هل تتذكرون ذلك الشعور عندما يعود ابنكم أو ابنتكم من المدرسة بابتسامة عريضة يحمل عملاً فنياً؟ تلمع عيناه فتبدؤون بالتصفيق قبل حتى رؤيته… لكن فجأة تكتشفون أن «القطعة الفنية» مجرد صورة ملوّنة بالذكاء اصطناعي عبر تطبيق ما! بالضبط كما يحدث في مكاتبنا اليوم مع ما يُسمّى «العمل السطحي» ⏤ مخرجات ذكاء اصطناعي تلمع كالذهب لكنها مجرد ورق قصدير!
الدرس الأول: لماذا كان البرج الورقي أهم من ناطحة السحاب الجاهزة؟
في تلك اللحظات التي نجلس فيها مع أطفالنا لنبني معاً برجاً من ورق الملاحظات اللزج، نسمع ضحكاتهم تعلو كلما اهتزّ البرج… ربما لو استخدموا تطبيق ذكاء اصطناعي لصمموا ناطحة سحاب رقمية خلال ثوانٍ، لكن أين هي متعة السقوط وإعادة البناء؟
هذا بالضبط ما أكشفته دراسة حديثة عن «العمل السطحي» في الشركات! فـ 95% من المؤسسات لم تجد عائد استثمار من تبني الذكاء الاصطناعي لأن موظفيها يستخدمونه كـ«عصا سحرية» تنتج أعمالاً برّاقة تخفي فراغاً معرفياً، تماماً كالطفل الذي يطلب من الذكاء الاصطناعي حلّ فروضه المدرسية!
الكارثة الخفية: كيف يتحول العمل السطحي إلى كارثة تأكل نفسها؟
هل جربتم يوم أن تطلبوا من طفل في المرحلة الابتدائية الأولى شرح فكرة علمية بطريقته؟ قد يقول لك: «الذئب يأكل القمر فتحدث الكسوف» ⏤ إجابة ساحرة في بساطتها لكنها خاطئة علمياً!
هكذا هو «العمل السطحي» أو ما يسمى بالأعمال السطحية في مكان العمل: تقارير ذكية الشكل لكنها تنقل معلومات مغلوطة تستهلك وقت الزملاء في التصحيح.
الأرقام صادمة: كل حالة «عمل سطحي» تُضيع ساعتين من الوقت وبتكلفة خفية تصل لـ186 دولاراً شهرياً لكل موظف! وكأننا ندفع ثمن لعبة كسرتها يد طفلنا ثم اشتريناها مرة أخرى!
المفارقة العجيبة: كيف جعلتنا الآلات أبطأ مما كنا عليه بالذكاء الاصطناعي؟
أتذكر عندما كنت في رحلاتنا العائلية، كنتُ أعلّم ابنتي فنّ قراءة الخرائط الورقية قبل الاعتماد على GPS.
اليوم أرى حكمة ذلك في دراسة مثيرة: المبرمجون المحترفون أصبحوا أبطأ بنسبة 19% عند استخدامهم أدوات الذكاء الاصطناعي!
كمثل الطفل الذي يتعلّم المشي مع مشاية ⏤ ما يشبه «العمل السطحي» ⏤ قد تسرع خطواته الأولى لكنها تؤخر تطور توازنه الطبيعي.
هذا لا يعني رفض التقنية، بل وضعها في إطار صحيح…
العبور الآمن: كيف نصنع جسراً بين عجائب الآلات وعمق العقول الصغيرة؟
في مطبخنا المنزلي، ندمج أحياناً بين وصفتي «البولغوغي» الكورية و«البوتين» الكندي ⏤ مزيج غير متوقع لكنه لذيذ!
هكذا يجب أن يكون تعاملنا مع الذكاء الاصطناعي في التعليم وعالم العمل: محافظون على الجوهر مع إضافة الابتكار. الدراسات تظهر أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يزيد الإنتاجية بنسبة 40% عند استخدامه كمساعد لا كبديل.
مثلاً: عندما تطلب ابنتي من الذكاء الاصطناعي شرح فكرة علمية، أدعوها لـ«لعبة المحقق» حيث تفحص المعلومات وتختبرها لتجنب «العمل السطحي»، كما تفحص ورقة اللعب بحثاً عن الأخطاء!
الكلمة الأخيرة: كيف نصبح «المرشد السياحي» في رحلة أطفالنا المعرفية؟
في نهاية كل يوم، بينما يحتسي والداي شاي «يهياتشان» الكوري مع حلوى «نانايمو بار» الكندية، نتذكر أن التكنولوجيا مثل الميزان ⏤ عند إتقان استخدامه يصنع توازناً رائعاً.
المسألة ليست في منع أطفالنا من استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، بل في أن نكون لهم كقائد الرحلات الذي يعرف متى يستعين بالخريطة الذكية ومتى يعتمد على البوصلة الداخلية ⏤ وهذا ما يحمي من «العمل السطحي» أو ما يعرف بالأعمال الضحلة
الحياة ليست سباقاً نحو الإجابات الجاهزة، بل رقصةً بين الأسئلة الصعبة والاكتشافات المثيرة!
طيب، تعرفون ماذا؟ لنكن معاً مرشدين لأطفالنا في هذه الرحلة المثيرة!
Source: Beware coworkers who produce AI-generated ‘workslop’ | TechCrunch, TechCrunch, 2025-09-27Latest Posts
