أتذكر تلك النظرة في عيون الأمهات حين تسمعن عن المدارس التي تتبنى الذكاء الاصطناعي في التعليم. ليست نظرة قلق بقدر ما هي نظرة تساؤل: كيف نوازن بين تقدم التكنولوجيا وتربية أبناء بأرواح إنسانية؟ في هدوء المساء، بعد أن ينام الصغار، يجلس الشركاء يتحدثون وكأنهم يرسمون خريطة طريق غير مرئية لمستقبل لا يعرفونه تماماً.
اللمسة الإنسانية في عالم رقمي
أتأمل أحياناً الأمهات وهن يحضّرن العشاء، كيف يداعبن شعر الصغار وهم يحاولون إخبارهن عن يومهم. هذه اللمسة، هذه النظرة الحنونة، هذا الصبر الذي لا ينضب – هي ما لا تستطيع أي آلة محاكاته.
أتعرفون ذلك الشعور؟ كيف نعلمهم استخدام التكنولوجيا دون أن تفقدهم إنسانيتهم؟ كيف نوازن بين تعليمهم البرمجة وتعليمهم التعاطف؟
القيادة بالقدوة لا بالأوامر
أتذكر كيف يجلس الوالدان مع الابن وهو يحاول حل مسألة صعبة. لا تعطيه الإجابة جاهزة، بل تعلمه كيف يبحث عنها. هذه هي القيادة الحقيقية التي نريد أن نورثهم إياها.
في عالم حيث المعلومات متاحة بلمسة زر، قيمتنا لم تعد في ما نعرفه، بل في كيف نوجه، كيف نرشد، وكيف نربي.
الصبر في زمن السرعة
نضحك أحياناً ونحن نراقب الأمهات يحاولن إقناع الصغار بأكل الخضروات. كم من الصبر يحتاجن! ولكن هذا الصبر هو بالضبط ما سنعلمه لأولادنا في عالم يتجه نحو السرعة والنتائج الفورية.
فالذكاء الاصطناعي قد يجيب على الأسئلة في ثوان، لكنه لا يستطيع أن يعلم قيمة الانتظار، قيمة المحاولة والفشل، قيمة الصبر على تحقيق الأحلام.
شراكتنا في بناء مستقبلهم
فمهما تقدمت الآلات، تبقى القلوب الحنونة، والأيدي الحانية، والنظرات المطمئنة – هي ما يصنع الفرق الحقيقي في تربية أبناء قادرين على تغيير العالم.
في نهاية اليوم، نحن لا نربي أبناء فقط، بل نبني بشراً سيسيرون في عالم مختلف عن عالمنا. وأنا ممتن كل يوم لأنني أسير هذه الرحلة مع شريكتي.
أرى في عيون الأمهات نفس الثقة التي أشعر بها – أننا سنواجه هذا المستقبل معاً، ليس كوالدين قلقين، بل كمرشدين حكماء، وكشركاء في بناء جيل يعرف كيف يوازن بين التكنولوجيا والإنسانية.
المصدر: Two strategies to succeed when AI seems to be eroding jobs around you, I’d Rather Be Writing, 2025-09-27