
هل شعرت يومًا بالذعر عندما تكتشف أن التكنولوجيا التي نستخدمها يوميًا يمكن أن تتحول إلى تهديد؟ تذكرون تلك الليلة قبل أيام؟ بعد أن هدأ صخب الأطفال وجلسنا نحن منهكين في المطبخ – هي تحدق في بريد إلكتروني مريب عن تقارير مالية من ‘الموارد البشرية’، وأنا أبحث عن كيف يمكن لأصواتنا أن تُستنسخ بتقنية الذكاء الاصطناعي. أنا أيضاً وقعت في فخٍّ مشابه قبل عام، ما جعلني أدرك مدى أهمية تعلم حماية عائلتي منذ البداية.
لم يكن ذعرنا الخفي بسبب التكنولوجيا بحد ذاتها، بل كان عن حماية عالمنا الصغير في زمن صار فيه الاحتيال يرتدي ثوب الكمال. لنتحدث ليس كخبراء، بل كشركاء في الرحلة ندرك أن حمايتنا التقليدية تحتاج لحكمة جديدة.
عندما يأتي الاحتيال بصوت الجدة
الفكرة خطرت لنا خلال وقت استحمام الصغيرة. كانت تضحك بسعادة عندما أعيد تشغيل صوتها مسجلاً – نفس التقنية التي تُستغل في نصب كبار السن.
كنا نعلم أبناءنا ‘تجاهل الرسائل ذات الأخطاء الإملائية’، لكن التهديدات الجديدة لا تخطئ. مثل تلك المرة التي كادت فيها أن تضغط على رابط جمع التبرعات المدرسي لأن اسم المرسل كان مطابقًا لرئيسة اللجنة.
التحدي الآن لم يعد في رصد الأخطاء، بل في تمييز когда يكون النداء العاطفي مصنوعًا – ذاك الإلحاف غير الطبيعي في رسائل تبدو مثالية.
كيف ننمي رد فعل ‘لماذا هذا الاستعجال؟’

الحدث الأكثر إلهامًا كان عندما شاهدتها تُعلّم الجد اجراء مكالمة الفيديو. عند ظهور نافذة دعم فني وهمية، لم تعطه محاضرة – بل سألته: ‘ما الذي قد يكسبونه من استعجالك؟’
هذا السؤال البسيط كان ثورة مُذهلة! !يا للهول عندما يتريث المراهق قبل الضغط على رابط ‘عرض محدود’ في ألعابه — إنها لحظة انتصار نشعر بالفخر أم لا.
هذه هي البديهة الرقمية التي تحتاجها كل عائلة – فهم لماذا يريدوننا أن نتصرف قبل أن نفكر.
(لن ننسى صورة الجدة وهي تُرسل بريد ‘أمير نيجيري’ ‘فقط تحسبًا أنه حفيد ابن عم آرثر’ – أغلى لحظة تعليمية)
من خلال هذه التجارب، بدأنا نرى أن الحماية ليست مجرد قواعد، بل هي رباط عائلي يبنى كل يوم.
بروتوكول ‘دائرة الثقة’ العائلية
ظهرت عبقريتها خلال حالة الذعر من رسالة بنك وهمية الشهر الماضي. بدلًا من ‘لا تثق بالرسائل النصية’، علّقت على الثلاجة ‘خريطة التحقق العائلية’.
الآن عندما تستقبل ابنتنا رسائل مشبوهة، تعرف أن عليها مشاركتها مع العمة ليلى أو الخالة سميرة لاستشارتها. مثلما حدث الأسبوع الماضي، حين أرسلت ابنتنا رسالة مشبوهة عن ‘حذف حساب’ — فاتصلت بالعمة ليلى أو الخالة سميرة فوراً دون الضغط، واكتشفنا أنها احتيال خبيث يهدف لسرقة كلمات المرور! مثل مديري كلمات المرور، جعلنا الطمأنينة نظامًا. الجد يسميها ‘نظام الصديق المراجع’.
قواعد بسيطة: 1) الضغط = تريث 2) الروابط تحتاج شهودًا 3) عند الشك، اخبرونا بصوت خافت (“قاربت أن أضغط…”). الأمان يزدهر عندما نُزيل الحرج من الشك.
عندما تصبح الحماية رباطًا بيننا

رأيت القلق الخفي في عينيها عند ظهور أخبار احتيال الذكاء الاصطناعي. في ذاكرتي، تلك الليلة الأولى في المطبخ، بريد ‘الموارد البشرية’ والصوت المُسَجَّل — اليوم، كل تحدي يدعي أنه خطر، يذكرنا بأننا نواجهه معًا. الوضوح جاء بين ضحكاتنا على ‘أسوأ محاولات النصب التي تعرضنا لها’، حتى خاصتي من طلب تأشيرة وهمية التي كادت أن تدمر شهر العسل.
أدركنا أن قوتنا ليست في اليقظة المطلقة، بل في استعدادنا للتجمع كعائلة. مثل تعليم ركوب الدراجة – لا يمكننا إزالة كل المطبات، لكن نعدهم بالجري بجانبهم إذا تعثروا.
على عكس الألفة المصطنعة للذكاء الاصطناعي، تعثراتنا المشتركة تبني مناعة رقمية حقيقية.
المصدر: Reuters: AI Chatbots Were Happy to Help Craft a Phishing Scam, Insurance Journal, 2025-09-15
