هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يبني عالماً آمناً لأطفالنا؟

أتذكر تلك اللحظات وأنا أراقب ابنتي البالغة من العمر سبع سنوات تتعرف على الدنيا برقة: تسأل عن الغيوم، وتضحك لمجرد رؤية فراشة تُحلّق. لكن اليوم، وأنا أقرأ عن مشروع ‘شيرلوك’ المكلف بـ 12 مليون دولار، زعلت فجأة: يا جماعة! تخيلوا معايا كيف سيُشكّل هذا العالم التقني المعقد مستقبل أطفالنا؟ ومن هنا، صار عندنا السؤال الحارّ: كيف تؤثر هذه الأنظمة على أمان صغارنا؟

لماذا فشل مشروع الذكاء الاصطناعي في تطبيق القانون؟

في منطقة محلية وُجّهت لها آمالٌ كبيرة، حاولوا بناء نظام ذكاء اصطناعي (نظام ‘الذكي’) يجمع بيانات الشرطة من كل المؤسسات في تطبيق واحد. بعد ثلاث سنوات و12 مليون دولار، كانت النتيجة صفراً! الحقيقية مو في التكنولوجيا ولازم نصلحها في الطريقة اللي ندمجها بيها مع أنظمتنا وتفكيرنا البشري.

كم مرة جرّبنا تطبيقاً جديداً ظنناه سيُسهل حياتنا، فاكتشفنا أنه أضاع وقتنا في تعلّمه؟ بصراحة؟ الفكرة بسيطة: التكنولوجيا ممتازة، لكن التوفيق بينها وبين احتياجات الناس المعقّدة هو التحدي الحقيقي!

ما هي التحديات الخفية للذكاء الاصطناعي في تطبيق القانون؟

ما هي التحديات الخفية للذكاء الاصطناعي في تطبيق القانون؟

أظهرت دراسات عربية أن أنظمة الذكاء الاصطناعي في الشرطة قد تعزز التحيز العنصري دون أن نشعر. المشكلة مو خطأ في الأكواد البرمجية، هي في الطريقة اللي جمعنا بها البيانات – مثلما نحمّس أطفالنا على المساواة، لكن أنظمتنا التكنولوجية تُعلّمهم شيئاً آخر!

هل فكرتم كيف تراقب أجهزتكم أولادكم؟ كلما قرأت عن هذه الأنظمة، تذكّرت أطفالي الصغار: إذا كان التحيز مُضمّناً في الأدوات اللي تُحكم حياتهم يوماً، فكيف سينظرون للعدالة عندما يكبرون؟ الأمر يشبه تعليمهم سباحة في بحيرة وصخور تحت الماء – ما تشوفها، لكنها قد تعيق طريقهم.

كيف نربي أطفالنا في عصر الذكاء الاصطناعي؟

كيف نربي أطفالنا في عصر الذكاء الاصطناعي؟

1. التكنولوجيا أداة، والضمير هو الدليل: لنفرض أننا نمشي مع أطفالنا للروضة القريبة كل صباح – لا نعترض طريقهم بالأجهزة الذكية، بل نُشارك معهم العالم الحقيقي أولاً.

2. إسأليهم لعبة يومية عن الأشياء الجديدة: بدل ‘التفكير النقدي’ المجرّد، جرّبي: ‘يا حلوتي، هل هذا التطبيق يحفظ أسرارك مثلما نحفظ أسرار بعضنا؟ لو كان عندك روبوت، ماذا ستطلبي منه أن يفعل؟’ اجعلوا السؤال لعبةً تشجّعهم على التحليل.

3. القيم تسبق الشاشات دوماً: قصّوا لهم قصصاً عن الشجاعة والعدالة في الماضي، واشرحوا كيف تدافع هذه القيم عن حقوقهم حتى لو كانت برمجيات خفية تحاول التجاوز.

كيف نصنع مستقبلاً آمناً للأطفال مع الذكاء الاصطناعي؟

كيف نصنع مستقبلاً آمناً للأطفال مع الذكاء الاصطناعي؟

تخيلوا تخطيط رحلة عائلية: تحددون وجهتكم، لكنكم تتركون مساحة للمغامرات غير المتوقعة! مثلما نسند الخريطة لتطبيق الملاحة، نحن من يقود السيارة ويختار الطريق. كآباء، علينا أن نكون ‘المسوّق’ الذي يرشد الذكاء الاصطناعي بقيم إنسانية.

كلما ناقشتُ أطفالي عن التطبيقات الجديدة، أشعر أننا نبني حاجزاً روحانياً حولهم. لأن المهم في النهاية: أولادنا يستحقون عالماً يوازن بين التكنولوجيا والقيم، حيث يكون التحيز خطأً نصححه معاً، وليس سبيلاً لا نراه!

هل سيخلق الذكاء الاصطناعي مستقبلاً إنسانياً حقاً لأطفالنا؟

قصة مشروع ‘الذكي’ تذكيرٌ ناري: التكنولوجيا مو الهدف، هي مجرد جسر. مهمتنا الأبوية هي أن نحافظ على يد أطفالنا وهي تعبر الجسر – لتتعلّم التميّز بين الشيء المفيد وغير الآمن.

الواضح أن الأطفال ليسوا من يخلقون التحديات… هم جيلنا الآتي الذي سيحمل الأمل. المهم في النهاية: نضع قدماً على الأرض ونرتقي بأجواء التكنولوجيا بوعي، حتى يكبر أطفالنا في عالمٍ تُحترم فيه إنسانيتهم قبل كل شيء.

المصدر: This Billionaire’s AI Was Supposed To Speed Up Policing. It’s Not Going Well., Forbes, ٥ سبتمبر ٢٠٢٥

أحدث المقالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top