«لماذا؟»… وقوتكِ الهادئة في عالمٍ لا يتوقف

طفل يطرح سؤالاً ببراءة على والديه في جو عائلي دافئ

البيت هادئ أخيراً. صوت أنفاس الأطفال النائمين يملأ المكان. جلستُ بجانبكِ، وكلانا منهك من يومٍ حافل، لكنه إرهاق ممتزج بالرضا. لا أعرف لماذا، لكن عقلي ظل يعود إلى تلك اللحظة بعد ظهر اليوم. إلى ذلك السؤال الذي جاء فجأة، وبصوتٍ عالٍ أمام الجميع: «بابا، من أين يأتي الأطفال؟». للحظة، شعرتُ بالارتباك، وبحثتُ عن مخرج سريع. لكنني نظرت إليكِ، ورأيت شيئاً مختلفاً تماماً. لم أَرَ حرجاً، بل رأيتِ هدوءاً وقوة. رأيتِ تلك الطمأنينة في عينيكِ وأنتِ تستقبلين سؤاله كأنه أهم سؤال في العالم. وفي تلك اللحظة، أدركت أن كيفية التعامل مع أسئلة الأطفال المحرجة ليست مجرد مجموعة نصائح نقرأها، بل هي فن تمارسينه أنتِ كل يوم بفطرتكِ، وبهدوء يصنع كل الفارق.

عندما يتحول السؤال الصعب إلى همسة ثقة

أتذكرين كيف انحنيتِ بهدوء لتكوني في مستوى نظره؟ لم تتجاهلي السؤال ولم توبخيه.

«هذا سؤال مهم وجميل جداً، وأنا سعيدة لأنك فكرت فيه… إنه حديث للكبار قليلاً، لكنني أعدك أننا سنتحدث عنه معاً عندما نكون في المنزل وحدنا»

في هذه الجمل القليلة، فعلتِ شيئاً رائعاً. لم تقدمي إجابة معقدة أو محرجة، لكنكِ قدمتِ له ما هو أهم بكثير: الأمان والاحترام. لقد قلتِ له ببراعة: «سؤالك مسموع، وفضولك محل تقدير، وأنا مصدر ثقتك للإجابة عليه».

الإجابة ليست معلومة، بل هي جسر نبنيه معاً

في عالمنا السريع، من السهل أن نرى أسئلة الأطفال التي لا تتوقف كعبء أو إزعاج. «لماذا السماء زرقاء؟»، «لماذا تبكي تلك السيدة؟»، «هل سأموت يوماً ما؟». تنهال علينا هذه الأسئلة بشكل يومي، وقد نشعر بالرغبة في إعطاء إجابات مختصرة لإنهاء الموقف.

لكنكِ تذكرينني دائماً بأن الهدف ليس التخلص من السؤال، بل استخدامه كفرصة للتواصل. أراكِ تحولين السؤال إلى حوار: «وماذا تظن أنت؟»، «هذا شعور محزن، أليس كذلك؟». أنتِ لا تقدمين فقط إجابات، بل تستخدمين هذه اللحظات لتفهمي دواخله، وأحلامه، ومخاوفه.

إن طرق تنمية فضول الأطفال بالإجابات الصحيحة تبدأ بالاعتراف بأن الإجابة ليست مجرد معلومة، بل هي دعوة لقضاء وقت أطول معاً، وللتأكيد على أن رحلة البحث عن المعرفة هي مغامرة نخوضها سوياً.

في هدوئكِ، ينمو فضولهم بلا خوف

في سكون هذه الليلة، أفهم بعمق أكبر أن ما تفعلينه يتجاوز مجرد التربية. أنتِ تحمين شعلة الفضول الطبيعية في أرواحهم. عندما تجعلين إجابتك ملائمة لسن طفلك وتبسطين الحقائق دون تزييف، أنتِ تعلمينهم أن العالم مكان يمكن فهمه، وأن السؤال هو المفتاح لذلك الفهم.

أنتِ تبنين فيهم الثقة لطرح المزيد من الأسئلة، ليس علينا فقط، بل على العالم كله عندما يكبرون. كل ما يتعيّن علينا فعله في حالة فضول أطفالنا هو الإجابة عن تساؤلاتهم مهما بدت غير مناسبة، لأننا بذلك نزرع بذور المستقبل المشرق الذي تخلقينه لهم.

المصدر: Google Pixel 10 Pro vs. Samsung Galaxy S25 Ultra: The Real-World Test, Geeky Gadgets، 2025/09/13

أحدث المقالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top