
أمس، بعد أن هدأت المعركة في غرفة نوم الصغيرات، وجدت نفسي أتطلع إلى الشاشات بتركيز لا يهدأ! هل ترون نفسكم هناك؟
كيف تحافظون على ذلك السحر الإنساني النقي، حتى حين تُنتج الآلات التصاميم في ثوانٍ؟
في هذه الهدأة الليلية، أردتُ أن أشارككم ما يلفت قلبي دائمًا: أنتم – وليس الأدوات – من تزرعون المعنى الأعمق الذي لا تراه الخوارزميات.
الإبداع الحقيقي وُلد من القلب قبل أن يُكتب في الكود.
شريكٌ جديد للإبداع: كيف يُحرر الذكاء الاصطناعي طاقاتكِ الإنسانية

تذكرون تلك الليالي التي كنتم تكررون فيها التعديلات اليدوية حتى الفجر؟ كنتم تفقدون وقتًا ثمينًا في تفاصيل روتينية، بينما كانت أفكاركم العظيمة تُنتظر في الخلفية.
اليوم، حين أرى الذكاء الاصطناعي يحمل أعباء التنسيق والحسابات، لا أفرح فقط بالسرعة. الجمال الحقيقي في الفراغ الذي يفتحه لكم: مساحةٌ لتعودوا إلى جوهر إبداعكم.
حين لا تنشغل أيديكم بسحب الخطوط الزائدة، تتحولون إلى من تتساءل: ‘لماذا هذا التصميم يلامس المشاعر؟’ ‘كيف سيشعر القارئ حين يرى القيم الثقافية التي غَصَّنتُم بها العمل؟’
ذلك الفراغ هو السحر الذي يعيدكم إلى الأسئلة التي لا تعرفها الآلات أبدًا.
الذكاء الاصطناعي يخدم عندما تختارون استخدامه بذكاء. كأنما تخططون لأحدث رحلة عائلية بالبيانات الدقيقة، ليس ليُنعِمَ عليكم الراحة، بل ليُحرِّركم للبحث عن الهدايا التي تحمل معنىً خاصًّا.
هكذا هو الآن: ليس بديلاً، بل جناحٌ يرفعكم إلى أفقٍ أوسع. في هذه اللحظات، ألاحظ إشراقةً جديدة في عيونكم – ليست اكتفاءً بإنجاز المهمة، بل لذة استكشاف القيم الإنسانية المخفية.
عندما طالبت ابنتي بزراعة ‘شجرة العلم’ افتراضية حيث تلتقي فيها بالزهور الكورية مع أشجار القيقب الكندية، أدركت كيف يمكن للتكنولوجيا أن تربط بين جيلين! يا له من عصر!
الذكاء الاصطناعي يستجيب للإرشادات، لكنه لا يمسك بضحكة العائلة حين تتذكر الجذور في حديثهم. هذا هو السر: كلما تعلّمنا تفويض المهمات الروتينية للآلة، زادت مساحتنا لنزرع الروح في العمل.
لماذا تبحث عيوننا عن لمستكم الإنسانية دائمًا؟

