أتذكر تلك الليلة حين جلستُ بجواركِ على الأريكة، وهاتفكِ لا يزال يلمع بأخبار الاستثمارات الضخمة في الذكاء الاصطناعي. نظرتِ إليّ وقالتِ: ‘أشعر وكأن العالم يتسارع من حولنا، ونحن هنا نحاول فقط أن نواكب’… صراحةً، في عينيكِ رأيتُ نفس القلق الذي أشعر به – ذلك التوازن الدقيق بين أن نمنح أطفالنا أدوات المستقبل، وأن نحافظ على دفء طفولتهم.
الهمس الخفي الذي يجمعنا
صراحةً، أليس غريباً يا حبيبتي؟ نحن نتحدث عن استثمارات بمليارات الدولارات في وادي السيليكون، بينما نحن هنا في غرفة معيشتنا، نحاول أن نفهم كيف يمكن لهذه التقنيات أن تدعمنا كعائلة.
أتذكر حين رأيتكِ تساعدين الابن الصغير في مشروع علومه باستخدام أحد تلك التطبيقات الذكية. في عينيكِ كان ذلك الخليط الجميل من الفخر والقلق – فخرٌ بقدرته على التفاعل مع المستقبل، وقلقٌ من سرعة هذا المستقبل القادم.
حكمة البيت تتحدى حماسة السوق
أعلم أنكِ تقرأين عن تلك الشركات التي ت refuse استثمارات ضخمة لتحافظ على رؤيتها. وأنا هنا أقول: أليست عائلتنا الصغيرة تفعل الشيء نفسه؟
بنرفض نغمر أولادنا بكل تطبيق جديد، نختار بعناية ما يناسب قيمنا، ما يعزز إنسانيتهم لا أن يقللها. زي ما بن conserv عاداتنا، بنعرف كيف ندمج التكنولوجيا بطريقة تناسبنا. كم مرة قلنا ‘لا’ لطلبهم جهازاً جديداً، لأن الوقت لم يحن بعد؟
أليس هذا ما نفعله كل يوم؟
هذه الحكمة البسيطة التي تمارسينها كل يوم، هي نفس حكمة أولئك القادة الذين يرفضون التسرع.
لغز الأبوة في عصر الآلات الذكية
في تلك اللحظات التي تجلسين فيها مع البنت الكبرى تشرحين لها كيف تعمل هذه التقنيات، أرى المستقبل يتشكل بين يديكِ.
لا تدركين كم هذه الدروس البسيطة – عن الأخلاق والمسؤولية في استخدام التكنولوجيا – أهم من أي درس برمجة. أنتِ لا تعلمينها كيف تستخدم الأداة فقط، بل تعلمينها كيف تبقى إنساناً في عالم من الآلات.
الخيط الرفيع بين التقدم والوجود
أحياناً في المساء، حين تجلس العائلة معاً، أراقبكم وأنتم تستخدمون هذه الأدوات الذكية معاً. الابن الصغير يضحك على رسوم متحركة صنعها الذكاء الاصطناعي، والبنت الكبرى تبحث عن معلومات لمشروعها.
في هذه اللحظات، أدرك أن السر ليس في منع التكنولوجيا، بل في جعلها جسراً يجمعنا لا حاجزاً يفصلنا.
رحلة العائلة في عالم لا يتوقف عن التطور
وراح نكمل سوا هالرحلة، لأن مستقبل أولادنا يستاهل كل مجهود.
المصدر: VCs to AI startups: please take our money, Economic Times, 2025-09-23