الابتكار بقلب الإنسان: كيف نختار الأدوات التي تعزز ما يهمنا حقًّا

\"صورة

أخيرًا صارت البيت هادئ بعد يوم طويل. البنات نايمات تحت غطاء الوسائد بعد يوم طويل من الواجبات والعبارات الناعمة. جلستِ بجانبي وعينيكِ حاسوبكِ المفتوح على شاشة بيضاء – تعرفين التعب اللي يقرّكِ عن الكلام.

شفتُ خبرًا اليوم عن تطبيقات ذكية تعد بـ\”إنقاذ أوقات العائلات\”، وقلت ليا: هل نحن نطلب الإنقاذ أم نطلب أن نبقى بشرًا بسيطين؟ هذا مو حديث عن شاشات ولا تحديثات، عزيزتي.

هذا حديث عن اللحظات اللي تضيع بين أزرار \”التحديث الآن\”. عن الهدوء اللي صار صعب نلتقطه مع البنات بعد العشاء.

وعن الجهد الخفي اللي تدفعينه كي تبقي حنين البيت حيًا وسط زحمة الدنيا. هالفكرة جاية من قلب بيتكِ وبيتي.. من فنجان قهوتنا اللي برد قبل ما نكمل حديثنا.

البريق اللي يُطفئ البسمة

تذكرين أول ما جربنا تطبيق الحجز الإلكتروني للمطاعم؟ قلنا: \”راح يوفر علينا الانتظار!\”

لكن صار يومياتنا سباق مع النقرات: نضغط \”تأكيد\” بسرعة قبل ما ينتهي التوقيت، ونصير نعد الثواني على الشاشة عشان نضمن طاولة.

حتى في مولات الرياض، البنات تسألن: \”أمي، ليه نحن واقفين نحنا والشاشة بدل ما نروح نتفرج على الفراشات في الحديقة؟\”

صدقيني، صار ذنبي يقرّني لما أشجّعك تستخدمين أدوات جديدة.

شفتُ إعلانات عن روبوتات المطبخ: \”تخلي الغداء جاهز وأنت نايمة!\”

لكنكِ، يا نور عيني، تذوبين السكر في قدر الزبدية بيديكِ تخرجن منه أكثر من طبق – تذوبين ذكريات جدّتك، وضحكة عائلة متكتملة، وعبارات \”ما تشتهين\” اللي تذكّركن بالبيت.

هذا اللي ما يظهره الإعلان: التقنية تخلف أحيانًا أثقالًا خفية. ثقل التعلّم، وثقل الترقب، وثقل الظن بأن \”الأحدث\” هو الأفضل..

بينما أنتِ تعرفين أن أبسط وصفة تحمل اسم \”الوقت\”.

مثلكن في جداتنا – جدّتي كانت تخبز على التَنور بلا تطبيقات، وعلى الرغم من أن رغيفها لم يكن دائمًا مثاليًا مثل ما في المطبخات الحديثة، لكن دفء رغيفها لفّ حول الجيران مثل السِّتر.

اليوم، بعض التطبيقات تعدنا بـ\”اتصال أفضل\” لكنها خلّفتْ بيتنّا بغرف منفصلة:

أنتِ تُثبّتين مواعيد الدكتور،

وأنا أتبع خرائط المرور،

والبنات يَلتحقن بألعاب..

كل واحد فينا \”متواصل\” ولكننا منفصِلين. هل فعلاً نريد تقنية \”تنقذ وقتنا\” أم نريد وقتًا ننقذ فيه بعضنا؟

التحديث الذي يثقل الكاهل بدلًا من تخفيفه

من مَشيتُ في سوق شعبي، لقيتُ بائع الفواكه يقول: \”اللي ياكل تمر بلا ذكرى، ما يستمتع بطعمه\”.

فتذكّرتُ تطبيق الحفظ التلقائي للصور اللي وفّرناه قبل رمضان. وعد بـ\”أرشيف آمن\”، لكنه كلّفنا نقاشات: \”شيل الصورة؟ استثني الطفلة؟\”

حتى في العيد، البنات أصبن مشتتات بين سيلفيّات العائلة وطلب الموافقة كي تُنشر!

