في عصر يتطلب التعلم مدى الحياة، في تلك اللحظات الهادئة بعد العودة من المدرسة، بينما كانت ابنتي تروي بحماس ما تعلمته اليوم، تساءلت في نفسي: هل نعدها حقاً لعالم سيتغير بشكل لا يمكن تصوره؟
الأخبار عن تعيين مسؤولين للتعلم في كبرى الشركات تذكرنا بأن التكيف أصبح مهم جداً، مش مجرد حاجة اختيارية.
في عالم يتسارع فيه التغيير التقني، كيف نضمن أن أطفالنا لن يواكبوا المستقبل فحسب، بل سيصنعونه؟
لماذا أصبح التعلم المستمر ضرورة وليس رفاهية؟
أتذكر عندما بدأت ابنتي تخطو خطواتها الأولى في عالم المعرفة، والتعلم مدى الحياة، كيف كانت عيناها تتسعان دهشة مع كل اكتشاف جديد.
اليوم، وأنا أقرأ عن أهمية إعادة التأهيل والتطوير المستمر في عالم العمل، أدرك أن هذه الروح الفضولية هي بالضبط ما نحتاجه لمواجهة المستقبل.
التقارير تشير إلى أن نصف القوى العاملة ستحتاج إلى إعادة تأهيل خلال الخمس سنوات القادمة! هذا ليس مجرد رقم، إنه دعوة للاستيقاظ لنا كآباء.
فكر في الأمر: العالم الذي ستدخله ابنتي عند تخرجها سيكون مختلفاً تماماً عن عالم اليوم، تماماً كما يختلف هاتفنا الذكي اليوم عن الهواتف التي كنا نستخدمها قبل عقد من الزمان.
المفتاح ليس في حفظ المعلومات، بل في تعلم كيفية التعلم – تلك المهارة السحرية التي تجعل من كل تحول فرصة وليس تهديداً.
كيف يتكامل الذكاء الاصطناعي مع المعلم في التعليم؟
في أحد الأيام، بينما كنا نستكشف تطبيقاً تعليمياً جديداً معاً، لاحظت كيف أن الذكاء الاصطناعي يستطيع تكييف المحتوى حسب مستوى ابنتي وسرعة تعلمها.
كان الأمر أشبه بوجود مرشد شخصي يفهم احتياجاتها الفريدة!
هذا هو بالضبط ما تتحدث عنه الشركات العالمية عندما تعين مسؤولي تعلم متخصصين – إنهم يدركون أن الاستثمار في البشر هو أفضل استثمار على الإطلاق.
لكن دعونا نوضح شيئاً مهماً: التكنولوجيا هنا لتعزيز التجربة التعليمية، ليس لتحل محل العلاقة الإنسانية الرائعة بين المعلم والطالب، أو بين الأب وابنته.
الذكاء الاصطناعي في التعليم يشبه تلك الخرائط التفاعلية التي نستخدمها في رحلاتنا العائلية – تظهر لنا الطرق وتقترح الوجهات، لكن القرار النهائي والاستمتاع بالرحلة يبقى بين أيدينا.
كيف نغرس حب التعلم في بيوتنا؟
الأمر لا يتعلق بشراء أحدث الأجهزة أو الاشتراك في أغلى التطبيقات.
بل يتعلق بخلق بيئة حيث التساؤل مكافأة والاستكشاف متعة.
في بيتنا، جعلنا من وقت العائلة مختبراً صغيراً للإبداع – أحياناً نناقش كيف تعمل التقنيات الحديثة، وأحياناً أخرى نبتكر حلولاً لمشاكل يومية باستخدام التفكير المنطقي.
أهم شيء هو أن نظهر لأطفالنا أن التعلم، وخاصة التعلم مدى الحياة، ليس مقصوراً على جدران المدرسة، بل هو رحلة تستمر طوال الحياة.
عندما نشاركهم فضولنا ونعترف بأننا لا نعرف كل الإجابات، نعلمهم أن عدم المعرفة ليس عيباً، بل هو بداية رحلة اكتشاف رائعة.
هذه الروح هي التي ستمكنهم من التكيف مع أي تغيير تقني أو مهني قد يواجهونه في المستقبل.
مهارات المستقبل: ماذا حقاً يحتاج أطفالنا؟
بينما تستعد الشركات الكبرى لموجة التغيير التقني، يتساءل الكثير من الآباء: ما المهارات التي يجب أن نركز عليها؟
الحقيقة أن المهارات التقنية مهمة، لكنها ليست كل شيء.
العالم يحتاج إلى بشر يستطيعون التفكير النقدي، والتعاون بفعالية، والتكيف بمرونة.
هذه المهارات الإنسانية هي التي تميزنا عن الآلات وستظل الأكثر طلباً في أي سوق عمل.
عندما نشجع أطفالنا على حل المشاكل بإبداع، عندما نعلمهم كيفية العمل ضمن فريق، عندما ننمّي فيهم التعاطف والفضول – نحن لا نعدهم للوظائف المستقبلية فحسب، بل نعدهم للحياة بكل تحدياتها وفرصها.
كيف نجعل التعلم مدى الحياة رحلة عائلية لا تنتهي؟
في النهاية، الأمر ليس سباقاً نحو التفوق الأكاديمي أو إتقان أحدث التقنيات.
إنها رحلة نمو مشتركة – نحن نتعلم مع أطفالنا ونتطور معهم.
كل يوم brings فرصاً جديدة لاكتشاف شيء جديد، لطرح سؤال مختلف، للنمو معاً.
التحديات التقنية التي نقرأ عنها في الأخبار، والتي تجعل من التعلم مدى الحياة ضرورة، ليست سوى انعكاس لتحدٍ إنساني أكبر: كيف نبقى متصلين بإنسانيتنا في عالم increasingly رقمي؟
الجواب يكمن في أن نتذكر دائماً أن التكنولوجيا tools لتعزيز حياتنا، ليس لتحل محل جوهرها.
عندما نربي أطفالنا على حب التعلم، على المرونة، على التعاطف – نمنحهم أفضل أدوات ممكنة لمستقبل لا يمكن التنبؤ به، ولكن يمكن بالتأكيد صنعه بأيديهم.
Source: Cognizant appoints Infosys veteran Thirumala Arohi as chief learning officer, Economic Times, 2025/09/22 15:23:37