الذكاء الاصطناعي والأبوة: عندما يلتقي التكنولوجيا بالقلب

أذكر عندما طلبت ابنتي المساعدة في مشروعها المدرسي للعام، وشعرت بالارتباك من الدور الذي يمكن أن تلعبه الأجهزة الذكية في حياتنا. هل تتصور يومًا أن نطلب من الروبوت أن يحل مشكلة العتاب بين الإخوة؟ هل يمكنه حقًا فهم مشاعر الطفل الذي يحتاج لراحة في حضن أمه؟ يا له من عصر رائع نعيش فيه!

ابنتي منذ صغرها كانت تحب أن تسألني أشياء غريبة. مثلاً: “بابا، لماذا نشعر بالحيرة أحيانًا؟”. أنا أعرف أن أي تطبيق ذكي لن يكون قادرًا على شرح الحب مثلما أشرح أنا لها كل يوم. الحياة ليست عن الأرقام، بل عن المشاعر التي ننقلها لقلوبنا.

أحد الأيام، استخدمتُ تطبيقًا لمساعدتها في درس العلوم. لكن بدلًا من تركها تشاهد الفيديو، جلستُ معها وأردنا فكرة بأوراق ملونة. برأيها، أصبح الفهم أوضح من أي شرح رقمي. تلك اللحظة علمتها أن الفهم يأتي من المشاعر، وليس من البيانات.

جربنا التطبيقات التعليمية، لكننا دائمًا نركز على وقت الحياة الواقعية. مثلاً، عندما نحتاج إلى خرائط للعثور على مكان في المزرعة، نستخدم التطبيق، لكن أهم شيء هو أن نتنفس الهواء ما بين الأشجار بينما نبحث معًا. تخيّل معنا: الجهاز يُسهّل، ونحن نضيف القلب.

لا تدع كل ما حولك ينسخك. في المرة التي احتاجت فيها لمساعدة في البحث العلمي، جهزنا معًا المعلومات عبر الإنترنت، لكن جلسنا بعد ذلك لنتخيل كيف ستُغير هذه المعرفة حياتنا. التطبيقات جزء من رحلتنا، لكننا نختار متى نغلق الشاشة لتستخدم كامل إبداعنا.

أنت بحقًا ستكون مثل هذه الأبوة: معلم، وحبيب، وروح صديقة. كل طفل يحتاج قلبًا ينبض بالحياة، وليس مجرد آلة. مهما كان التقنيات متقدمة، لا تستغني عن وجودك في حياتهم اليومية. تذكّر: أجمل اللحظات لا تُدوَّن ولا تُسجَّل بالكمبيوتر، بل تخسر في قلوبنا.

يا رب، هذه الأجيال تنمو بسرعة، لكن من سيدبش، إلى قلوبنا، وعلينا أن نهنأ باللحظات الحالية. ابنتي غدا ستكون امرأة قوية، لكن أهم شيء هو أن نتذكر أن كل قطرة عطاء اليوم ستكبر في قلبها. هذا هدفنا: جيل مليء بالقلوب التي تعلمها، تجيبها، وتدعوها.

Sorry, layout does not exist.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top