
أتذكر تلك الليلة التي جلسنا فيها على أريكتنا، بعد أن نام الأطفال. القهوة لا تزال دافئة بين أيدينا، وتحدثنا عن مستقبلهم التعليمي. كلنا تربينا على فكرة أن الشهادات العليا هي طريق مضمون للنجاح؟ لكن اليوم الواقع مختلف تماماً. الهدف ليس أن نخاف، بل أن نفهم معاً ونتخذ قرارات حكيمة لأسرتنا.
ما تخبرنا به الأرقام الحقيقية

أتذكر نظرات الحيرة في عينيك وأنت تتصفحين تلك الأبحاث معي. نمو رواتب الخريجين أصبح أبطأ مما كنا نتوقع. بعض برامج الماجستير قد لا تضيف قيمة مالية حقيقية تتناسب مع التكلفة الهائلة.
زي ما بنخطط لميزانية البيت – يجب أن ننظر إلى البيانات بدلاً من الاعتماد على المعتقدات التقليدية. أتذكر يوم قررنا معاً تحليل مصاريفنا التعليمية المستقبلية للأطفال. لم يكن الأمر سهلاً، لكن الفهم المشترك جعلنا أكثر قوة في اتخاذ القرار.
المهارات الجديدة هي العملة الحقيقية

كم مرة رأيتِ الأطفال يتساءلون: لماذا ندرس إذا كانوا يريدون مهارات وليس شهادات؟ أصبح أصحاب العمل يركزون على المهارات أكثر من مستوى الشهادة. الأمر يشبه التخطيط لرحلة عائلية – المهارات أهم من عدد الأمتعة.
تطوير مهارات التفكير النقدي والتعاون وحل المشكلات – هذه هي الهدايا الحقيقية التي نمنحها لأطفالنا. كم هو جميل أن نرى براءتهم في طرح الأسئلة التي نحتاج جميعاً أن نسألها.
التوازن بين الشهادات والمهارات

في تلك الأمسيات الهادئة حيث نجلس لنخطط لمستقبل أسرتنا، تعلمنا أن ننظر إلى التعليم كاستثمار في الشخصية وليس فقط في الشهادة. كيف نواكب بين التكلفة والفوائد على المدى الطويل؟
القرار الناجح هو الذي يتناسب مع شغف الفرد وقدراته، وليس مع توقعات المجتمع.
لكن تبقى أسئلة مهمة تطرق بابنا: التعليم المنزلي فيه فوائد أكثر، لكن كيف نضمن أن الطفل لن يصبح انعزاليًا؟ أسئلة يجب أن نسألها معاً.
نحو مستقبل أكثر إشراقاً معاً

في النهاية، التعليم يستحق الاستثمار لكن بذكاء ووعي. النجاح الحقيقي هو في الشغف والمهارات وليس فقط في الشهادة. معاً، يمكننا دعم الأطفال في اكتشاف شغفهم وتطوير مهاراتهم.
أتذكر نظرة الأمل في عينيك عندما تحدثنا عن مستقبل الأطفال. مع الفهم الصحيح، يمكننا بناء مستقبل أفضل لهم. لأن رحلتنا العائلية مع بعض – دي أحلى استثمار بنعمله، واستثمار راح يجمعنا ويحمينا في المستقبل.
المصدر: Do postgraduates still earn more?, The Star, 2025-09-27