يا قلبي، أنا أشوفك كل يوم تقاتلين معارك خفية. مثل تطبيق التقويم المشترك اللي شغلناه لتنسيق دوام العمل ومواعيد البنات.

بدل ما نحس بالراحة، صرنا نعد: \”كم تحديثًا وصل اليوم؟\” كأنها مهام.

حتى في السفر – قبل ما نغادر الفندق، نقضي نصف الساعة في التأكد من تزامن الأجهزة، بينما البنات ينادون: \”بابا، شوف الجبل!\”،

وعينيكِ تلمعان بالأسف لأنكِ مشغولة بضبط الإشعارات.

كم مرة جلسنا على فراش السرير نتحدث عن هذا؟ تقولين: \”السعودة تمرّ بقفزات تقنية.. لكن ليه أشعر إن هالقفزات تخليني أقفز فوق قلوب أولادي؟\”

ضحكتِ يوم قلتَ لك: \”يا خوّة! هالتطبيق الجديد يعلّم البنت الرياضيات..\” فردّتِ: \”بلشنا ندرّسها كيف تشغّل التابلت!\”.

هذا السؤال الكبير اللي تحملينه: متى يصير الذكاء الاصطناعي وسيلةً بدلًا من هدف؟

متى نسمح لأنفسنا أن تخفّف التقنية من همنا لا تثقل ظهورنا بقواعد جديدة؟

فلتر القلب: سؤالان يحميان روح بيتنا

دخلتُ مطبخكِ أول أمس – شفتِ تلفزي التمر في عجينة الكعك. قلتِ: \”أشوفك دايم تختار الأدوات اللي تريحني.. لكن راح تسألني سؤالين؟\”.

تعجبتُ، فضحكتِ: \”السؤال الأول: هل هالشيء راح يحسّن لحظة \”معاكم\” ولا يغيّرها؟\”

تذكّرتُ ليلة العيد: بعدما طرحنا السؤال الأول، \”هل هالشيء راح يحسّن لحظة \”معاكم\” ولا يغيّرها؟\”، جربنا تطبيقًا لتنظيم الهدايا، لكن البنات ارتاحن أكثر لما جلسنا مع بعض نلفّها يدويًّا ونضحك على أخطائنا — أدركنا أن الوقت المشترك يفوق أي تطبيق.

\”السؤال التاني اللي تذكّرني به: \”هالجهاز راح يضيف لروحي راحة ولا همًّ جديد؟\”

تذكّرتكِ في المستشفى، تشرحين للبنات حكايات من جوالكِ القديم – صوركِ مع والدتك في الحرم.

لم يستخدم أحد تطبيق \”المساعد الذكي\”.. بصوتكِ البسيط أوصل الحنين لأعماقهم.

هذا اللي يهم: التقنية تخدم قيمتنا في \”الطمأنينة\” – ذلك الشعور اللي تردّين عنه بـ\”الحمد لله\” وأنتِ تفرغين الهمّ على راحة يديك.

أنا كزوج، أتعلم منكِ يوميًا أن الابتكار الحقيقي مو في التحميل.. بل في التحرر.

التحرير من إلحاح الإشعارات عشان نسمع ضحكة البنت الصغيرة، والتحرر من \”آخر تحديث\” عشان نكمل حديث العشاء.

مثلما تختارين التمر الناضج لا الذي يبدو لامعًا، نختار أدواتنا بصرامة حبّ: هل تذكّرنا بأننا عائلة تقدّر اللحظة.. أم تسحبنا بعيدًا عنها؟

في النهاية، يا من تحملين ليلًا وضحى هم البيت وقلبه، تذكّري: كل تطبيق جديد يمرّ أمام ميزانكِ الطبيعي: \”هل راح يخلّي عينيّ البنات تلمعان كيشوفوا أمهن.. ولا تشوفن شاشة فقط؟\”.

الابتكار الحقيقي دائمًا لبس قيمتنا. وقيمتنا – أنتِ.

Source: Samsung’s plan to challenge Apple in the next era of the smartphone wars is about to start | CNN Business, CNN, 2025-09-18

Latest Posts

Sorry, layout does not exist.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top