أتذكر تلك الليلة. جلسنا على الأريكة بعد أن نام الصغار. بين يديك كوب شاي. وفي عينيك تعب جميل لا يعرفه إلا من رافقكِ في رحلة الأمومة. تحدثنا عن تحدي الموازنة: بين عالم الشاشات الذي يجذب أطفالنا، والعالم الحقيقي الذي نبنيه لهم. اليوم، وأنا أقرأ عن الذكاء الاصطناعي كشريك لنا، لا أستطيع إلا أن أفكر فيكِ. وفي قوة تلك اليد التي تمسك بالهاتف وبيد الطفل في نفس الوقت.
وهذا يقودني إلى فهم أن الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً، بل يد مساعدة.
ليس بديلاً.. لكنه يد مساعدة
أحياناً أراقبكِ تختارين تطبيقاً تعليمياً للصغير. أتذكر كيف كنتِ تختارين كتبه الأولى بنفس العناية. اليوم، الخيارات أمامكِ أكثر، والمساعدون غير المرئيين جاهزون. الذكاء الاصطناعي ليس غريباً يحل محلنا. إنه صديق يعرف أن وقتكِ ثمين، فيقدم خيارات مخصصة لطفلكِ. مثلما تُعدين له طعامه المفضل. أليس هذا هو ما نريده حقاً؟ أن يكون الذكاء الاصطناعي مساعداً، وليس بديلاً.
لم يكن التطبيق بديلاً عنكِ، بل كان جسراً وصل بين صعوبة الدرس وصبركِ الذي لا ينتهي.
عندما تصبح التكنولوجيا جسراً للقيم
كم مرة سمعنا أن التكنولوجيا تبعدنا عن بعضنا؟ لكني أشاهدكِ كل يوم تثبتين العكس. تلك الليلة بينما كنا جالسين حول طبق الحلويات، استخدمنا تطبيقاً لتعلم اللغة معاً، فأصبحت الجلسة مغامرة جماعية. الذكاء الاصتناعي لم يأخذ منا وقتنا، بل أعطانا موضوعاً جديداً نتشاركه، وضحكة جديدة نسمعها من الصغار وهم يتنافسون في نطق الكلمات. ما أجمل أن تكون التكنولوجيا جسراً للقيم لا حاجزاً!
حتى المساعد الصوتي الذي يضبط المنبهات، أصبح طقسنا الصباحي. أسمعكِ تشكرين له بصوتك الدافئ. كأنه فرد من العائلة. فرد يعرف مهمته مساعدتنا على الالتقاء، لا التباعد. أليس هذا هو القصد الحقيقي من التكنولوجيا؟
رحلة لا تنتهي.. ولكن بشركاء أوفياء
في نهاية اليوم، بعد أن تنام الشاشات ويبقى دفء الغرفة. أعلم أن التكنولوجيا ستأتي وتذهب. لكن شيئاً واحداً يبقى: ذلك النظر الذي تتبادلينه معي عندما ينجح الصغير. الذكاء الاصطناعي يساعد في التعلم. لكنه لا يستطيع أن يعطيه الاحتضان عندما ينجح.
في النهاية، كل هذه التقنيات هي مجرد أدوات في يديكِ أنتِ.. تلك اليد التي تعرف متى تمسك بالهاتف ومتى تمسك بيد طفلكِ لتقوده إلى عالم أكثر إشراقاً.
المصدر: AdvisorNet Financial Inc Takes Position in iShares A.I. Innovation and Tech Active ETF $BAI, ETF Daily News, 2025-09-28