
أرقامٌ مدهشة: بينما ينخفض معدل اختيار الحوسبة بين الطلاب بشكل عام بنسبة 2.8%، نجد الفتيات يتقدمن بخطوات ثابتة بنسبة 3.5%. هذه الظاهرة ليست مجرد إحصائية عابرة، إنها نافذة تطلنا على مستقبل مختلف لأبنائنا.
لماذا تتزايد فتيات الحوسبة ويتفوقن؟

ها هي الأرقام تُغنّي قصة مختلفة: 58% من طالبات الثانوية الآن يخترن الحوسبة كخيار رئيسي مقارنة بـ 49% العام الماضي. والسر هنا ليس في القدرات فقط، بل في الدعم المجتمعي الذي بدأ يفهم أن التكنولوجيا ليست حكرًا على فئة دون أخرى.
أصبحت غرف الصف مليئة بمشاريع تُظهر كيف تستخدم الفتيات الذكاء الاصطناعي لحل مشكلات المجتمع، من تطبيقات لمساعدة كبار السن إلى نظم لحماية البيئة. أين نحن من تمكين هذه العقول المتوهجة في عالم الحوسبة؟
المفارقة المحيرة: لماذا يهرب الأولاد من المستقبل الرقمي؟

بينما تزداد أعداد الفتيات، نلاحظ تراجع الأولاد بنسبة 6.7% في تخصصات الحوسبة. الملاحظ أن كثيرًا منهم يميلون إلى المجالات التقليدية، ربما لأنهم ما زالوا يربطون التكنولوجيا بلعبة دون فهم لعمقها الحقيقي.
ذات مرة، بينما كنا نلعب مع ابنتي لعبة بسيطة، سألتني: “بابا، كيف تصنع الروبوتات قرارات مثل البشر؟” كانت هذه بداية محادثة عن الذكاء الاصطناعي، لم تكن تحتاج فيها إلى محاضرة جامعية، بل إلى فضول بسيط حول كيف يعمل العالم من حولها.
التحدي الحقيقي: صناعة الفرصة لا انتظارها

الأرقام تشير إلى أن الفتيات الآن يشكلن 52% من طلاب الحوسبة الثانوية. هذا ليس انتصارًا لفريق على آخر، بل هو دليل على أن الفرص عندما تُصنع بوعي تثمر بشكل مختلف.
الفرصة الحقيقية ليست في الانتظار حتى يختار أطفالنا التخصص المناسب، بل في بناء بيئة منزلية تشجع الاستكشاف. عندما نحول الشاشات من مجرد وسيلة تسلية إلى أدوات اكتشاف، نضع اللبنة الأولى لفهم أعمق للتكنولوجيا.
نصائح عملية لتربية جيل واثق من التكنولوجيا

هاكم ثلاث خطوات بسيطة لتحويل التفاعل مع التكنولوجيا إلى تجربة تعليمية:
1. حوّلوا الشاشة إلى مختبر اكتشاف، ابدأوا مع أطفالكم بمشاريع صغيرة مثل برمجة قصة تفاعلية.
2. شاركوا اهتماماتهم، إذا كان يحب الألعاب، اطلعوا معه على كيف تُصمم.
3. اجعلوا الأخطاء جزءًا من الرحلة، كل حرف خطأ في الكود فرصة لشرح مفهوم جديد.
الرؤية المستقبلية: عندما يصبح الذكاء الاصطناعي لغة جديدة

التقارير تشير إلى أن 75% من الوظائف الجديدة بحلول 2030 ستتطلب فهمًا أساسيًّا للبرمجة. التحدي ليس في تعلم اللغات البرمجية بقدر ما هو فهم كيفية التفكير المنطقي والتحليلي.
عندما نتحدث مع أطفالنا عن التقنية بلغة بسيطة تناسب أعمارهم، نزرع بذرة ثقة ستنمو معهم. مستقبل أبنائنا ليس في كونهم فقط مستهلكين للتكنولوجيا، بل في قدرتهم على صنعها وتعديلها وفقًا لاحتياجاتهم.
Source: More girls take A-level computing despite overall dip in numbers, Computer Weekly, 2025-08-14 09:19:00
