عندما تهمس في الظلام: هل تستطيع الآلة أن تفهم قلب أم؟

أب وأم يتحدثون همساً ليلاً عن مستقبل أطفالهم في عصر الذكاء الاصطناعي

والله أتذكر تلك الليلة يا روحي، حين عدتِ من العمل متعبة وتحملين بين يديكِ هاتفاً يضيء وجهكِ في الظلام. كنتِ تقرأين خبراً عن تعيين أول وزيرة للذكاء الاصطناعي في العالم، وبدا عليكِ ذلك القلق الخفي الذي أعرفه جيداً – ذلك القلق الذي لا يظهر إلا في عينيكِ عندما تفكرين في مستقبل أولادنا. جلسنا نتحدث في صمت، وكأننا نحاول أن نفهم معاً: كيف نربي أطفالاً في عالم قد تصبح فيه الآلات جزءاً من حكومته؟ تعرفون ليش هذا المهم؟

الهمسة الأولى: عندما تصبح التكنولوجيا جارنا الجديد

عائلة عربية تجلس معاً حول الهواتف الذكية في غرفة المعيشة

أتذكر كيف كنتِ تضحكين حين أخبرتكِ أن المساعد الصوتي في هاتفكِ أصبح يعرف رغباتكِ أكثر مني أحياناً.

لكن الأمر مختلف الآن يا عزيزتي. لم تعد التكنولوجيا مجرد مساعدٍ في المطبخ أو لعبةٍ لأطفالنا – لقد أصبحت جاراً يسكن بيوت الحكومات.

وأنا هنا لا أخاف من التكنولوجيا نفسها، بل أخاف من أن ننسى أننا بشر. أخاف أن ننسى تلك النظرة التي تتبادلها الأم مع طفلها عندما تروي له قصة قبل النوم، ذلك الفهم الذي لا تحتاج فيه إلى خوارزميات معقدة لتعرف ما يدور في قلبه الصغير. إنتوا شو رأيكم؟

الهمسة الثانية: القيم التي لا تختزل في بيانات

عائلة عربية تتناول وجبة الطعام معاً وتتبادل الأحاديث القيمة

أراكم يا غالية وأنتم تجلسون حول مائدة الطعام، أرى كيف تعلّمينهم أن يقولوا ‘شكراً’ و’من فضلك’، كيف تشرحين لهم أن الكذب يؤذي القلب حتى لو لم يرهم أحد.

هذه الدروس لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يدركها كاملة. لأنها ليست مسألة بيانات أو خوارزميات — إنها مسألة قلب ينبض، وروح تتحدث بلغة لا تفهمها الآلات. والله، هذا الشعور اللي ما يقدر توصفه البيانات.

وفي زمن قد تصبح فيه القرارات الحكومية تتخذ بمساعدة الآلات، يصبح دورنا كآباء وأمهات أكثر أهمية من أي وقت مضى. نحن من نغرس في أطفالنا تلك البوصلة الأخلاقية التي ستوجههم عندما تكون الخيارات معقدة والطرق متشابكة.

الهمسة الثالثة: القوة التي لا تراها في نفسك

أم تساعد طفلها في أداء الواجبات المدرسية بقلب حنون

أحياناً أراقبكِ وأنتِ تساعدين الابن في واجبه المدرسي، أرى كيف تستخدمين ذكاءكِ العاطفي لفهم ما يعجز عن قوله، كيف تمسكين بيده وتقولين ‘أنا هنا معك’.

هذه المهارة يا روحي – مهارة الإنسانية – هي أغلى ما نملك في هذا العصر التكنولوجي. الذكاء الاصطناعي قد يصبح وزيراً، لكنه لن يصبح أبداً أماً.

ولن يستطيع أن يفهم معنى أن تسهري على طفل مريض، أو أن تفرحي بنجاحه كما نفرح نحن. هذه القوة التي تحملينها في قلبكِ هي التي ستحمي أطفالنا في عالم المستقبل. إنتوا شو رأيكم؟

الهمسة الأخيرة: رحلة نعيشها معاً

والدان يهمسان ويتحدثان ليلاً عن أحلامهما ومخاوفهما تجاه المستقبل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top