
تلك اللحظة التي ترين فيها الطفل الصغير يجلس أمام الشاشة، أصابعه تتحرك بخفة وهو يستكشف عالماً جديداً… في تلك الثواني، يتساءل القلب: كيف نسير معهم في هذا الطريق؟
عالم ولدوا فيه ونحن ندخله لأول مرة

أحياناً نراقبهم وهم يتعاملون مع التكنولوجيا بتلك السهولة التي تدهشنا، وكأنها لغتهم الأم. نتذكر طفولتنا وألعابنا البسيطة، ونفكر: هل نمنعهم من هذا العالم الجديد أم نشاركهم فيه؟
الأفضل دايماً إننا نكون شركاء في الرحلة معاهم، لا مجرد مراقبين من الخارج. أن نضع أيدينا بأيديهم الصغيرة ونقول: هيا نكتشف هذا معاً.
ذلك الخيط الرفيع بين الحماية والمشاركة

كلنا بنتساءل كتير: هل هذا التطبيق آمن؟ هل هذه الميزة مناسبة؟ الأسئلة التي تدور في رأس كل أب وأم.
الجواب ليس في المنع الكامل ولا في السماح المطلق، بل في التوازن. أن نكون حاضرين بجانبهم، نراقب، نسأل، نشارك. أن نجعل من التكنولوجيا جسراً للتواصل لا حاجزاً للعزلة.
حين تصبح الشاشة وسيلة للتقارب لا للتباعد

تخيلوا تلك اللحظات التي تجلس فيها العائلة معاً، تكتشفون برنامجاً جديداً، تتعلمون معاً، تضحكون على أخطائكم التقنية.
في هذه اللحظات، تتحول التكنولوجيا من عازل إلى موصل، من شاشة باردة إلى ذاكرة دافئة.
تصبح وسيلة لتعزيز الروابط العائلية لا إضعافها.
خريطة الطريق التي نرسمها بأيدينا

في النهاية، يا أصدقائي، المسألة ليست في كمية التكنولوجيا التي نقدمها لأطفالنا، بل في كيفية تقديمها.
أن نعلمهم المسؤولية مع الحرية، الحذر مع الفضول، الابتكار مع الأمان. أن نجعل منهم مستخدمين أذكياء لا مستهلكين سلبيين.
هذه هي الخريطة التي نرسمها معاً – خريطة توازن بين الماضي الجميل والمستقبل المشرق.
فن الأبوة في عصر الذكاء الاصطناعي

أحياناً نسأل أنفسنا: هل نحن مستعدون لهذا التحدي؟ ثم ننظر إلى أطفالنا وابتسامتهم البريئة، ونذكر أن الجواب في قلوبنا قبل عقولنا.
الذكاء الاصطناعي قد يكون تقنية معقدة، لكن تربية الأطفال تبقى فناً بسيطاً – فن الحب، والاهتمام، والحضور. أن نكون هناك عندما يحتاجوننا، سواء في العالم الحقيقي أو الرقمي.
المصدر: Microsoft’s new Windows AI Labs lets you try experimental features first – how to opt-in, ZDNET, 2025-09-23
