
أتذكر تلك الليلة، حين جلسنا على الأريكة بعد أن نام الصغار، وسمعت ذلك التأوه الهادئ وأنت تتصفحين الهاتف. ‘انظري فقط’، قلتِ لي، ‘كل هذه الأخبار تتحدث عن الذكاء الاصطناعي وكأنه طوفان قادم’. أمسكتُ يدكِ في صمت، وفكرت في كم المرات التي نظرنا فيها إلى التكنولوجيا كغريب يهدد عالمنا الصغير، بدلاً من أن يكون جسراً يربط بين قلوبنا.
الهمسة الأولى: كيف نبدأ الحديث مع الأطفال؟

أتذكر نظرات الأطفال حين يسألون عن الأشياء الغريبة التي يرونها على الشاشات. كم مرة شعرنا أننا بحاجة إلى إجابات بسيطة تناسب أعمارهم؟
ولكن في هذه الأسئلة البريئة تكمن الفرصة الحقيقية. بدلاً من الخوف، يمكننا أن نجعل هذه المحادثات وسيلة للتعلم معاً. أن نبحث معاً، أن نكتشف معاً.
ليس الذكاء الاصطناعي بديلاً عن الحكمة الأبوية، بل هو مجرد أداة نمسك بها معاً لبناء فهم مشترك.
الهمسة الثانية: التكنولوجيا التي تخفف عن الأمهات

نرى كيف تتعب الأمهات بين متطلبات الحياة وهموم التربية. وتذكرت حين سمعت عن هذه التطبيقات التي تنظم الوقت وتذكرنا بالأمور المهمة. تعرفون شعور الراحة لما نلاقي شيء يسهل علينا حياتنا؟
لماذا لا نستخدمها لنتقاسَم العبء بدلاً من أن نحمله وحدنا؟ هذه التقنيات ممكن تكون عون لنا تتيح لنا أن نكون أكثر حضوراً لبعضنا، أن نترك الشاشات جانباً ونمسك بأيدي أطفالنا عندما نكون معاً.
التكنولوجيا يمكنها أن تعطينا معلومات، لكنها لا تستطيع أن تعطينا قلباً
الهمسة الثالثة: الحدود التي تحمي خصوصيتنا

في النهاية، نذكر أنفسنا دائماً أن هذه التقنيات لا تعرف معنى الدفء في النظرات، ولا تفهم حنان الأصوات عند الغناء قبل النوم.
نحن من نملأ هذه المساحات بالحب، بالصبر، بالضحكات والدموع. الذكاء الاصطناعي قد يكون ذكياً، لكنه لن يعرف أبداً كيف يكون عائلة.
المصدر: Anthropic follows in OpenAI’s footsteps for India foray, Economic Times, 2025-09-28
وبعد كل هذه التأملات، نصل إلى النقطة الأهم…
الهمسة الأخيرة: بناء توازن دائم
لذلك دعونا نتفق على شيء واحد: لن نجعل التكنولوجيا تحدد طبيعة علاقاتنا. سنأخذ منها ما يسهل علينا حياتنا، وما يمكننا من قضاء وقت أكثر جودة مع أطفالنا.
ولكن سنظل نحن من يقرر متى نغلق الأجهزة ونفتح قلوبنا. لأن الذكاء الحقيقي ليس في الآلات، بل في معرفتنا كيف نحافظ على دفء عائلتنا وسط هذا العالم المتسارع.
