد الخريجين الذين توظفهم هذا العام مع تغير وظائف الخريجين، تذكرت كيف كنا نتناقش مع ابنتي الصغيرة عن كيفية تغير المهن مع الوقت. تماماً كما تطورت وسائل المواصلات من الخيول إلى السيارات، فإن عالم العمل يشهد تحولاً كبيراً اليوم. لكن دعونا نتعمق أكثر!
ماذا يحدث في سوق العمل للخريجين؟
كشفت شركة PwC مؤخراً أنها ستوظف 1300 خريج هذا العام بدلاً من 1500 العام الماضي، أي انخفاض بمقدار 200 وظيفة. وهذا ليس حدثاً معزولاً – فشركات المحاسبة الكبرى الأخرى مثل KPMG وDeloitte تقوم أيضاً بتخفيضات مماثلة في التوظيف.
ماركو أميترانو، الرئيس التنفيذي لـPwC في المملكة المتحدة، أوضح أن السبب الرئيسي هو التباطؤ الاقتصادي وانخفاض الاستثمارات وعمليات الدمج. ولكن هناك عامل آخر مهم في مجال العمل: الذكاء الاصطناعي!
كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على فرص الخريجين؟
يغير الذكاء الاصطناعي طبيعة العديد من المهام التي كان يؤديها الخريجون الجدد تقليدياً. المهام المتكررة التي كانت تمثل فرصة للتعلم لاكتساب الخبرة في مجال العمل أصبحت الآن تؤدى آلياً في كثير من الأحيان.
لكن هذا لا يعني نهاية الفرص! بل يعني تحولاً في المهارات المطلوبة. بدلاً من التركيز على المهام الروتينية، أصبحت الشركات تبحث عن خريجين يجيدون استخدام أدوات التقنية الحديثة، ويتمتعون بمهارات التحليل وحل المشكلات المعقدة.
كما يقول أميترانو: “التوازن بين التكنولوجيا والوظائف سيتغير في ظل الذكاء الاصطناعي” – وهذا يعني أننا بحاجة إلى التكيف مع هذا التحول.
نصائح عملية للخريجين في عصر الذكاء الاصطناعي:
١. تطوير مهارات تقنية عملية: تعلم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات – هذه المهارات أصبحت أساسية في معظم المجالات.
٢. التركيز على المهارات الإنسانية: الإبداع، التفكير النقدي، العمل الجماعي في مجال العمل – هذه مهارات يصعب على الآلات تقليدها.
٣. البحث عن فرص تعلم مستمر: العالم يتغير بسرعة بسبب الذكاء الاصطناعي، والاستعداد للتعلم مستمر هو مفتاح النجاح.
٤. بناء شبكة علاقات مهنية: التواصل مع محترفين في المجال، والمشاركة في فعاليات مهنية.
هل هناك أمل لخريجي عصر الذكاء الاصطناعي؟
رغم التحديات، هناك أسباب للتفاؤل في مجال العمل. الذكاء الاصطناعي يخلق فرصاً جديدة لم تكن موجودة من قبل. كما أن الشركات ما زالت تحتاج إلى مواهب بشرية – لكنها تبحث عن مهارات مختلفة.
هذا الخبر جعلني أفكر… كيف يمكنك أن تكون جزءاً من هذا التحول؟ التغيير قد يكون مخيفاً، لكنه أيضاً يجلب فرصاً جديدة. كما يقول المثل العربي: “رب ضارة نافعة” – فوراء كل تحول فرص جديدة لمن يستعد لها.
الأهم هو عدم الخوف من المستقبل، بل الاستعداد له بثقة في ظل تحديات وظائف الخريجين. فالعالم يحتاج دائماً إلى طاقات جديدة وأفكار مبتكرة.
خاتمة: الاستعداد للغد يبدأ اليوم
عندما أشاهد ابنتي تتعلم أشياء جديدة كل يوم، أتذكر أن مستقبل العمل بالذكاء الاصطناعي ينتمي لمن يستعد له. التحديات الحالية في مجال العمل ليست نهاية الطريق، بل منعطف جديد يتطلب منا التكيف والنمو.
الخريجون اليوم أمامهم فرصة ذهبية لإعادة تعريف مهاراتهم وبناء مستقبل مهني يتناسب مع عصر التكنولوجيا. المهم هو البقاء فضولياً، متعطشاً للتعلم، ومستعداً للتكيف مع التغيرات.
كما يقول الحكيم: “ليس الأقوى هو من ينجو، بل من يتكيف مع التغيير”. فلنكن مستعدين لمستقبل وظائف الخريجين المشرق، مستقبل ينتظر من يخطو بثقة!
المصدر: PwC is cutting the number of grads it hires. The chief of its 25,000-person UK business explained why., Business Insider, 2025/09/08