
أمسِ، بينما كنا نُجمع ألوان طفلتنا الصغيرة على طاولة الدراسة في عصر الذكاء الاصطناعي هذا، سألتني فجأة: أبابا، هل ستصنع الروبوتات كل شيء… حتى رسوماتي؟… وذلك في لحظةٍ من لحظات الصباح الهادئة، تلك التي تسبقُ اندفاعَ الحياة اليومي. هنا، في غرفةٍ مليئة بدمى الدببة وأشجار الكرتون المُلوّنة، بدأنا رحلةَ استكشافٍ جديدةٌ معًا.
في عصر الذكاء الاصطناعي: هل صديقك الآلي سيأخذ وظيفتك؟
تذكرت حديثًا مع أحد أصدقاء الحي في نزهةٍ مسائية بالقرب من تلك الأرجوحة الصغيرة التي يحبها الأطفال. قال لي بقلق: \”التكنولوجيا تتطور كالبرق! ألا نخشى أن تبني أطفالنا مستقبلًا بلا وظائف؟\”… نعم! لقد قرأت كأبٍ مهتم تلك الدراسات، في هذه الأيام، التي تَصُفُّ اللي بيستخدموا الذكاء الاصطناعي في التعليم وهم يتحدثون عن وظائف (قد تَضمَحِلُّ) مثل المحاسبة الروتينية أو البرمجة التقليدية، لكنها في نفس الوقت تُفتح أبوابًا جديدة للخلّاقين!
على رف كتبنا، تقفُ دمية ديناصور بلاستيكية بجانب كتابٍ عن الفضاء: اختارتها ابنتي لأنها دائماً ما تقول إن \”المستقبليين لازم يكونوا جاهزين لكل حاجة\”! هكذا هي أطفالنا – قادة طبيعيون في التكيّف. تقرير ستانفورد الشهير يقول جيداً: إن الشباب الأكثر عرضةً للتغيرات التقنية، لكنهم أيضاً الأكثر قدرةً على إعادة تشكيل مهاراتهم!
في عصر الذكاء الاصطناعي: أولادنا ليسوا أرقاماً في سباق الآلات؟

مع كل هذا التطور، في أحد أمسيات الخريف، عندما كان القمر يُضاء كالمنارة في سماء صافية، قرأتُ قصة لابنتي عن مَلكةٍ قديمة كانت تُحَبّب الشعوب في التكنولوجيا بالحكايات! هل نحنُ نُعلّم أطفالَنا (الذكاء الاصطناعي) كخَصمٍ أم كحليفٍ؟
في حيّنا، توجد سيدة عجوزٌ تبيع الحلوى التقليدية بجانب متجرٍ للذكاء الاصطناعي! ألا تَرمزُ هذه الصورة الجميلةِ إلى التوازن المطلوب؟! تقرير منظمة العمل الدولية الجديد يُشير إلى شيءٍ مُذهل: الأطفال اللي بيتعلموا بالذكاء الاصطناعي الذين يَدمجون المهارات الإنسانية كالذكاء العاطفي والإبداع سينجحون حتى لو زالت 50% من الوظائف الحالية!
لحظتها، أدركتُ: التحدي الحقيقي ليسَ في تعلم البرمجة، بل في زراعة زهرةِ الفضول داخل أطفالنا!
الثلاثة أصدقاء: العقل، القلب واليد في عصر الذكاء الاصطناعي

ابنتي الصغيرة بدأتْ ترسمَ شخصياتٍ كرتونيةً على جهازها اللوحي! (نعم، نستخدم شاشاتٍ لكن بميزانٍ ذهبي!)… شاهدتْ كيف أن الذكاء الاصطناعي في التعليم يُمكنهُ أن يُحوّلَ خربشاتِها إلى رسومٍ متحركة! لكن المفاجأة كانت: بعد أن أتمتْ الروبوت صنعَ الرسوم، قالت: \”هذا جميل… لكنه يفتقدُ القُبلةَ التي تضعها أمي على خدّي كل صباح!\”
هذا هو الدرس الذي يُميّزنا: التقنية لا تَخلقُ اللمسات الإنسانية! تطوير قدراتٍ لا يُسْتَغنى عنها ك:
- الفضول: أن نَجعلَ (لماذا؟) هي أغنية الطفولة
- التعاطف: أن نلتقي بأعينِ الآخرين حتى في العالم الرقمي
- المهارة اليدوية: الحرف اليدوية، الطبخ، العزف… كلها تُعطينا جذوراً في عالمٍ مادّي
كيف نربي أطفالنا للرقص مع الذكاء الاصطناعي؟

قبلَ أيام، قالت لي ابنتُها وهي تَصِلُ قطعَ الليغو: \”أبابا! الذكاء الاصطناعي سيُصبحُ مثل صديقِ الطفولةِ الذي لا يَملّ من اللعب!\”
هذه نظرةٌ يجب أن نُغذّيها! في عصر الذكاء الاصطناعي، أليسَ الذكاء الاصطناعي في التعليم كأقربَ صديقة دراسةٍ تُذاكرَ معها؟… لكنها صديقةٌ تحتاجُ منا التفكير النقدي!
في مقهىَ الحي، رأيتُ مهندساً حاسبات لَمسَهُ الذكاء الاصطناعي في عمله. قال: \”بدلاً من أن يُمحو موقعي، تعلمتُ كيفَ أُرشدهُ! الآن أصبحتُ كالمُخرج الذي يَصنعَ أفلاماً معَ فنانٍ رقمي!\”
هذا الدرس! هو ما نُريدُ غرسهُ في أطفالِنا: أن نكونَ رُّقاةَ التكنولوجيا، لا ضحاياها!
في عصر الذكاء الاصطناعي: مستقبلنا ليس اختياراً ثنائياً

في صباحِ اليوم، بينما كُنّا نُحضّرُ سندويشاتِ المدرسة، سألتني: \”أبابا… حينَ أكبرُ، هل سأشتري روبوتاً ليعملَ معي؟\”… ضحكتُ! ثم أجبتهُا: \”لا، بل ستشتريينَ روبوتاً (تعلّمه) كيفَ يُمزّجُ حبَ الفنِ معَ دقةِ الهندسة!\”
التقرير الأخير من غُرفةِ التجارةِ في كوريا يُشير إلى: 70% من الوظائف المستقبلية ستكونُ هجينةً بينَ الإنسانِ والذكاء الاصطناعي!
لذا، عزيزي الأب، عزيزتي الأم: خُذوا نفساً عميقاً! في نزهةِ العائلة القادِمة، في أثناءِ اللعب بالعجينَ معاً، في حَلبَةِ الرقصِ العشوائية، في كلّ هذه التفاصيل الصغيرة… نُعلّمُ أولادَنا (أهمّ) مهارة: فنُّ التحوّل!
فَوق رفِنا العاليّ، هناكَ كُتُبٌ عن التكنولوجيا، دُميةُ ديناصورَ، ووَمَضَةٌ أملٍ في عيونَ طفلتِنا… هذا هو المستقبلُ الذي نَصِنهُ معاً. معًا!
Source: From coders to creatives: Jon Gray breaks down potential winners and losers of the AI era, Business Insider, 2025/09/27 09:38:01
