أتذكر تلك الليالي التي كنا نسهر فيها بجانب سرير الصغير، نراقب أنفاسه ونلمس جبينه بحثاً عن أي ارتفاع في الحرارة. كنّا نتبادل النظرات المتعبة، نظرات تقول “هل نذهب إلى الطبيب الآن أم ننتظر حتى الصباح؟”. اليوم، وبينما نقرأ عن ساعات تتنبأ بمشاكل القلب قبل حدوثها، أجد نفسي أفكر في كيف تغيرت مخاوفنا الأبوية في عصر التكنولوجيا، وكيف أصبح بإمكاننا أن ننام ونحن أكثر طمأنينة على من نحب.
من ساعة اليد إلى حارس القلب
أتذكر يوم أهديتكِ تلك الساعة الذكية الأولى. كنتِ تبتسمين وتقولين “مجرد ساعة أخرى”. ولكنني اليوم، وبعد كل هذه السنوات، أراها مختلفة تماماً. أراها وكأنها ذلك الصديق الوفي الذي يراقب دقات قلبنا عندما ننسى نحن أن نراعيه.
في تلك اللحظات التي تضعين فيها يدكِ على صدركِ بعد يوم طويل، أو عندما أشتكي من خفقة غير معتادة، أصبح لدينا ذلك الصديق الصامت الذي يسجل كل شيء. ليس بديلاً عن الطبيب، بل جسرٌ يصلنا به في الوقت المناسب.
الذكاء الاصطناعي: ليس مجرد أرقام، بل بصيرة أبوية
أحياناً أضحك وأنا أتخيل أن ساعتي تعرف عن قلبي أكثر مما أعرف أنا. لكن في العمق، هذا ما يجعلني أشعر بالامتنان. لأن في هذه الأيام التي ننشغل فيها عن أنفسنا، هناك من يراقبنا ويذكرنا بأن نراجع أنفاسنا.
التكنولوجيا لم تأتِ لتحل محل قلوبنا الوالدية، بل لتعززها. إنها تمنحنا تلك البصيرة الإضافية التي نحتاجها في عالم سريع ينسينا أحياناً أن نلتفت إلى صحتنا وصحة من نحب.
القلب الذي ينبض في بيتنا
أعلم كم تهتمين بصحة العائلة. أرى كيف تقرئين عن الغذاء الصحي، وتحرصين على مواعيد النوم، وتراقبين كل عطسة أو سعال. اليوم، أصبح هذا الاهتمام ممتداً إلى تلك الأجهزة الصغيرة التي نرتديها.
لم نعد نحمل همّ الكشف المبكر وحدنا. صار لدينا شركاء صغار في هذه المهمة، يساعدوننا في حماية تلك القلوب التي تنبض في بيتنا.
نحو مستقبل واثق وخطوات مطمئنة
عندما أرى أولادنا يكبرون في عالم حيث الصحة أصبحت أكثر قرباً منا، أشعر أن مخاوفنا الأبوية تتحول إلى ثقة. ثقة بأننا لم نعد وحدنا في رعاية من نحب.
هذه التكنولوجيا لم تأتِ لتعقد حياتنا، بل لتبسطها. لتعطينا تلك الطمأنينة التي نحتاجها لننام بعمق، ونستيقظ ونحن على يقين أننا نفعل كل ما في وسعنا لحماية قلوب عائلتنا.
المصدر: Samsung details upcoming cardiovascular condition detection via smartwatch, GSM Arena, 2025-10-02