هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون صديقًا للعائلة؟

عائلة تتناقش حول التكنولوجيا في غرفة المعيشة

عندما يتحول ‘أبو الذكاء الاصطناعي’ إلى ناقدٍ له، كآباء، لازم نوقف شوي ونفكر. جيفري هينتون، الذي ساهم في تطوير هذه التقنية، يحذر الآن من أن الذكاء الاصطناعي قد يمكّن أي شخص من صنع أسلحة بيولوجية! الأمر يذكرني بذلك الشعور عندما ترى طفلك الصغير يتعامل مع شيء جديد لأول مرة – فرحة الاكتشاف ممزوجة بقلق الحماية. هذا الشعور يخلق توتراً جميلاً بين الحماية والاستكشاف. في عالم الذكاء الاصطناعي، كيف نوازن بين الفرص والمخاطر؟

ماذا يعني تحذير هينتون لنا كآباء في عصر الذكاء الاصطناعي؟

أب وابنته يدرسان معاً على جهاز لوحي

يقول هينتون إن ‘الشخص العادي بمساعدة الذكاء الاصطناعي سيتمكن قريبًا من صنع أسلحة بيولوجية’. تخيلوا للحظة أن يصبح صنع قنبلة نووية في متناول الجميع! هذه ليست خيالاً علمياً بعد الآن.

لكن هذا لا يعني أن نبتعد عن التكنولوجيا تماماً، فلا ننسى أن نفس هذه التقنية التي تحمل مخاطر، تحمل أيضاً إمكانات هائلة لتعليم أطفالنا وتطوير مهاراتهم. السؤال الحقيقي هو: كيف نستفيد من الإيجابيات ونتجنب السلبيات في عصر الذكاء الاصطناعي؟

الأمر يشبه تعليم ابنتي ركوب الدراجة – هناك مخاطر السقوط، لكن هناك أيضاً متعة الحرية والاستكشاف. لا نمنعها من التعلم خوفاً من السقوط، بل نعلمها كيفية الوقاية ونضع لها الخوذة الواقية.

ما تقوله الأبحاث عن مخاطر الذكاء الاصطناعي الحيوية؟

باحثون يناقشون بيانات الذكاء الاصطناعي في مختبر

تشير الأبحاث من RAND إلى أن نماذج اللغة الكبيرة لم تقدم حتى الآن تعليمات صريحة لصنع أسلحة بيولوجية، لكنها قدمت إرشادات قد تساعد في التخطيط لهجمات بيولوجية.

وفي تجربة مثيرة للقلق، تمكن طلاب من MIT بدون خلفيات علمية من استخدام chatbots لسرد فيروسات قادرة على إحداث جائحة، وتحديد طرق تصنيعها، واقتراح طرق للالتفاف على أنظمة المراقبة – كل هذا في ساعة واحدة فقط!

هذا يذكرنا بأن التكنولوجيا زي النار – يمكن أن تطهو طعاماً دافئاً للعائلة، ويمكن أن تحرق البيت أيضاً. المسؤولية تقع على عاتقنا في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي.

كيف نحمي أطفالنا في عالم الذكاء الاصطناعي الجديد؟

عائلة تشارك في نشاط تعليمي تفاعلي

بدلاً من الخوف، دعونا نتبنى نهجاً واقعياً وإيجابياً. لماذا لا نجعل من تعليم أطفالنا حول الذكاء الاصطناعي فرصة للترابط العائلي؟

جربوا هذا: في المرة القادمة التي تستخدمون فيها مساعداً ذكياً، اسألوا أطفالكم: ‘برأيك، كيف يعمل هذا؟ وما الذي يمكن أن يخطئ فيه؟’ هذه الأسئلة البسيطة تعلّمهم التفكير النقدي – أهم مهارة في عصر الذكاء الاصطناعي.

تذكروا أن أطفالنا سيعيشون في عالم حيث الذكاء الاصطناعي جزء لا يتجزأ من الحياة. بدلاً من منعهم، لنعلمهم如何使用ه بحكمة ومسؤولية.

نظرة إلى المستقبل بأمل وحكمة في عصر الذكاء الاصطناعي

أب وابنته ينظران إلى الأفق معاً

صحيح أن تحذيرات هينتون تثير القلق، لكنها أيضاً تذكرنا بمسؤوليتنا كآباء. الذكاء الاصطناعي ليس شراً مطلقاً ولا خيراً مطلقاً – إنه أداة، وكأي أداة، قيمتها تكمن في كيفية استخدامنا لها.

لنكن مثل ذلك الأب الذي يعلم ابنه استخدام السكين – لا يمنعه خوفاً من الجرح، بل يعلمه كيفية المسك بشكل صحيح وما يمكن قطعه وما لا يمكن.

في النهاية، أهم ما نعلمه لأطفالنا ليس كيفية استخدام التكنولوجيا، بل القيم والأخلاق التي توجه هذا الاستخدام. لأن التكنولوجيا تتغير، لكن القيم الإنسانية تبقى. ماذا تريد أن تورث لأطفالك في هذا العصر الرقمي؟

المصدر: ‘Soon anyone can make…’: Godfather of AI has chilling doomsday warning, Economic Times, 2025/09/06 13:16:46

أحدث المقالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top