
بين فوضى النهار وهدوء الليل: كيف نجد بيتنا بطريقة أكثر إنسانية
أتذكر تلك الليلة، حين جلسنا على الأريكة بعد أن نام الصغار، نتحدث عن صديقة وجدت منزلها عبر تطبيق ذكي. نظرت إلى العيون المتعبة من يوم طويل بين العمل والبيت، وفكرت كم هو جميل أن تصبح التقنية لغة تفهم أحلامنا العائلية بدلاً من أن تكون عائقاً أمامها.
من قوائم لا تنتهي إلى محادثة بسيطة
أتذكر أيام البحث عن البيت حين كنا نجلس ساعات طويلة أمام الشاشة، نتصفح مئات الصور وكأننا نلعب يانصيباً محبطاً. والآن، أرى كيف أصبح بإمكاننا أن نقول ببساطة: ‘نريد منزلاً قريباً من مدرسة جيدة، بحديقة يتسع فيها حلم أطفالنا’. وكأن التكنولوجيا تعلمت أخيراً لغة القلوب قبل لغة الأرقام.
في تلك اللحظات التي نرى فيها منزلاً يعجبنا، وتضيء العيون كما تضيء حين نجد القطعة الناقصة من puzzle الأطفال، ندرك أن هذه التقنية لم تأتِ لتعقيد حياتنا، بل لتفهم ما نريده حقاً، وما يحتاجه أطفالنا.
ذكاء يفهم أولوياتنا قبل أن نعرفها نحن
كم مرة قلنا: ‘نريد مكاناً آمناً لأطفالنا’? والآن، التكنولوجيا تسمع هذه الكلمات وتفهم أنها تعني: شوارع هادئة، حدائق قريبة، جيران طيبون. أحياناً نتساءل: هل أصبحت التكنولوجيا تفهمنا أكثر مما نفهم أنفسنا؟ أحياناً نضحك ونحن نفكر أن الذكاء الاصطناعي قد أصبح يعرف أن ‘حديقة كبيرة’ تعني ‘مكاناً يلعب فيه الأولاد دون أن نخاف عليهم’ أكثر مما كنا نعبر عنه بأنفسنا!
وهذا ما يذكرني بكل أم تضحي بما تريده من أجل ما يحتاجه أطفالها. كم من مرة نرى أمهات يتخلين عن شيء يردنه لأن الأولاد يحتاجون شيئاً آخر؟ هذه التقنية الجديدة تشبههن في هذه الناحية – تضع احتياجات العائلة أولاً، وتفهم أن ‘بيت الأحلام’ هو ليس فقط الجدران والأسقف، بل هو المكان الذي ينمو فيه أطفالنا بسعادة.
مستقبل أكثر دفئاً للبيت والعائلة
نتخيل لو أن هذه التقنية كانت موجودة عندما كنا نبحث عن بيوتنا. كم من ليلة كنا سننام فيها مبكراً بدلاً من السهر أمام الشاشة. كم من لحظة قلق كنا سنستبدلها بلحظة فرح. هذا ما نتمناه لكل عائلة الآن – أن تكون رحلة البحث عن البيت رحلة فرح وليس رحلة تعب.
ففي النهاية، التكنولوجيا لا تأتي لتحل مكان أحلامنا، بل لتمهد الطريق لها.
وكما نقول في تراثنا: البيت الذي يجمع العائلة هو كنز لا يقدر بثمن. وكما نقول دائماً: ‘البيت ليس مجرد مكان، بل هو بداية كل ذكرياتنا الجميلة’. والآن أصبح بإمكاننا أن نبدء هذه الذكريات بطريقة أكثر سلاسة وأقل إرهاقاً.
ففي نهاية اليوم، ما يهم ليس كم من بيانات دخلنا في محرك البحث، بل كم من ضحكات سمعناها في البيت الجديد. وها هي التقنية تتعلم أخيراً أن تفهم هذه اللغة – لغة القلب والعائلة – وكأنها صديقة حميمة تعرف ما نحتاجه قبل أن نعبر عنه!
المصدر: Proptech Leans Into AI to Speed Residential Listings Searches, Commercial Observer, 2025-09-23
