عندما تصبح الشاشة نافذة لقلوبنا: كيف ننسج ذاكرتنا العائلية في هذا العالم الرقمي المتسارع؟

أتذكر نظراتكِ وأنتِ تحملين الجهاز اللوحي، أصابعك تتحرك بين الصور والكلمات، عيناكِ تتساءلان كيف يمكن تحويل هذه الذكريات إلى شيء جميل يبقى. في عالم يتسارع فيه كل شيء، تبقى رغبتنا للي بينا: أن نخلق مساحة رقمية تعكس دفء بيوتنا، تحكي قصصنا بطريقة تليق بجمال ما نعيشه يومياً.

ليس موقعاً إلكترونياً بل هو بيتنا الآخر

أرى كيف أصبحت هذه الأدوات الحديثة امتداداً لبيتنا، ليس مجرد صفحات ويب بل مساحات نعبر فيها عن أنفسنا للي بينا. تلك اللحظة التي جمعنا فيها الصور معاً، ضحكات الأطفال وهم يختارون الصورة المفضلة، طريقة حديثنا عن الألوان التي تعبر عنا – كل هذا جعلني أفكر: نحن لا نصنع موقعاً، نحن نبني ذاكرتنا بطريقة جديدة.

ومن هذه الفكرة، انتقلنا إلى… أتذكر كيف نظرتِ إليّ وأنتِ تقولين: ‘أريد أن يعبر هذا عنا، عن قيمنا’. في تلك اللحظة أدركت أن التكنولوجيا أصبحت لغة جديدة نتحدث بها عن أنفسنا، طريقة نعبر فيها عن حبنا واهتماماتنا للي بينا.

الوقت الذي كنا نفقده أصبح وقتاً نكتسبه معاً

كم من الساعات كنا نقضيها محاولين فهم تعقيدات التصميم؟ الآن أصبحنا نجلس معاً، نخطط ونبدع دون أن نفقد متعة اللحظة. أتذكر مساءات الخميس التي أصبحت جلسات تصميم عائلية، حيث يحمل كل منا فكرة، ونناقش كيف يمكن أن نعبر عن أنفسنا بشكل أجمل. تعرفوا إحساس اللحظة دي؟

حتى الصغير أصبح يسأل: ‘بابا، هل يمكنني إضافة رسمتي هنا؟’ التكنولوجيا صارت وسيلة تواصل مش عائق، طريقة نتعلم فيها معاً ونتقاسم فيها الأحلام.

الذكاء الذي لا يحل محل قلوبنا بل يزيدها جمالاً

أعترف أنني في البداية كنت متشككاً، كيف يمكن لآلة أن تفهم دفء عائلتنا؟ لكنني رأيت كيف أن هذه الأدوات تساعدنا على التعبير عما في قلوبنا، كيف تمنحنا الوقت لنركز على ما يهم: اللحظات التي نعيشها معاً.

رأيتِ كيف تساعدين الصغار على فهم أن التكنولوجيا مش للعب فقط، دي أداة للإبداع والعطاء. ربي يخليهم يكبروا مبدعين.

في النهاية.. ليست التقنية بل القلوب هي ما يبني

وفي النهاية، مش التقنية اللي بتخلينا عيلة، لكن القلب اللي بنحطه في كل لحظة… الذكريات اللي بنسجها مع بعض

شكراً لأنكِ تذكريننا دوماً أن التكنولوجيا مش غاية بحد ذاتها، بل هي وسيلة لنعبر عن أجمل ما فينا: حبنا لبعضنا، وذكرياتنا الجميلة، واملنا بمستقبل أكثر جمالاً لأطفالنا.

أحدث المقالات