
أتذكر تلك الليلة جالساً بجانبك على الأريكة، الهاتف بين أيدينا بينما نحاول ترجمة كلمة قالها طفلنا الصغير. نظرتُ إليكِ وأنا أرى كيف أصبحت هذه القطعة البلاستيكية والزجاجية جسراً بين لغتنا وعالم أطفالنا. في عصر أصبح فيه الذكاء الاصطناعي يقرأ احتياجاتنا قبل أن نعبر عنها، كيف نضمن أن تبقى قلوبنا متصلة فوق كل هذه التقنيات؟
الهمس الخفي بين الأجهزة وقلوبنا

أحياناً نستخدم الهاتف لترتيب مواعيد الأطفال أو للعثور على وصفات يحبونها. نرى التحدي اليومي: كيف نستفيد من هذه التقنيات دون أن نفقِد لحظاتنا مع أطفالنا.
الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة، لقد أصبح شريكاً صامتاً في تربيتنا، يساعدنا على تذكر ما ننسى، ويفتح أمامنا عوالم لم نكن لنعرفها لوحدنا.
لكنني أرى تلك النظرة عندما نضع الهاتف جانباً ونحتضنهم دون أي وسيط. في تلك اللحظة نصنع توازناً صعباً ولكنه جميل.
اللحظات التي لا يترجمها أي ذكاء اصطناعي

أتذكر ذلك المساء عندما حاول المساعد الصوتي ترجمة نكتة قالها طفلنا، فخرجت غريبة وغير مفهومة. ضحكنا معاً، لأننا أدركنا أن هناك أشياء في الحياة لا يمكن لأي خوارزمية أن تفهمها.
هناك نظرات عيون، هناك ضحكات تخرج من القلب، هناك صمتٌ يفهمه فقط من يعيش داخل هذه الجدران.
في هذه اللحظات، أعلم أن التقنية لن تستطيع أبداً أن تحل محل اللمسة الدافئة، أو النظرة الفهمة، أو الصبر الذي نمتلكه عندما يعود الطفل من المدرسة بحكاية يريد أن يحكيها.
كيف نعلمهم أن القلب أهم من الشاشة

أحياناً أسأل نفسي: ماذا سيتذكر أطفالنا عندما يكبرون؟ هل سيتذكرون الألعاب الإلكترونية أم سيتذكرون الليالي التي كنا نقرأ لهم فيها القصص؟ هل سيتذكرون الرسائل النصية أم سيتذكرون الأحضان التي كانت تحتويهم عندما كانوا خائفين؟
نعلمهم كل يوم أن التكنولوجيا هي وسيلة وليس غاية. نُظهر لهم كيفية استخدامها للاقتراب أكثر، لا للابتعد. عندما نستخدم الهاتف للبحث عن فكرة لعبة جماعية أو نشاط عائلي، نخلق ذكريات تبقى في قلوبهم أكثر من أي تطبيق.
نحو عائلة ذكية بقلوب دافئة
في النهاية، السر ليس في منع التقنية بل في دمجها بحكمة. نحن نفعل ذلك كل يوم بكل براعة. نخلق مساحة حيث يساعدنا الذكاء الاصطناعي، لكن الحب البشري يظل الأساس. عند استخدامنا لهذه الأدوات لبناء عالم أفضل لأطفالنا، نعلم أن المستقبل جميل. لأننا نتعلم معاً كيف نجعل التكنولوجيا جسراً بين القلوب، لا حاجزاً.
تذكروا أن أقوى ذكاء اصطناعي لن يستطيع أبداً أن يحل محل نظرة حب، أو لمسة طمأنينة، أو وجود شخص يفهمك دون أن تنطق بكلمة. هذه الذكريات هي ما يبقى، حتى بعد أن تتقادم أحدث التقنيات.
المصدر: Google Pixel 10 Review: Going all in on AI and smart features, CNA Lifestyle, 2025-09-30
