بين اللمعان والجوهر: كيف نعلم أطفالنا ما يهم حقاً

عائلة تجلس معاً تتحدث عن القيم الحقيقية في الحياة

في إحدى الأمسيات الهادئة، أتذكر تلك الليلة عندما جلست بجانبها على الأريكة، بعد أن نام الأطفال أخيراً. كانت تحمل هاتفها بين يديها، تنظر إليه بتعب مختلط بفضول. هل تعلم أن هذا الشيء الصغير الذي نحمله كل يوم قد يكون درساً لأطفالنا عن الحياة؟ قالت لي. وفي صمتنا المشترك، بدأنا نفكر معاً كيف نعلم أولادنا أن يروا ما وراء اللمعان، أن يدركوا القيمة الحقيقية في عالم يلهث وراء كل جديد.

الخدعة اللامعة التي نعيشها كل يوم

أرى كيف تنظر أحياناً إلى تلك الشاشات البراقة، وكأنها تحمل سراً لا يعرفه أحد. وأنا أفهم ذلك تماماً. في عالمنا اليوم، حيث نريد الأفضل لأطفالنا، نجد أنفسنا أحياناً نلهث وراء أحدث الأجهزة والألعاب، خوفاً من أن يتأخر الأطفال عن الركب.

لكنني أتعلم منها كل يوم أن الجمال الحقيقي ليس في اللمعان الخارجي، بل في القيمة الداخلية. أتذكر كيف علمتني أن أنظر إلى ما وراء الشاشة البراقة، إلى المحتوى الحقيقي الذي يقدمه. كيف نختار معاً الألعاب التي تبني عقول الأطفال بدلاً من تلك التي تلهيهم فقط.

في تلك اللحظات، أشعر أننا نبني شيئاً أكبر من مجرد تربية – بنينا معاً وعياً، نزرع فيهم حكمة التعامل مع العالم التقني من حولهم.

حصانة ضد ضجيج العالم

أحياناً أنظر إليها وهي تشرح للأطفال لماذا لا نحتاج دائماً لأحدث شيء، وأشعر بفخر عميق. في مجتمعنا حيث الضغوط الاجتماعية كبيرة، تقف كحصن يحمي العائلة من الاستهلاك غير الواعي.

أتذكر تلك المرة عندما قال لها الطفل: ‘لكن كل الأصدقاء يملكونه!’ وردت بهدوء: ‘قيمتنا ليست فيما نملك، بل فيما نكون’. في عينيها رأيت الحكمة التي تريد غرسها فيهم – أن يكونوا أقوى من إغراءات التسويق، أن يفكروا بأنفسهم.

قيمتنا ليست فيما نملك، بل فيما نكون

وهل تعلمون ما أجمل في هذا؟ أننا نتعلم معاً. في كل مرة نقرر فيها شراء شيء ما، نتحول إلى فريق تحقيق صغير – نبحث، نسأل، نقرر معاً. أصبحت هذه اللحظات دروساً في الحياة أكثر من كونها قرارات شراء.

الاستثمار الحقيقي الذي لا يصدأ

في نهاية اليوم، عندما نضع هواتفنا جانباً ونجلس مع الأطفال، أدرك معها أن الذكريات التي نبنيها هي الاستثمار الحقيقي. تلك اللحظات التي نلعب فيها معاً، نضحك، نتحاور – هذه هي التقنية الحقيقية التي تبقى.

أشكرها لأنها تذكرني دائماً أن أفضل تحديث يمكن أن نقدمه لأطفالنا هو وقتنا واهتمامنا. في عالم يلهث وراء المواصفات والأرقام، تبقى هي الميزة الأكثر قيمة في حياتنا.

ففي النهاية، كما علمتني، ليست الأجهزة التي نملكها هي ما يحدد قيمتنا كعائلة، بل القيم التي نعيشها معاً. وهي، بكل بساطة، جوهر كل ما هو ثمين في هذه العائلة – هذه الحكمة التي تمنحنا إياها كل يوم.

Source: Apple report reveals a worrying iPhone 17 trend, Thestreet, 2025-09-30

Latest Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top