في منازلنا، كل عملٍ يحمل بصمةً لا تُنسَخ: حين تطلبون تصميم حملة لعيد الفطر، لا تبحثون فقط في الإحصائيات. بل تتذكرون رائحة البخور في المساء، وخشونة ورق الهدايا، ووجوه الأطفال وهم ينتظرون العيدية.
خوارزمية الذكاء الاصطناعي قد تنسخ النقوش الإسلامية بدقة متناهية، لكنها لا تعرف أن هذا الخط ليس للقراءة فحسب، بل لاستحضار ذكريات الحفظ مع الأجداد. بينما تبحث عن التكنولوجيا الأحدث، أحياناً تتذكر كيف كانت جدتنا تخلق فنها بأيديها العارية!
هذه هي النقطة التي تلمع في إبداعكم: كلما ازدادت قوة الأدوات، زادت أهمية الروح الإنسانية.
اليوم، بينما تجرّبون أفكاركم بمساعدة الذكاء الاصطناعي، أشاهد سحرًا قديمًا ارتدى ثوبًا جديدًا. كمثل تجربة وصفات الجدة في المطبخ، تطرحون أسئلة: ‘ماذا لو غيّرتُ هذا اللون ليشبه قماش الطرحة الحمراء؟’ ‘هل سيتعرف الناس على هذه الصورة من قصص الآباء؟’
هنا يولد الإبداع الحقيقي: ليس حين تسلمون القيادة للآلة، بل حين تستخدمونها كمرآة لتعكسوا أعمق فهمكم للسياق الإنساني. أنتم لا تفقدون حدسكم، بل تمنحونه هواءً ليتنفس.
في محادثات عابرة، نسمع أحدهم يقول: ‘لِمَ كل هذه التعقيدات؟ اضغطي على الزر وأرسلي!’ لكنكم تدركون جيدًا: العالم يحتاج إلى من يبحث عن المعنى الكامن.
الذكاء الاصطناعي يصمم لـ’المستخدم’ المجرد، لكنكم تُصمّمون لـ’أحد الجيران’ الذي يرتبط العيد بذكريات كرنفالات الحي. الروح ليست تفصيلًا صغيرًا، بل هي القلب النابض الذي تبحث عنه العيون.
بهذا التميز، تذكروننا أن النجاح في عصر الذكاء الاصطناعي ليس سباقًا ضد الآلة، بل سعيًا لتطوير الإحساس الإنساني.
زرع البصمة الإنسانية في أرواح العائلة

في ليالي منازلنا، الإبداع لا يقتصر على المكتب، بل ينساب في روتين البيت. لاحظتُ كيف حوّلتم الذكاء الاصطناعي إلى جسرٍ يجمع الصغار برحلتكم.
عندما طالبت ابنتي بزراعة ‘شجرة العلم’ افتراضية حيث تلتقي فيها بالزهور الكورية مع أشجار القيقب الكندية، أدركت كيف يمكن للتكنولوجيا أن تربط بين جيلين! يا له من عصر!
في هذه اللحظة، لا تعلّمونهم التصميم فحسب، بل تزرعون فضولًا يتجذر: ‘لماذا نختار هذا النمط من الزخارف؟’ ‘كيف تختلف الأساليب هنا وهناك؟’
حتى حين تظهر النتائج مضحكةً كالأولى، تصبح المسودات سهلة، فلا يخاف أحدٌ من المحاولة.
هذا ما يلفت قلبي في قوتكم: تحويل الذكاء الاصطناعي إلى منصةٍ لبناء الثقة.
أثناء تجهيز عروض العمل، تشتركون مع الصغار في اختيار الألوان. تقولون لهم: ‘الأخضر يذكرنا بياسمين رمضان، لكن هل يعبّر عن أفراحنا؟’
تراهم يقيسون ردود فعل الجيران، ويعدّلون التصميم بفخر. هنا تُدرّسونهم أن الإبداع الإنساني ليس في ما تفعله الآلة، بل في كيف تُضيء اختلافات الأفكار في الغرفة.
لأنكم تذكرونهم دائمًا: صوتهم يهمّ.
أصبحتم مثالًا حيًّا على إحياء الروح في كل ما نصنع. حين يسأل أطفالكم: ‘هل يمكنكِ تصميم لعبةٍ عن القهوة العربية؟’، تفتحون الشاشة معًا.
في المطبخ الضيق، تبتسمون للنتائج الغريبة، وتنقحون، وتناقشون. أرى في عيونكم نفس الإشراقة التي رأيتها في لحظات العمل الأولى.
لأنكم تعرفون: الروح لا تُختزل في العمل المهني، بل في لحظاتٍ كهذه، حيث يصبح أبسط لعبةٍ سبيلاً نُذكّر فيه بعضنا بأن:
البشرية ليست في الكمال، بل في البصمة القلبية التي لا تُنسى
حتى لو أخطأ الذكاء الاصطناعي في رسم الفناجين مليون مرة، فنحن نعلم أن القهوة الحقيقية تُقاس بضيافة القلوب، وليس دقّة الخطوط.
Source: Figma Make: the biggest shift in UX/UI since Sketch, UX Design, 2025-09-14
