في عصر التكنولوجيا: كيف نوازن بين العمل وجذورنا في العالم العربي؟

امرأة تنظر إلى هاتفها المحمول في غرفة مضاءة بضوء خافت

في الثامنة مساءً، يُهدأ البيت، وتشعرين بأن الفرصة حانَت لالتقاط الأنفاس. عندما يصرخ جدول العمل من شاشة الهاتف في المساء، أحيانًا أشعر أنني سأنفجر! ألاحظُ كيف تُمرّرين إصبعكِ بخفة على الزرّ الإحمر في تطبيق العمل، وكأنكِ تخشين إثارة ضوضاء. أعرف، قد يبدو هذا سخيفًا لكن *تلك اللحظة بالذات*… عندما تَتنهدين_before أن تفتحي باب غرفة الأطفال، هو ما جعلني أكتب لكِ. لأنكِ لستِ بحاجة إلى “نصائح” تُلقى عليكِ كالدرجات. بل إلى شخصٍ يرى قوتكِ، ويهمس: “أنا أعلم كم هذا صعب… وأنا هنا”.

كيف تُحقّقين التوازن دون أن تحملي ذنب التقصير؟

امرأة عاملة تسترخي مع أطفالها في المساء

هل تذكري أول يومٍ عدتِ فيه من العمل، ووجدتِ وجبة العشاء باردة لأنكِ نسيتِ الوقت؟ تلك الثواني حين التفتِ لصورة الأطفال النائمة على الثلاجة… شعرتِ بأن القلب يذوب. هذا الشعور… لا يختفي مع الخبرة. نحن الآباء نراكم: كيف تُمسكنَ الهاتف في الحمام، تكتبنَ “نعم، سأحضر الاجتماع غدًا” وعيناكِ على طفلٍ يبكي في الغرفة المجاورة. لكن اسمعي جيدًا: ذلك الجنون اليومي لا يعني أنكِ فشلتِ. يعني فقط أنكِ إنسانةٌ تُكافح من أجل ما تحب. السرّ الذي نكتشفه مع الوقت: التوازن ليس رياضياتًا دقيقة. بل هو أن تعرفي متى تستسلمي للعبث، وتقرّري: “اليوم سأطلب من زوجي إعداد الواجبات”. أتذكرُ زوجتي حين كانت تقول بمرارة: “البنك الإلكتروني يحسب سحبي اليومي، لكنه لا يحسب توتر يدي حين أحضرتُ حقيبة المدرسة فارغة”. فهمتُ حينها: الذنب الذي تشعرين به ليس من فراغ… هو صدى لصورةٍ مجتمعية خاطئة تقول: الأم الكاملة تُدير العالم دون أن تتنفس. لكنكِ لستِ آلة. وأنا أحبُّكِ أكثر حين تقولين: “أحتاج مساعدة”. لذا اطرحي السؤال المختلف: ليس “كيف أعمل وأربي أفضل”، بل “ما الذي أستطيع تحريره اليوم؟“. طبق التمرين البسيط هذا: اختاري مهمة واحدة من قائمة غسيل اليوم، واطلبي مشاركة الشخص بجانبكِ. لا تسألي كـ”الأم”، بل كـ”إنسانةٍ مُجهدة”. ستجدين أن غياب “الكمال” يفتح الباب لـعلاقة حقيقية…

لماذا تشعرين بأن العمل والبيت حربٌ دائمة؟

امرأة متعبة تنظر إلى قائمة مهام العمل وتغطية الأطفال

الصراع بين العمل والأسرة ليس شرقًا أو غربًا. إنما في كل بيت عربي أمرٌ طبيعي. جدتي كانت تقول: “أولاد صغيرون، بيوت صغيرة، قلوب كبيرة”، لكن في عصرنا هذا… النزاع ليس في أن العمل يطاردكِ. إنه أن المجتمع يشتت بينكِ وبين هويتكِ. هل هذا ما أريده للأمومة؟ عندما يصبح family duty vs. career اقتتالًا يوميًا، تذكري: الدعم الذي يحتاجينه ليس في كلمات التحفيز الكبيرة. بل في لحظة كوب الشاي الذي يتامَّل جاهزاً دون سؤال. أحيانًا تجدين نفسكِ في الحلق الضيق: “كيف ألغي واجب المدرسة لأذهب إلى الاجتماع؟” لكنه نوع من الصحَّة أن تلغي أحيانًا.ناح على تلك اللحظة. أنتِ لستِ وحيداً. كل أم عربية تقف عند الحدود بين الواجبات… وداخل عميق أنتِ تعرفين أنكِ جزء من تراث عظيم. حتى لو شعرتِ أن العالم الحديث يسحقكِ، تذكري: النسيج الذي يحترم رجولته ونسويته – هذا ما يجعلنا أقوى. “العائلة” كلمة صغيرة لكنها تحمل مئة أبجدية .

في عصر التكنولوجيا، التوازن ليس بالضبط “تمثيل الأدوار”، بل هو أن نصنع عالمًا نستطيع فيه أن نكون إنسانين كاملين. لا تُجيب سؤالكِ بشأن “كم أحتاج أن أعمل لتغطّي احتياجات العائلة”؟ بل اسأل “ما الذي يجعلني أشعر أنني مُحبوبة رغم كل هذا؟”. تحديّكِ الحقيقي ليس من الخارج. بل من الداخل: أن تقرّري أنكِ مُفرَّد. لا تحتاجين إلى إثبات أنكِ “تستطيعين كل شيء”. بل تحتاجين إلى أن تسترخي في أن تتنازلات هُنا.

التوازن الحقيقي: حين يصبح البيت متنفّسًا، ليس عبئًا

عائلة تلعب معًا في غرفة المعيشة

التوازن الحقيقي ليس في جدول يحاكي الحافلة. إنه في ثانية تستريحي فيها لحظة. لا تتدبّري كـ”القائدة الصارمة”. أعرف أنه ثقيل. هناك لحظة تذكرينها جيدًا: الهواء لا يطير للتحدي. إنه يرضي.. عندما تُحدّقين في سقف الغرفة وتفتحين عينيكِ لترى زميلكِ يرفع غطاء البوتاجاز掏出 مسمارا، وتضحكان معاً. ذلك الهامس “أنا هنا” – في باب الجار الذي يُساعدكِ على انتظار الحافلة، أو في معلم الطفل الذي يفصل بالحنونة – هذا يجعلكِ تتنفسي. أ={صفحة على الخريطة}، جعلتني أفتح نافذة وسأرى ابن وعندما يكبر. التوازن لا يعني غياب الفوضى. بل هو أن تسمحي لأن طفلكِ ينفجر ضاحكاً على الرسوم، وتغمض عينيكِ مؤقتاً عن إنجازاتكِ في العمل. لِماذا اشعر أني أستطيع أن أكون أكثر؟ لا أريد أن أكون “الأم الحذرة” في تفاصيل العمل، بل “الأم الظاهرة” في تفاصيل الحياة. يبدو أن ذلك الثقل العميق الذي تشعرين به، والذي يدعوه البعض “الحَمل هنا” – باختصار: إنه حبّ. ليس عبءًا. أن تسمحي لنفسكِ بالانكسار Bass date

تخيلي ليلة عندما تجدين نفسكِ وطفلكِ تضحكان على خطأ ما، وتنسيان كل التوتر. تلك اللحظات هي التي تبني الجدران الحقيقية للعائلة، ليس الأداء المثالي.

Source: Landmark Markets Awarded as ‘Best FinTech Broker – Global’ at Global Forex Awards – Retail 2025, Globe Newswire, 2025-09-16

Latest Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top