يا له من شعور رائع! تلك اللحظة التي يعود فيها الطفل من المدرسة محملاً بأسئلة لا تنتهي… عن النجوم البعيدة، عن الحيوانات الغريبة، عن كل شيء في هذا العالم الواسع. كم من مرة وقفنا عاجزين عن الإجابة؟ الآن ومع تقدم التكنولوجيا، أصبحت الإجابات بين أيدينا، لكن السؤال الأهم: كيف نستخدمها بحكمة؟
الخوف أم الفرصة؟ كيف نرى الذكاء الاصطناعي في حياة أطفالنا
كلنا بنتساءل: هل الآلات حتقدر تحل محلنا في تعليم أولادنا؟ الحقيقة أن الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً، بل هو أداة مساعدة. تخيلوا معي طفلاً يسأل عن النجوم، بدلاً من أن نقول ‘لا أعرف’، يمكننا أن نبحث معاً باستخدام تطبيق تفاعلي يشرح له المجموعة الشمسية بلغة يفهمها.
الفرق هنا أننا نبحث معاً، نتعلم معاً، ونتشارك لحظة الاكتشاف.
لكن هناك جانب آخر… أجهزة مثل Alexa وSiri، هل تؤثر على أدب أطفالنا؟ عندما يعتاد الطفل على إصدار الأوامر للآلة، قد ينسى أدب التعامل. الحل ليس في منع التكنولوجيا، بل في توجيه استخدامها. ماذا لو جعلنا هذه اللحظة فرصة لتعزيز القيم؟
الخصوصية والأمان: كيف نحمي أطفالنا في العالم الرقمي
عندما تتفاعل ابنتك مع روبوت محادثة، هل هذا آمن؟ السؤال الذي يقلق كل أم وأب. الذكاء الاصطناعي يتعلم من البيانات، وبيانات أطفالنا ثمينة يجب حمايتها.
كيف نضمن ذلك؟ بقراءة سياسة الخصوصية، باختيار التطبيقات المعروفة والموثوقة، وبالبقاء حاضرين أثناء استخدام الأطفال لهذه التقنيات. لا يجب أن نترك الطفل وحده مع الآلة، بل يجب أن نكون جزءاً من تجربته التعليمية، نراقب، نوجه، ونحمي.
التوازن الصحيح: بين الشاشة والواقع
هل الذكاء الاصطناعي سيجعل أطفالنا مدمنين على الشاشات؟ الخطر حقيقي، لكن الحل ليس في المنع الكامل، بل في إيجاد التوازن. يمكننا تحديد أوقات الاستخدام، اختيار المحتوى التعليمي المفيد، والأهم: جعل التكنولوجيا جسراً إلى العالم الحقيقي لا عالماً بديلاً.
عندما يبحث الطفل عن معلومات عن الفراشات، لم لا نخرج معه إلى الحديقة لرؤيتها على الطبيعة؟ عندما يتعلم عن النباتات، لم لا نزرع معه نبتة صغيرة في البلكونة؟
القيم الإنسانية تبقى الأهم في النهاية، تعليم الطفل استخدام الذكاء الاصطناعي بمسؤولية يعني تعليمه أن التكنولوجيا أداة في خدمة الإنسان، وليس العكس.
المصدر: Partnering with generative AI in the finance function, Technology Review, 2025-09-11