عندما يحاول الروبوت أن يفهم مشاعر طفلنا

طفل يحاول التحدث مع مساعد ذكي عن مشاعره

أتذكرون تلك الليلة، بعد أن نام الصغار، وجلستُ أشاهدكِ وأنتِ تحتضنين طفلنا الذي عاد من المدرسة بحزن يخفي في عينيه. بينما كنتُ أجهز الشاي، سمعتُ صوتًا يأتي من غرفته – محاولة خجولة للحديث مع المساعد الذكي عن سبب حزنه. وفي تلك اللحظة، فهمتُ شيئًا عميقًا عن الفرق بين ما تقدمه التكنولوجيا وما تمنحيه أنتِ كأم.

اللمسة التي لا تستطيع الآلة تقليدها

أم تحتضن طفلها بتفهم وعاطفة

كم مرة رأيتكِ تنزلين على ركبتيكِ لتلتقي بأعين أطفالنا، تلمسين وجوههم بذلك الدفء الذي لا يحتاجه كلمات. التكنولوجيا قد تعطي إجابة، لكنها لا تعطي حضنًا. قد تقترح حلًا، لكنها لا تعطي نظرة فهم. الأبحاث تحذر من الاعتماد الزائد على الذكاء الاصطناعي في المجالات العاطفية، لكننا نعيش هذه الحقيقة كل يوم في بيتنا.

أتذكر حين حاولتِ شرح مشاعر الغضب لطفلنا الصغير. كيف استخدمتِ القصص والأمثلة من واقعنا، وربطتِ بين مشاعره ومشاعر الآخرين. هذه الشبكة المعقدة من المشاعر الإنسانية لا يمكن لأي خوارزمية أن تحاكيها، لأنها تحتاج إلى قلب عاش التجربة، وليس مجرد معالج يحلل البيانات.

الفارق بين المساعدة والاستبدال

عائلة تتناول الفطور معًا وتناقش استخدام التكنولوجيا

وبينما كنا نفكر في هذا الفرق بين الإنسان والآلة، جاء الصباح ليذكرنا بكيفية التعامل العملي مع التكنولوجيا. في صباح اليوم التالي، بينما كنا نتناول الفطور، تحدثنا عن كيفية استخدام التكنولوجيا بحكمة. كيف يمكن للمساعد الذكي أن يساعد في الواجبات المدرسية، لكنه لا يستطيع أن يعلم القيم. كيف يمكنه أن يذكرنا بالمواعيد، لكنه لا يستطيع أن يعلمنا الالتزام.

ضحكتِ حين قلتُ إن شرح المشاعر للآلة يشبه شرح نكتة للروبوت – قد يفهم الكلمات لكنه لن يضحك أبدًا! وفي ضحكتكِ هذه، كان كل الحكمة التي نحتاجها: التكنولوجيا أداة رائعة، لكنها تبقى أداة. القلب البشري هو الذي يعطي المعنى.

جسور الثقة التي نبنيها معًا

عائلة تجتمع معًا في نهاية اليوم لتشارك القصص

في نهاية اليوم، حين يجتمع أطفالنا حولنا يحكون عن يومهم، أشعر أننا نبني شيئًا لا يمكن لأي تكنولوجيا أن تخلقه. تلك النظرات المتبادلة، تلك اللمسات الطيبة، تلك اللحظات التي نسكت فيها جميعًا لأن الكلمات لا تكفي.

هذه اللحظات البسيطة التي نجتمع فيها معًا هي كنوز لا تقدر بثمن

التكنولوجيا جاءت لخدمة إنسانيتنا، وليس العكس. وفي بيتنا الصغير، نختار أن نستخدمها لتعزيز اتصالنا، لا لاستبداله.

لأننا نعلم أن أفضل حماية لأطفالنا ليست في جدران إلكترونية، بل في قلوبنا المفتوحة وأذرعنا الممتدة. هذه الرحلة العائلية المشتركة هي التي تصنع الفرق الحقيقي.

المصدر: Oxford exposé: How chatbot “therapy” is failing vulnerable users, Digital Journal, 2025-09-21

أحدث المقالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top