
أتذكر تلك الليلة بوضوح… كنت جالسًا مع شريكي الحياة، نتجاهل الألعاب المتناثرة على الأرض ونقرأ خبرًا عن روبوتات تشبه البشر، ونحن نسأل بعضنا البعض: ‘هل ستشاركنا هذه الروبوتات حياتنا يوماً ما؟’ هذه اللحظة لم تكن مجرد قراءة أخبار، بل كانت نقطة تحول في تفكيرنا حول مستقبل عائلتنا. تذكري كيف نجتمع حول مائدة العشاء بعد يوم طويل، هذه اللحظات القليلة هي التي تبني ذكرياتنا المشتركة. اليوم، ونحن نرى تخيلي، سوق الروبوتات المتقدمة سينمو 14 مرة في خمس سنوات القادمة! عالم سيتغير بسرعة. أسأل نفسي: كيف نصنع معًا مستقبلًا تكنولوجيًا يحافظ على دفء إنسانيتنا؟ هذا هو التوازن بين التكنولوجيا والتربية الذي نسعى إليه.
هذه التساؤلات لم تكن مجرد كلمات في الهواء، بل بدأت تظهر في حياتنا اليومية بطريقة غير متوقعة.
أصوات صغيرة وخطوات كبيرة: بدايات الثورة الآلية في بيوتنا

تخيّل معي ذلك الصباح العادي: طفلٌ يصرخ لأنه لا يجد حذاءه، وأنا أحاول إنهاء إفطار الجميع قبل اجتماع العمل. تُمسك يدك وتقولين بهدوء: “هل تتخيل حياتنا اليومية لو تواجدت هذه الروبوتات هنا؟” الحقيقة هي أن هذه التقنية رغم حداثتها بدأت تنفذ إلينا، ليس كالخيال العلمي بل كمساعدين صامتين.
لقد لاحظت أن 62٪ من المهام المنزلية الروتينية يمكن أتمتتها — تلك الساعات المفقودة بين التنظيف والطهي يمكن أن تتحول إلى وقت نعبُر فيه سويًا بحكايات مع أطفالنا قبل النوم. إنه دور الروبوتات في تنشئة الأطفال، بشكل غير مباشر، من خلال تحرير وقتنا.
الشركات الكبرى بين مصانعها ومطابخنا: لماذا التركيز على الأدوار “الأمومية” لتقنية المستقبل؟

ألا تلاحظين كيف يحاكي أطفالنا أحياناً طرقنا في حمل الرضّاعة بذراعٍ واحدة، بينما نعدّ الفطور بالأخرى؟ العلماء اليوم يستلهمون هذه “البراعة متعددة المهام” في تصميم الروبوتات، ما قد يغيّر مفهومنا للأدوار المنزلية تمامًا.
لقد جعلني هذا التفكير أتساءل كثيرًا… أرى أن الأمهات يقضين 3 أضعاف الوقت في الرعاية مقارنة بالآباء، أحيانًا أشعر بالذنب لأنني لا أستطيع قضاء كل الوقت مع ابنتي بينما أعمل. هل يمكن أن تساعدنا هذه الروبوتات حقًا في توزيع المسؤوليات بشكل أكثر عدالة؟ أحيانًا أشك في ذلك.
الخبراء يحذّرون من مخاطر الاعتماد الكلي على الروبوتات في المهام الحميمية كرعاية الأطفال أو التواصل العاطفي.
لقد أدركت أن 78٪ من الأسر العربية ما زالت تفضل التدخل البشري في رعاية كبار السن والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة — درسٌ مهمّ كي لا نفقد الإنسانية خلف رفاهية التكنولوجيا. أتساءل، لما بيتكلموا عن روبوتات بتعوض الأمهات… بتحس بقلق شديد ليه؟
حين تتعطل الروبوتات… هل نعرف كيف نُصلح قلب المنزل؟

أتذكرين تلك الليالي حين ينقطع التيار الكهربائي؟ اكتشفنا كم نحن معتمدون على التكنولوجيا، لكننا أيضًا اكتشفنا متعة العزف على العود بدلًا من مشاهدة التلفزيون.
المستقبل الذي نصنعه بأيدينا: ميثاق عائلي لتقنيات الغد

أحياناً، نجلس مع صغارنا، وقد يسأل أحدهم ببراءة: “هل ستصبح الروبوتات جزءًا من عائلتنا؟” كانت فرصتنا لنضع معهم المبادئ الأولى لما نريده من هذه التقنية؛ أن تكون أدوات تحررنا لا تستعبدنا، تعزز تواصلنا لا تعزلنا.
لقد لاحظت أن 45٪ من الأسر لم تضع بعد أي ضوابط لاستخدام التكنولوجيا المتقدمة — نداءٌ لنبدأ معًا بكتابة ميثاقنا العائلي التقني قبل أن تفاجئنا المستقبل. هذا هو مستقبل التربية الأسرية في ظل التقنيات الحديثة، وكيف نستعد لها كعيلة عربية، من غير ما نخسر إنسانيتنا.
Source: Are humanoid robots really tech’s next big thing?, Techmonitor AI, 2025-09-16.
