
يا رفيقة دربي، في هدوء الليل بعد أن ينام أطفالنا، تخطر ببالي أفكار كثيرة. أحيانًا أتساءل مما أتحدث! أتذكر كيف يغرقون في شاشات أجهزتهم اللوحية ليصنعوا شيئًا، ثم تتداخل تلك الصورة مع بريق عيونهم وهم يجلسون على تراب الحديقة في عطلة نهاية الأسبوع، يرسمون بعصا صغيرة.
عالم أطفالنا سيكون مختلفًا تمامًا عن عالمنا، أليس كذلك؟ فالتقنيات المتطورة باستمرار، خاصة أدوات الذكاء الاصطناعي المبتكرة، قد تفتح آفاقًا واسعة لخيالهم اللامحدود، لكنني أحيانًا أخشى أن تصبح هذه الأدوات قيدًا يحد من إبداعهم.
لقد فكرتُ كثيرًا في كيفية تقديم الذكاء الاصطناعي لأطفالنا بطرق ممتعة وجذابة، وكيف يمكننا معًا أن ننمي عقولهم في هذه الروضة الجديدة، وأردتُ أن أتحدث معكِ بهدوء عن هذا الأمر.
حين تشعل الشاشات شرارة الخيال

قرأتُ مؤخرًا خبرًا عن أن الذكاء الاصطناعي يمكنه بالفعل أن يعزز إبداع الأطفال. في البداية، كنتُ متشككًا، لكن当我看到
لم يعد الأمر مجرد استهلاك سلبي للمحتوى، بل أصبح أداة تمكنهم من ‘الإنشاء’ بأنفسهم. كأننا نمنحهم ‘أقلام تلوين جديدة’ تمكنهم من تحقيق ما كانوا يتخيلونه بسهولة. عندما رأيتُ أطفالًا يتعاونون مع أصدقاء من بلدان أخرى ليرسموا أو يكتبوا قصصًا باستخدام ترجمة الذكاء الاصطناعي، أدركتُ كيف يمكن للتكنولوجيا أن تزيل حواجز اللغة وتوسع آفاق الإبداع لديهم.
أتذكر كيف كنتِ تشجعينهم بهدوء وهم يستخدمون التطبيقات لإنشاء شيء ما، وتسألينهم عن الألوان التي سيستخدمونها أو القصة التي سيصنعونها. تلك اللحظات الصغيرة، يا رفيقة، هي مصدر إلهام كبير لهم، وتجسد أهمية الذكاء الاصطناعي في تربية الأطفال.
لمسة إنسانية في عالم رقمي

لكن مهما تطورت التكنولوجيا، أليس الأهم في النهاية هو ‘قلب’ و’فكر’ أطفالنا؟ يؤكد الخبراء أن الذكاء الاصطناعي هو ‘مساعد’ للإبداع البشري، وليس ‘بديلًا’ له.
الذكاء الاصطناعي هو ‘مساعد’ للإبداع البشري، وليس ‘بديلًا’ له.
عندما يرسم أطفالنا أو يكتبون القصص مع الذكاء الاصطناعي، ما هي الأسئلة التي يمكننا طرحها، وما هو الاتجاه الذي يمكننا توجيههم إليه؟ أقترح أن نقضي وقتًا في عطلة نهاية الأسبوع، نصنع قصة معًا باستخدام اقتراحات الذكاء الاصطناعي، ونرسم صورًا تتناسب معها.
وقبل النوم، أعتقد أننا بحاجة إلى ‘مرساة إنسانية’؛ أن نضع الهواتف جانبًا ونروي القصص لبعضنا البعض. مثل قصص حمزة الفتى التي كان يرويها لنا أجدادنا. مثل أسئلة أطفالنا التي لا تنتهي ‘لماذا؟’، فإن الاقتراحات والمعلومات الكثيرة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي تتطلب حكمتنا واختيارنا الواعي. أتذكر كيف كنتِ دائمًا تقرئين لهم الكتب، وترسمين معهم، وتسألين ‘ماذا عن هذا؟’. ألا تعتقدين أن هذه اللمسة الإنسانية هي ما يبقى ثابتًا حتى في عالمنا الرقمي؟ هي التي تبرز فوائد الذكاء الاصطناعي لتعليم الأطفال إذا استخدمناه بحكمة.
رعاية حديقة الإبداع

نرى اليوم كيف ينشئ مبدعو المحتوى على يوتيوب محتواهم الخاص، يشاركونه، وينمون من خلاله.
أتمنى أن يتمكن أطفالنا من رعاية حديقتهم الإبداعية الخاصة من خلال عملية ‘الإنشاء، والمشاركة، والتعلم’ هذه.
المهم ليس النتيجة النهائية المثالية، بل ‘المثابرة المبهجة’ التي تأتي من المحاولة والفشل ثم المحاولة مرة أخرى، أليس كذلك؟ فالقدرة المطلوبة في عصر الذكاء الاصطناعي هي قوة طرح الأسئلة وإنشاء أشياء جديدة، وليس فقط إيجاد الإجابات الصحيحة. حتى لو بدت رسوماتهم أو قصصهم غير متقنة، أرغب في أن نعتز بالعملية نفسها.
أن ينموا ليصبحوا أطفالًا قادرين على حل أي مشكلة بطريقتهم الخاصة في المستقبل. نظرتكِ الدافئة وتشجيعكِ هما أغلى غذاء يسقي حديقة إبداعهم ويمنحها أشعة الشمس. لنكن وقودًا لخيالهم المتلألئ! دعونا معًا ندعم خيال أطفالنا المتلألئ، ونكون لهم دليلًا قويًا في هذا العالم الجديد، مساهمين في تنمية قدرات الأطفال بالذكاء الاصطناعي.
Source: An Interview with YouTube CEO Neil Mohan About Building a Stage for Creators, Stratechery, 2025/09/17 10:00:00.
