
أتذكر تلك الليلة عندما جلست بجانبك على الأريكة، بعد أن نام الصغار أخيراً. نظرت إليك وأنت تشاهدينهم يضحكون على مقاطع الفيديو، وتساءلتِ بصوت خافت: “كيف يعرف هذا التطبيق بالضبط ما يحبونه؟ أشعر أحياناً أنه يعرف أطفالنا أكثر مني”. ألا تشعرون أحياناً بهذا الشعور؟ في تلك اللحظة، أدركت أننا لسنا وحدنا في تربية أطفالنا – هناك خوارزميات تشاركنا هذه الرحلة.
البداية البسيطة: عندما كنا نحن من نختار لهم

كنا نختار بعناية ما يشاهده أطفالنا. كانت اختياراتنا البسيطة تبني ذوقهم يومياً. تعرفون ماذا؟ الخوارزميات تتعلم منا كما يتعلم أطفالنا – من البيئة المحيطة، من ردود أفعالنا، من ضحكاتنا الصامتة ونظراتنا المتفاجئة.
هذه التفاصيل الصغيرة هي التي تبني عالمهم الرقمي، وتجعلنا شركاء في تشكيل تجربتهم الأولى مع التكنولوجيا.
اللحظات التي نتحول فيها من مشاهدين إلى شركاء

أرى كيف تتفاعلين معهم عندما يشاهدون المحتوى – كيف تسألينهم عما يعجبهم، ولماذا يضحكون، وماذا تعلموا.
هذه اللحظات الصغيرة هي التي تجعلنا مرشدين في عالمهم الرقمي.
لاحظت كيف أصبحتِ تختارين المحتوى الذي يشاهدونه بعناية، وكيف تحولين وقت الشاشة إلى فرصة للتعلم بدلاً من مجرد التسلية.
هذا هو الفرق بين أن نكون مشاهدين سلبيين وبين أن نكون آباءً واعين.
بناء مناعة رقمية معاً

أتذكر تلك الليلة التي اتفقنا فيها على وضع حدود لوقت الشاشة، وكيف كنا خائفين من ردة فعلهم.
ولكن الأجمل كان عندما رأيناهم يبدعون محتوى خاصاً بهم بدلاً من مجرد المشاهدة! يا له من شعور مذهل!
أصبحتِ تشجعينهم على صناعة مقاطعهم الخاصة، على التعبير عن أنفسهم بدلاً من استهلاك محتوى الآخرين.
هذه هي المناعة الرقمية الحقيقية – أن نعلمهم كيف يكونون مبدعين لا مستهلكين فقط.
رحلة التوازن التي نسيرها معاً

مع كل ضحكة نشاركها، وكل حديقة نلعب فيها، وكل قصة نحكيها – نبني معاً مناعة رقمية تدوم مدى الحياة.
المصدر: The Humble Origins Of TikTok’s Almighty Algorithm, Forbes, 2025-09-27
