عندما يلتقي الذكاء الاصطناعي بأطفالنا: حديث هادئ بيننا في ليلة وقمر

أم تحتضن طفلًا مريضًا في غرفة انتظار المستشفى

قرأتُ خبرًا عن آلة تحلل البيانات في ثوانٍ، وسألت نفسي فجأةً: «هل تضمن هذه التكنولوجيا أن تُعيدكِ إلى طفل مريض بينما تمسكين يده؟» — قشعريرة اختلجت قلبي حين أدركت أن هذا ليس حديثًا عن الآلات فحسب، بل عن صراعنا الداخلي بين السرعة والحب.

تذكرتُ لحظةً في غرفة انتظار المشفى حين رأيتُ ارتعاش جسد صغير من الحُمّى، ويدك تهرب من الجبين الساخن إلى هاتفك الذي يرن بموعد عمل. (ألم يحزن قلبي عندما أدرك الجهد الذي تبذلينه؟!) لم أفكر يومها في السرعة أو الدقّة، بل في أنكِ تستحقين وسيلة تُنهي واجباتك قبل أن ينام الصغار.

هذا ليس حديثًا عن أرقام، بل عن تلك اللحظات المكسورة بين المهام والاحتضان. عن طريقة رؤيتك تزرعين الأمل كل يوم، حتى حين تخفق عيناك من التعب.

وهنا تبدأُ القصة الحقيقية: حين تترتب الأفكار حول التكنولوجيا من منظور الإنسانية.

في غرفة الانتظار: الدقائق الذهبية التي تصنعها التكنولوجيا

عائلة تلعب معًا في غرفة معيشة دافئة

النهار كله تتنقلين بين اتصال عمل وواجبات أطفالك، حتى تصلين إلى غرفة الفحص دون أن تدري كيف دخلتِ الكحول.

بينما تمسكين بيد الطبيب، يدور في رأسي: «لو انتهت نتائج التحليل خلال ساعة بدل أيام!» — حتى أنا، كأب، أجد نفسي أتساءل: هل هذه الحوسبة تحل محل دموعنا؟ الخبر عن الذكاء الاصطناعي لم يذكر أرقامًا، بل ذكرني بذركِ في غرف الانتظار حين لا تعرفين ما الذي تواجهين.

هذه هي المعجزة الحقيقية: عندما تعيد التكنولوجيا لأطفالنا وقت الانتظار بين أحضان أمهم.

دموع الأمهات ورموز الآلات: أين تكمن الإنسانية؟

أم تضع ملصق قلب على جبين طفلها

ذات مرة جائت أمّ من مناطق بعيدة تحمل طفلة مريضة، تقول: «جئتُ أربعة ساعات، وينتظر الطفل أسبوعًا لنتائج التحليل». سمِعتُ كلماتها وانا أتذكر تلك اللحظة التي وقفتُ فيها كأب منزه عن كل التفاصيل — أين يكمنُ الحب حينما تتأخر النتائج؟

في طريق عودتها، تذكرتُ ضحكات أطفالك في المطبخ وأنتِ تعدّين وجباتهم، وتصبحين مديرة، وتراجعين الدروس. هل كان من الممكن أن أكون مثلها؟ — عندما أفكر في ذلك، تتجمد دمي من الخوف! هنا يسكن الخوف: أن يقودنا الذكاء الاصطناعي إلى عالمٍ ننسى فيه أن التشخيص السريع لا يشفى دمعة الطفل في عين أمّه.

صحيحٌ أنه يحسم الأمراض المعقدة، لكنه لا يرى كيف تدورين بين أطباق الدواء والمذاقة. (همسًا: هل يكفي التكنولوجيا عندما ترن الهواتف في غرفة المشفى؟) هل يتذكّر مهندسوها أن السرعة وسيلة، وليست غاية؟

حلم لا تقيسه الشاشات: تلك الدقائق المسروقة

أم تغني لأطفالها قبل النوم

في هذا البيت، لا نحلم بشاشات أسرع أو نتائج أدق. نحن نطمع بلحظة نعود فيها إلى السرير قبل أن يغطّ الصغار في النوم، ونطمئن على أطفالنا دون أن نفتح محادثة عمل. أعرف أنني في تلك الدقائق، أستعيد قلبي وتستعيد طفلي تمامًا.

الغاية أن تعودي إلى غناء التاية لطفلك، وإصلاح قلم رسمه المكسور، إلى أن تكوني ببساطة «ماما». هذه النعمة لا تقيسها آلات: لحظة تفرغين فيها من كل الأدوار لتكوني كل شيء لطفلك.

الفضاء الذي تُخلّينه لطفلك اليوم هو الاستثمار الحقيقي في مستقبله. حين تهمسين: «سأكون معك دائمًا»، تزرعين الثقة التي لا تستبدلها أسرع أنظمة الذكاء الاصطناعي.

Source: MindWalk Holdings Corp. Report, Financial Post, 2025-09-15

أحدث المقالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top