
الليلة الماضية، رأيتها تتصفح قائمة التسوق على هاتفها قبل النوم. في عينيها المتعبتين بعد يوم طويل من رعاية الأطفال، شعرت بكل تلك المسؤولية الثقيلة على كتفيها. وفي الصباح، بينما أقرأ عن مساعدات التسوق بالذكاء الاصطناعي، تساءلت: ما الذي نحتاجه حقاً وراء هذه الراحة التكنولوجية؟ والحقيقة، في تلك اللحة شعرت بارتياح خفيف ثم خوف فجأة – هل أنا بحاجة حقاً لمن يقرر عني؟
هذا الأمر يذكرني بليلة الأسبوع الماضي…
الراحة التي تقدمها التكنولوجيا.. وما تخفيه

تخيلوا معي.. عندما كان الأطفال يعانون من البرد الأسبوع الماضي، بقيت حتى الثالثة صباحاً تبحث عن دواء عبر التطبيقات. لو استطاع الذكاء الاصطناعي أن يتولى هذه المهمة، لكانت حصلت على دقائق إضافية من النوم. لكن هل تستطيع الخوارزميات أن تفهم سبب اختيارها لدواء معين؟
هل تعرف لماذا تفضل منتجاً عضوياً على آخر؟ هذه التفاصيل الدقيقة هي ما يصنع الفرق في حياتنا العائلية، وتجعلنا ندرك أن الراحة وحدها لا تكفي.
الثقة: ليست في الصندوق الذي يصل، بل في من يفتحه

كلما وصل صندوق تسوق إلى باب منزلنا، أتذكر طريقة ترتيبها للخزانة. تلك النظرة الحذرة عند قراءة المكونات خوفاً من مسببات الحساسية، تلك اليد التي تختار الحليب بأطول مدة صلاحية.
في عائلتنا، نجد أن التوازن بين التقليد والحداثة يظهر حتى في اختيارات التسوق، تماماً كما نحافظ على قيمنا مع التكيف مع العالم الرقمي السريع التغير.
عندما نفوّض الذكاء الاصطناعي بهذه القرارات، فإننا لا نختبر ثقتنا بالتكنولوجيا فقط، بل ثقتنا ببعضنا البعض.
هل تستطيع الخوارزميات حقاً فهم ذوق عائلتنا وقيمنا بما يتجاوز البيانات المجردة؟ هذا هو التحدي الحقيقي عندما نتحدث عن الذكاء الاصطناعي في التسوق.
كيف نشارك عبء الاختيار؟

في الأسبوع الماضي، عندما سافرت، جربت التسوق بالذكاء الاصطناعي لأول مرة. بمجرد أن كتبت ‘شراء حليب الصويا’، ظهرت عشرات المنتجات. في تلك اللحظة، تذكرت كلماتها المعتادة: ‘حليب الصويا المحلي أقل حلاوة’.
أدركت أن خياراتنا تحمل وصفات غير مرئية، تفاصيل لا تعرفها الخوارزميات. إنها لمسة إنسانية لا يمكن برمجتها.
الحوار الذي لا تستطيع الخوارزميات استبداله

بعد تجربة التسوق بالذكاء الاصطناعي، جلسنا في المقهى ساعتين نتحدث. في عصر تستهدف فيه الخوارزميات تفضيلاتنا في مقاطع الفيديو، ماذا تعني خيارات الاستهلاك على مائدتنا؟
قالت شيئاً بقي في ذهني: ‘حتى الخلافات أثناء التسوق في الماضي كانت فرصة لفهم قيم بعضنا البعض’.
لا توجد تكنولوجيا تستطيع استبدال دفء اللحظات المشتركة. إنها قيمة لا تقدر بثمن.
ماذا نفعل بالوقت الذي نكسبه؟
إذا وفر لنا الذكاء الاصطناعي وقت التسوق، كيف سنملأ هذا الوقت؟ البارحة، تناولنا حساءً مصنوعاً من مكونات اختارها الذكاء الاصطناعي وضحكنا. عندما علمنا أن هناك ميزة تشرح عملية اختيار المكونات، بقينا حول المائدة نصف ساعة إضافية.
أدركنا أن الهدية الحقيقية للتكنولوجيا ليست الوقت نفسه، بل الفرصة للتفكير كيف نقضيه معاً. هذا هو جوهر الحياة الأسرية الحديثة، حيث الذكاء الاصطناعي في التعليم والتسوق يصبح أداة لتعميق الروابط، لا لإلغائها.
ماذا لو فكرنا في كل تكنولوجيا جديدة كفرصة لاكتشاف كيف يمكننا أن نكون أكثر اتصالاً ببعضنا البعض؟
Source: Google’s New Agent Payments Protocol (AP2) : The Future of AI Shopping Without Lifting a Finger, Geeky Gadgets, 2025-09-18.
