
هل مررتِ بذلك اليوم عندما كان طفلكِ يحدق في شاشة الجهاز اللوحي بعينين واسعتين، وقلبه يخفق بحماس؟ تخيلي ذلك المشهد: يد الصغير تلمس الشاشة بحذرٍ وهو يفتح تطبيقًا جديدًا، وعيناه تلمعان بكل فضول ودهشة. في صمتٍ لم تكسره إلا أنفاسنا الثقيلة بعد يوم طويل، لفّني ذلك الهمس الداخلي المألوف: ‘أرجوك، كن حظرًا’. لكننا عرفنا معًا أن كلمة ‘حذار’ وحدها لا تُطفئ شمعة الفضول النابضة في قلب طفل.
لماذا ‘كن حذرًا’ وحده لا يكفي للمستكشفين الرقميين؟

يسمع أطفالنا هذه الجملة كل يوم — ‘كن حذرًا!’ — كأنها تعويذة نعيد ترديدها حتى تصبح ماءً يُسكب على صخور الفضول. لكن هل لاحظتِ معي كيف تذبل هذه الكلمة سريعًا بمجرد أن تلمع شاشةٌ جديدة أمام عينيه؟ الطفل لا يفهم ‘الحذر’ كمفهوم مجرد كما نتصوره نحن.
إنه يسمع تحذيرًا يوقف مغامرته، وليس خريطة تُرشد رحلته. تعرفين أن الأطفال يتعلمون أكثر من خلال التجربة من التحريم. عندما نسمح للصغير باستكشاف تطبيق تعليمي بمرورتنا معًا، لاحظتِ كم تغير تعامله: لم يعد يخاف من الأخطاء، بل يسأل ‘ما الخطأ الذي وقعت فيه، يا ماما؟’.
الحدود ليست سجنًا.. هي جدران غرفة تُعلّم الصغير أنه آمنٌ هنا حتى يتعلم الوقوف من تلقاء نفسه
ولكن دعيني أشارككِ شيءًا لطيفًا لاحظناه
مبدأ ‘الحد الأدنى من الوصول’: ثقةٌ مدروسة قيد العمل

في وظيفتكِ السابقة كموظفة أمان معلومات، كنتِ تذكرين لي دائمًا: ‘لا أعطي مفاتيح كل غرف الشركة لمتدرب جديد’. فجأةً.. رأيتُ الصورة أوضح. نحن نطلب من أطفالنا أن يفتحوا أبوابًا رقميةً لا نمتلك حتى مفاتيحها نحن!
لم نبدأ بـ ‘لا تفتحي هذا’.. بل بـ ‘دعينا نكتشف معًا’. عندما نزل تطبيق الرسم الجديد، قلنا: ‘اليوم سنجرب الميزة الحمراء فقط. غدًا، إذا استخدمناها بـ ٥ نجوم أمان، نفتح الميزة الزرقاء’. لم نكن نفرض قيودًا — كنا نبني ثقةً يومًا بعد يوم.
ولanut دعيني أشارككِ شيءًا لطيفًا لاحظناه
السلامة كمغامرة مشتركة: من ‘عليكِ أن’ إلى ‘لماذا لا’

ذكرتكِ ذات ليلة — بينما كنا ننقذ العشاء من كارثة كيميائية صغيرة — كيف أن أقوى لحظات الأمان العائلي تنشأ من الحوار، وليس من الأوامر. فلم نعد نقول ‘عليكِ إغلاق الدردشات’.. بل نسأل: ‘ماذا لو صممنا عائلتنا الخاصة لهذه اللعبة؟’.
الجميل هنا أن ‘خدمات الدعم التقني’ في منزلنا تحولت إلى كوميديا عائلية. من يصدق أن الصغيرة ستُعلّمكِ تحريك الإعدادات في ‘تيك توك’، بينما الصغير يشرح لي أن ‘الآيباد يتحدث لغة عربية لكنها تحتاج تحديثًا’؟ هل سمعتِ هذا الصوت في رأسكِ مثلما سمعناه نحن؟
ولanut دعيني أشارككِ شيءًا لطيفًا لاحظناه
الرحلة لا تنتهي: حيث تبدأ الثقة الحقيقية

تذكرين كم كنا نتوتر قبل عامين حين بدأ الصغير يستخدم الإنترنت بمفرده أول مرة؟ اليوم، نحن لا نتوتر لأن الصغار أصبحوا ‘آمنين’ — بل لأننا اكتشفنا سرًّا أعمق: الأمان الحقيقي لا يصنعه الحظر، بل يصنعه الطفل الذي يعرف أن يد الوالد ستمسك يده حتى لو سقط.
تذكري تلك الليلة عندما جاءت ابنتكِ وقالت ‘أخطأت ولكنني أتعلمت’، تلك اللحظة كانت أثمن من أي إعداد تقني.
إنها ليست مجرد ‘حيل تقنية’ يا حبيبتي.. إنها لغة حب نترجمها ببطء. كل مرة نتفق معكِ على ‘النسخة التجريبية’ لتطبيق جديد، كل مرة نُطلق ضحكة سريّة حين يَنسى الصغير وعده بالحذر ولكن يعود ليفتح الباب ويقول ‘خطأ!’، كل هذه اللحظات، نحن نبني شيئًا أعظم.
المصدر: Astrix unveils secure-by-design AI agents to help enterprises manage compliance risk, Helpnetsecurity, 2025/09/17
