
أتذكر ذلك المساء جيداً، لما كنا مجتمعين على الأريكة، يا حبيبتي، وأنتِ تحاولين شرح درس الرياضيات لصغيرنا بينما تردين على رسائل العمل على هاتفك. في عينيكِ رأيتِ ذلك التحدي المألوف – تلك المعاناة بين أن تكوني أمّاً رائعة وموظفة ناجحة. اليوم، وأنا أقرأ عن كيف يمكن للتحديات أن تدفعنا نحو الابتكار، لم أفكر في الشركات الكبرى، بل فكرت فينا.. في تلك اللحظات الصغيرة التي نصنع فيها المرونة من لا شيء.
المرونة: تلك القوة الخفية التي تمتلكينها
أحياناً أراقبكِ وأنتِ تتعاملين مع يوم مليء بالمفاجآت – مكالمة عمل غير متوقعة، طفل مريض، واجبات مدرسية نسيناها – وأتعجب من هدوئكِ، يا حبيبتي، ليست القوة في عدم السقوط، بل في كيفية النهوض مرة أخرى. هذه هي المرونة اللي بنحاول نعلمها لأولادنا، ولكن الحقيقة أنها أنتِ من تعلميننا إياها كل يوم.
أتذكر ذلك المساء عندما فشلنا في تنظيم حفلة عيد الميلاد كما خططنا، فتحولت إلى لعبة ارتجال في غرفة المعيشة. الضحكات التي انطلقت في تلك الليلة كانت أجمل من أي حفلة مخططة. في عيون الأطفال، رأينا كيف أن التكيف مع الظروف يمكن أن يصنع ذكريات أكثر جمالاً من الكمال.
الإبداع الذي يولد من رحم القيود
أتعرفين كم مرة وقفنا أمام هذا السؤال؟ “لو كان لدينا وقت أكثر” أو “لو كانت الظروف مختلفة”؟ ولكن الحقيقة أن بعض أجمل لحظاتنا ولدت بالضبط لأن الوقت كان محدوداً والظروف غير مثالية. تلك الرقصة الصغيرة في المطبخ بين تحضير العشاء ومراجعة الواجبات، أو القصة التي نبتكرها أثناء انتظارنا في الزحام.
وأتساءل: هل تعلمين أن أكثر الحلول إبداعاً غالباً ما تأتي عندما لا نملك خيارات كثيرة؟ مثل تلك المرة عندما نسينا شراء مستلزمات المشروع المدرسي، فتحول إلى تحفة فنية مصنوعة من أدوات المطبخ. الضحك الذي صاحب تلك “المفاجأة” جعلها ذكرى عزيزة بدلاً من مشكلة.
في عينيكِ أرى مستقبلهم
عندما أرى كيف تتعاملين مع الضغوط، يا حبيبتي، وكيف تحولين التحديات إلى فرص، أعلم أننا لا نربي أطفالنا فقط لنكون ناجحين، بل لنكون مرنين. ناجحين في السقوط والنهوض، في الفشل والمحاولة مرة أخرى.
ليس ما نقوله، بل ما نفعله عندما نكون متعبين، عندما لا أحد يراقب، عندما يكون الأمر صعباً.
رحلة لا نمشيها وحدنا
أحياناً أتساءل: هل نضغط على أنفسنا أكثر من اللازم؟ ثم أتذكر أن الكمال ليس الهدف. الهدف هو تلك النظرة التي تتبادلها معي عندما ننجح في تحويل يوم صعب إلى ذكرى جميلة. الهدف هو الضحك الذي ينطلق عندما نفشل في شيء بسيط، لكننا نكتشف أن الفشل يمكن أن يكون ممتعاً.
في النهاية، ليست التحديات هي التي تصنعنا، بل كيف نختار أن نراها. هل هي عقبات أم فرص؟ هل هي أعباء أم هدايا مخبأة في غلاف صعب؟
وفي خضم هذه التأملات، أتذكر دائماً أن التحديات ليست أعباءً، بل هدايا مخبأة في غلاف صعب. كل منها تحمل درسًا من الحب والقوة، وتجعلنا نرى الجمال رغم المصاعب.
شكراً لأنكِ تذكرينني أن التحديات ليست أعباء، بل هدايا مغلفة بصعوبة. وعندما نفتحها معًا، نجد فيها قوة تبني أسرًا أكثر جمالًا.
المصدر: Despite U.S. restrictions, Huawei still has big AI plans, Phone Arena, 2025-09-21
