
هناك صباحيات لا تُنسى.. مثل ذلك اليوم الذي وقفتُ فيه مبهورًا أمام ابنتي الصغيرة وهي تطرح سؤالًا بريئًا عن سبب تغيّر ألوان أوراق الخريف. في تلك اللحظة، أدركت كم يمكن أن تكون أسئلة الأطفال مصدرًا للاكتشاف والتعلّم! لحظتها، لم أكن أملك الإجابة الجاهزة، فتحت تطبيق ChatGPT كالمعتاد، وبدأنا معًا رحلة اكتشاف ممتعة عبر شاشة الهاتف، مثل رحلة استكشاف جديدة!
اليوم، وبعد قراءة دراسة جديدة من OpenAI، أدركتُ كم أصبحت هذه الأداة رفيقًا يوميًا لملايين العائلات حول العالم.. فكيف وصلنا إلى هنا؟ وما الذي يعنيه هذا التحول لنا كأهالي؟
كيف تحوّل ChatGPT من شاشة الكمبيوتر إلى شريك تربوي؟

تخيلوا هذا المشهد: عائلة تجلس حول مائدة العشاء، الأب يقرأ جريدة ورقية، الأم تُعد الشاي، والطفل يسأل عن معنى كلمة صعبة قرأها في كتابه.. كيف كانت تجيب العائلات قبل عصر الذكاء الاصطناعي؟ كانت الإجابات تتنقل بين خبرات الأجداد والموسوعات الضخمة.
اليوم، الدراسة الجديدة من OpenAI تبين أن 72.2% من استخدامات ChatGPT أصبحت شخصية وتربوية، وهو ما يفتح آفاقًا جديدة لنا كأهالي!
لكن الأمر ليس مجرد استبدال لمحرك البحث.. أثناء قراءة نتائج الدراسة، تذكرت كيف ساعدني ChatGPT الأسبوع الماضي في تفسير ظاهرة علمية معقدة لابنتي بطريقة مسلية باستخدام قصة عن سفر النجوم! إنه ليس «جوجل» بثوب جديد، بل أصبحنا نطلب منه: «اشرح لي هذا الموضوع كما لو كنت طفلة في الصف الأول» أو «ساعدني في ابتكار لعبة تعليمية عن النظام الشمسي». الأمر يشبه تمامًا امتلاك مدرس خصوصي متاح 24 ساعة، لكن بطابع جيل الآيباد!
كيف نوازن بين فوائد ومخاطر الذكاء الاصطناعي في التربية؟

الدراسة الحديثة أظهرت أن 49% من الاستخدامات هي لطرح الأسئلة والاستشارات. وهنا تكمن المسؤولية التربوية الجديدة! فخلال إحدى جولاتنا في الحديقة القريبة من منزلنا، سألتني ابنتي الصغيرة: «أبي، هل يمكن أن تصبح الروبوتات أصدقاء لنا؟».. بدلاً من إجابة عابرة، فتحنا ChatGPT معًا وبدأنا حوارًا مدهشًا مع الذكاء الاصطناعي عن الصداقة الإلكترونية والأخلاقيات التكنولوجية!
لنكن صريحين أيها الأصدقاء: أمامنا تحدٍ ذهبي! الدراسة نفسها تحذر من مخاطر الاعتماد المفرط، تمامًا كما يحذر أجدادنا الكوريين من الإفراط في استخدام السوشيال ميديا. الحل؟ نفس مبدأ التوازن الذي نطبقه في أطباق الـ«بانشان» (الأطباق الجانبية الكورية): تقديم الذكاء الاصطناعي كطبق مساعد وليس الطبق الرئيسي!
في عصر ChatGPT، أهم مهارة نعلّمها لأطفالنا هي «الذكاء العاطفي التكنولوجي»!
جربوا هذه الخطة العملية، وهي بسيطة وفعالة، مثل طريقة إعداد الأطباق الجانبية الكورية:
- مرحلة الاستكشاف المشترك: لا تتركوا الأبناء وحدهم مع التقنية، بل اجعلوا البحث في ChatGPT مغامرة عائلية
- مرحلة التحليل النقدي: علّموا الأطفال أن يسألوا: «هل هذه الإجابة منطقية؟ هل توجد وجهات نظر أخرى؟»
- مرحلة الإبداع التطبيقي: حولوا المعلومات إلى لوحة فنية أو مسرحية منزلية صغيرة
لماذا تبقى التربية الإنسانية أساسية في عصر ChatGPT؟

أثناء قراءة تقارير الدراسة، كنت أشاهد ابنتي تلعب في حديقتنا الصغيرة، وتارةً تسأل الذكاء الاصطناعي عن أسماء الزهور، وتارة أخرى تنطلق نحو النبتة الحقيقية لتحتضنها! هنا أدركت الحكمة الكورية الخالدة: «النافذة تطل على العالم، لكن الباب وحده يوصلك إلى الحقيقة»!
في عصر ChatGPT، أهم مهارة نعلّمها لأطفالنا هي «الذكاء العاطفي التكنولوجي»! احرصوا على أن يصاحب كل استكشاف رقمي نشاطٌ ملموس: نقرأ عن الفراشات على الشاشة؟ لنخرج للحديقة بحثًا عنها. نتعلم تاريخًا؟ لنقم بمسرحية منزلية نلعب فيها الأدوار!
الأهم أن نُبقي الجذور الإنسانية راسخة، كما تفعل شجرة الجينكو الكورية العتيقة! تذكرت هنا قول الحكيم: «أعط الإنسان سمكة يشبع ليومه، علمه كيف يصطاد يشبع مدى الحياة».. ChatGPT هو شبكتنا الحديثة للصيد، لكن بقدرتنا وحدنا تعليم الأولاد فن الصيد الحقيقي، ونساعدهم على بناء مستقبل أفضل!
أسئلة شائعة عن استخدام ChatGPT في التربية: دليل سريع

على طريقة «بانجان» (الأطباق الجانبية) المعرفية:
س: كيف أضمن سلامة استخدام أطفالي لـChatGPT؟
ج: كالمقود أثناء تعليم القيادة – راقب ثم حرر بالتدريج مع تعليم إشارات الأمان الرقمية!
س: هل يمكن الاعتماد عليه في المساعدة بالواجبات المدرسية؟
ج: نعم، ولكن كـ«مساعد معلّم» وليس بديلاً عنه. اجعلوا الطفل يشرح الإجابة لأحد الوالدين بعد الحصول عليها!
س: كيف نستفيد منه في تعزيز الإبداع لا قتله؟
ج: اطلبوا منه أفكارًا مبدئية، ثم اطلبوا من الطفل تطويرها برسم أو قصة أو مجسم ورقي!
المصدر: What Has ChatGPT Become?, Nymag, 2025-09-16
