كيف أوازن بين عملي وأمومتي؟ رسالة من زوج يشاهد قوتك الخفية

أم عاملة ترتب المنزل بابتسامة مع أطفالها

أحياناً، وأنا أراقبكِ بينما تعدين العشاء بعد يوم طويل، أو ترتبين حقيبة الصغير للمدرسة قبل أن تذهبي للعمل، أتساءل: من أين تأتي هذه القوة؟ اليوم أريد أن أحدثك عن التوازن الذي تخلقينه من الفوضى، وعن المرونة التي تعلّميننا إياها كل يوم.

ليس ما تفعلينه، بل كيف تفعلينه

أتذكر تلك الليلة عندما عدتِ من العمل متعبة، وكان الصغير ينتظرك بأسئلته عن النجوم. رغم التعب، جلستِ معه على الشرفة تحدثينه عن الكون. في تلك اللحظة، لم تكنِ مجرد أم تعلم ابنها، كنتِ تبني فيه فضولاً وإبداعاً.

هذا هو سرّكِ الذي أتعلمه منكِ كل يوم: القدرة على تحويل اللحظات العادية إلى لحظات مليئة بالمعنى والقيم. حين تطبخين مع البنت وتحدثينها عن الصبر، حين تستمعين لشكوى الصغير عن مدرسته وتعلمينه فن الحوار.. هذه هي المهارات التي تزرعينها فيهم بلطف شديد.

قوة المرونة التي تعلّمنا إياها

أم تتحول من العمل إلى اللعب مع أطفالها في لحظة

كم مرّة رأيتكِ تتحولين من مديرة متمكنة في العمل إلى أم حنون في البيت في دقائق؟ هذه المرونة – يا من تعلمينني معنى القوة الحقيقية – هي أعظم مهارة يمكن أن نعلمها لأطفالنا.

في عالم يتغير بسرعة، أنتِ من ي показ لهم أن التكيف ليس ضعفاً، بل قوة. حين ترينني متوتراً من ضغوط العمل، تأتين بكأس شاي وتهمسين: ‘الأهم أننا معاً’. هذه الكلمات البسيطة تذكرني أن التوازن الحقيقي يبدأ من الأسرة.

كيف تتعاملين مع ضغوط العمل والمنزل؟

أم تدير مكالمة عمل بينما تراقب أطفالها يلعبون

أحياناً أراقبكِ وأنتِ تديرين مكالمة عمل مهمة بينما تراقبين الصغير يلعب، وأتعجب: كيف تفعلينها؟ لكنكِ تظهرين لي أن التوازن ليس أن نمنع الحياة، بل أن ندمجها بحكمة في يومنا.

عندما تتفاوضين على جدول مرن في العمل لتكوني مع الأطفال، أو تخصصين وقتاً للعناية بنفسك وسط هذه المسؤوليات، أنتِ تخلقين مساحة للتنفس في وسط الضغوط.

التوازن الذي تخلقينه من الفوضى

لا تسعي للكمال، كوني ‘أمًا جيدة بما فيه الكفاية’.

شعور الذنب لأنكِ لا تقضين وقتاً كافياً مع الأطفال؟ كل أم عاملة تشعر بهذا. لكن أنتِ تظهرين أن التوازن ليس في الكمية، بل في الجودة. تلك الدقائق القليلة التي تقضينها معهم بتركيز كامل، قد تعادل ساعات من الوقت المشتت.

هذه العبارة التي سمعتها منكِ، أصبحت شعاراً للتوازن الحقيقي.

خريطة الحب التي ترسمينها لهم

عائلة تتخذ قرارات معاً حول طاولة المطبخ

أنتِ لا تعدين أطفالنا لمستقبل مهني فقط، بل للحياة. تزرعين فيهم التعاطف حين تسألين عن يومهم المدرسي باهتمام حقيقي، والشجاعة حين تشجعينهم على تجربة شيء جديد، والمسؤولية حين تشركينهم في قرارات العائلة.

هذه هي الخريطة الحقيقية للمستقبل – ليست في الشهادات فقط، بل في القلوب القوية القادرة على الحب والإبداع والتكيف.

شكراً لأنكِ تذكرينني بما هو مهم

أب وابنته يقرآن قصة قبل النوم بابتسامة

في نهاية اليوم، حين يأتيني الصغير يسألني سؤالاً علمياً معقداً، وأرى في عينيه فضولاً علمته إياه، أعرف أننا نبني أكثر من مستقبل مهني.. نحن نبني إنساناً.

شكراً لأنكِ تظهرين لي كل يوم أن أعظم مهارات المستقبل تبدأ بلحظة حب، وبكأس حليب دافئ، وقصة قبل النوم، وبصبر لا ينتهي على أسئلة لا تنتهي.

شكراً لأنكِ تذكرينني أن العمل مهم، لكن الإنسانية تبقى. وأن أقوى إنجاز مهني لا يستطيع أن يحل محل لمسة حانية، أو كلمة تشجيع، أو نظرة فخر في عين أم.

هذا الموضوع جعلني أتذكر مقالاً قرأته مؤخراً: “Compsci Grads Are Cooked” من Futurism بتاريخ 30 سبتمبر 2025.

أحدث المقالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top