
أتعرفين؟ أتذكر تلك الليلة عندما جلستِ تنظرين إلى هاتفك، عيناك تعكسان وهج الشاشة وأنتِ تقرئين عن آخر تطورات الذكاء الاصطناعي. لم تقولي شيئاً، لكنني رأيت ذلك القلق الخفي في نظراتك – ذلك السؤال الصامت الذي يحمله كل أب وأم: كيف سيكون مستقبل أطفالنا في هذا العالم المتغير؟ اليوم، وأنا أفكر فينا… في رحلتنا كوالدين.
ليس بديلاً عنا، بل معززاً لوجودنا

أتذكر تلك المرات التي يسأل فيها أحد الصغار سؤالاً صعباً، وكيف كنا نتبادل النظرات قبل أن نجيب. اليوم، وأنا أفكر في الذكاء الاصطناعي، أرى أن دوره يشبه دورنا كأهل – ليس ليحل محلنا، بل ليعزز قدرتنا على التوجيه.
فكما أن الطفل يحتاج إلى توجيهنا ليفهم العالم، الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى توجيهنا ليعمل بدقة. وفي هذا التشابه الجميل، أجد راحة – فدورنا يتحول من مجرد مقدمي معلومات إلى مرشدين يساعدون أطفالنا على فهم العالم من حولهم.
وأتذكر تلك الليلة عندما استخدمنا محرك البحث للإجابة على سؤال ابننا عن النجوم، وكيف تحولت الإجابة إلى حديث عائلي ممتد تحت السماء. الذكاء الاصطناعي أعطانا المعلومة، لكننا – أنتِ وأنا – من حولناها إلى ذاكرة.
كيف نصنع سياقاً للتعلم في بيتنا؟

أحياناً أنظر إليكِ وأنتِ تعدين العشاء، بينما تجيبين على أسئلة الصغار التي لا تنتهي. أرى في عينيكِ ذلك الصبر الذي يحول المطبخ إلى فصل دراسي، والطعام إلى درس في العلوم والحياة.
هذا هو ‘ organizing السياق ‘ الذي أقرأ عنه – ليس مجرد تقديم معلومات، بل تهيئة البيئة التي تنمو فيها الأسئلة وتزدهر الفضائل. وكما أن الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى سياق ليفهم، أطفالنا يحتاجون إلى بيئة يحبون فيها التعلم.
وأضحك أحياناً وأنا أفكر أن أسئلة الأطفال التي لا تنتهي قد تكون أفضل تدريب على التفكير النقدي من أي برنامج ذكاء اصطناعي. ففي كل ‘لماذا’ و’كيف’، نرى عقولاً تنمو وتتساءل وتكتشف.
من مستهلكين إلى صانعين للذكريات

أتذكر تلك الصورة التي التقطناها الأسبوع الماضي، وكيف حولناها إلى قصة عائلية مسائية. لم نكن مجرد مستهلكين للتكنولوجيا، بل صناعاً للذكريات.
وهذا ما أتعلمه من قراءتي: أن أهم مهارة يمكننا تعليمها لأطفالنا ليست كيفية استخدام التكنولوجيا، بل كيفية تحويلها إلى أدوات للإبداع والتواصل. أن نعلمهم كيف يصنعون القصص من لحظاتهم، كيف يوثقون ذكرياتهم، كيف يتشاركون تجاربهم.
ففي النهاية، القيمة ليست في المعلومة نفسها، بل في كيفية ربطها بمعانينا الشخصية. وكما ننظم السياق للذكاء الاصطناعي، ننظم الذكريات لأطفالنا.
رحلة ثقة في عالم متغير

اليوم، وأنا أنظر إلى أطفالنا النائمين، أعلم أن مخاوفنا الطبيعية لن تختفي تماماً. لكني أيضاً أعلم أن لدينا ما هو أقوى من أي تكنولوجيا: حبنا كعائلة، وترابطنا كشركاء في هذه الرحلة.
الذكاء الاصطناعي قد يتطور، لكنه لن يستطيع أبداً أن يحل محل نظرة الفخر في عينيكِ عندما يتعلم الطفل شيئاً جديداً، أو عناقكِ الدافئ عندما يحتاج إلى طمأنينة.
فكما نعلم أطفالنا كيفية استخدام الأدوات الجديدة، نعلمهم أيضاً قيمنا وتقاليدنا وحبنا. معاً، نصنع مستقبلاً حيث التكنولوجيا تزيد من ترابطنا العائلي لا تقلله
المصدر: How AI is changing the role of technical writers to ‘context curators’ and ‘content directors’, Idratherbewriting, 2025-09-28
