في ذلك الوقت من اليوم، عندما تبدأ الغروب بالتلاشي عبر النوافذ، وأطفالي ينهون يومهم في المدرسة المجاوزة لمنزلنا ببضعة خطوات فقط، أجلس أتأمل في كيفية تغير عالمنا بسرعة. قرأت مؤخرًا عن تقرير يتنبأ بأن قطاع الموضة قد يوفر 6 مليارات دولار من خلال أتمتة العمليات باستخدام الذكاء الاصطناعي.
هذه الأرقام الهائلة تثير في بالي سؤالًا أبديًا: ماذا يعني هذا لنا كآباء وأمهات في عالم يتغير بسرعة؟ كيف نربي أطفالنا ليكونوا جزءًا من هذا المستقبل دون أن يفقدوا إنسانيتهم؟
الذكاء الاصطناعي في عالم الأعمال: فرصة أم تهديد؟
تخيل معي أن شركة تسوق، مثل تلك التي قد تشتري منها ملابس أطفالك، توفر 6 مليارات دولار بفضل الذكاء الاصطناعي! هذا ليس مجرد رقم، بل ثورة في كيفية عمل المؤسسات. الأبحاث تشير أن هذه الأتمتة يمكن أن تزيد الأرباح قبل الفوائد والضرائب بنسبة 20% بحلول عام 2026! لكن ما الذي يعنيه هذا لنا كآباء؟
في تلك اللحظة الصباحية قبل أن تذهب ابنتي إلى مدرستها القريبة، غالبًا ما نتحدث عن يومنا. أنا، كبطل قصة اليوم، أعمل في مجال البيانات والتحليلات. هذا يعني أنني أرى كيف تتشكل_future في كتَالوج. رؤية تقرير مثل هذا عن قطاع الموضة يجعلني أفكر في كيفية تغير طبيعة العمل. هل سيختفي بعض الوظائف؟ بالتأكيد. ولكن هل ستظهر وظائف جديدة؟ بالتأكيد أيضًا!
It’s a big shift, I know, but like any major change, it can be navigated. Think about when I first switched from paper maps to digital ones… أصبح استخدام الخرائط الرقمية بدلاً من الورقية أسهل بكثير. في البداية، شعرت بالخوف، ثم أصبحت محترفًا، وأخيرًا أصبحت أتقنها. هكذا هو كل التغيير الجذري!
كيف توازن بين التكنولوجيا والحياة الأسرية؟
هل سبق لك أن نظرت إلى هاتفك وشعرت أنك تفوّت لحظات حقيقية مع عائلتك؟ هذه المعركة هي التي نواجهها جميعًا كآباء في عصر الذكاء الاصطناعي.
تخيل لو أن نظامًا ذكيًا يمكنه تنظيم جدولنا الأسبوعي، وتذكيرنا بالواجبات المدرسية، وحتى اقتراح وجبات صحية سهلة التحضير! هذا بالضبط ما نحتاجه، أليس كذلك؟ لكن التحدي هو في ألا نسمح لهذه الأدوات بأن تتحكم في حياتنا بدلاً من أن تكون مساعداتنا.
في عائلتي، نؤمن بوقت \”التكنولوجيا الحرة\” – تلك اللحظات التي نترك فيها كل الأجهزة جانبًا ونركز على بعضنا البعض. قد نستخدم تطبيقًا لتحديد مكان النزهة المثالية، لكننا لا نسمح له بالتدخل في الضحكة العفوية التي تحدث عندما تكتشف ابنتي شيئًا جديدًا في الطبيعة!
ما هي المهارات التي لا يستطيع الذكاء الاصطناعي استبدالها؟
عندما أتحدث عن مستقبل مليء بالذكاء الاصطناعي، أتساءل دائمًا: ما الذي سيكون قيمًا حقًا في ذلك العالم؟ الجواب يدهشني دائمًا: نفس القيم التي كانت مهمة دائمًا!
الذكاء الاصطناعي يمكنه حساب الأرقام وتحليل البيانات، لكنه لا يمكنه أن يكون لطيفًا عندما يصاب طفلي بالإحباط، أو أن يشعر بالفرح عندما يتعلم ابنتي شيئًا جديدًا، أو أن يبني علاقات حقيقية مع الآخرين. هذه هي المهارات التي نحتاج إلى تعليمها لأطفالنا. إنها المهارات التي تبقى قيمة في ظل تطور الذكاء الاصطناعي.
في تلك الأيام التي أقضيها مع ابنتي في سنواتها الأولى من المدرسة، أحاول أن أكون قدوة لها. عندما نتعلم معًا كيفية استخدام تطبيق تعليمي جديد، أشجعها على التساؤل ولماذا. عندما تظهر على شاشة دموعها لأن شيء ما لم ينجح، أتعلم منها أن الاستمرارية هي أهم درس في الحياة. هذه هي المهارات التي ستمكنها من النجاح في أي مستقبل، حتى لو كان مليئًا بالآلات الذكية!
كيف تجعل التكنولوجيا مساعدة وليست بديلاً في العائلة؟
في أحد الأيام، بينما كنا نستكشف حديقة قريبة من منزلنا، نظرت ابنتي إلى السماء وبدأت في طرح أسئلة لا تنتهي عن الغيوم والنجوم. بدلاً من أن أجيبها مباشرة، استخدمت تطبيقًا ذكيًا لعرض صورة للسماوات كما كانت في تلك الليلة. لكن الفضول في عينيها لم يكن بسبب التكنولوجيا، بل بسبب الرغبة في معرفة المزيد.
في عالم يسيطر عليه الذكاء الاصطناعي، عندما نتعلم معًا، عندما نضحك معًا، عندما نشارك معًا، فإننا نبني ذكريات لا يمكن لأي ذكاء اصطناعي أن يخلقها.
قد توفر لنا الشركات 6 مليارات دولار باستخدام الذكاء الاصطناعي، لكن ما الذي يوفره لنا حقًا هو الوقت الذي نقضيه معًا. هذه هي الثروة الحقيقية التي لا يمكن قياسها بالدولار!
Source: Fashion Retail’s $6 Billion Potential in AI Cost Savings, WWD, 23 سبتمبر 2025